للإصلاح كلمة تتعلق بالجامعة العربية ( وقضية عـزير ) / محمدو بن البار

كلمة الإصلاح هذه المرة تريد أن تساهم بنوع من الكتابة بمناسبة اجتماع أشخاص في موريتانيا مازالوا يطلقون على أنفسهم اسم الجامعة العربية ، وأنا هنا أبحث عن من يتعجب معي من مقالات كتبوها كتابا عن هذا الاجتماع وكأنهم يكـتبون عن حي مازال يرزق والواقع أنهم كتبوا عن جسم ليس في موت سريري

 فقط بل عن جسم له سنين في قـبره في مصر ولما يحيـيه الله بعـد موته فكان على الكتاب عندما سمعوا نبـأ هذا الاجتماع في انواكشوط أن يطرحوا هذا السؤال الذي طرحه " عزير " عندما رأى مدينة بيت المقدس بعدما قـتـل " بختـنصر" أهلها وتركها ( خاوية على عروشها ) قال عـزير : أني يحيي هذه الله بعد موتها فكان على الكـتـاب أصحاب المقـالات أن يضعـوا هذا السؤال أولا أنى يحيي هذه الله بعد موتها ؟
فمعلوم أن الجامعة العربية تـتـركب من سكان العرب من الجزيرة العربية  والشام والعراق ودول افريقية.
فدول الجزيرة العربية تـتـركب من اليمن ودول الخليج وهم الآن يجتمعون ولكن بالقصف فيما بـينهم من طرف اتحاد دول من الجامعة العربية ،أما الشام ففيه سوريا ولبنان وهما ما بين قـاتـل ومقـتول والكل من بـينهما والعراق شطره من الجامعة الفارسية وشطره فوق الدبابات ولا يستطيع الجلوس لئـلا ينفـجر حزامه الناسف أما دول افريقيا فأولها مصر وهي في الواقع الخيالي مقر الجامعة العربية والواقع أنها الآن مقر الجامعة "العبرية" بامتياز فلو وزن بغض جمال عبد الناصر رحمه الله في زمنه لليهود بحب  السيسي الآن لإسرائيل لشالت كفة عبد الناصر إلى عنان السماء ولنزلت كفة السيسي حتى تل أبـيـب لتطلب مقرا لها دائما هناك ، وليذهب العرب والمسلمون إلى التشبـث بعروبتهم وإسلامهم . 
فالمعروف الآن أن مصر ابتلاها الله بعسكري لم يعطه الله من العقل إلا ما لخصه الله بقوله تعالى عن فرعون (( إنه كان من المفسـدين )) .
أما دول افريقـيا الأخرى فالسودان والصومال وجيـبوتي لا يستطيعون الاجتماع فيما بـينهم وهم دول متجاورة بل لا يستطيعون الجلوس في المقاهي خوفا من أن تـنفجر من تحت أرجلهم المقاعـد من شعوبهم .
أما الدول العربية في شمال افريقيا فإن ليـبـيا وتونس لهما من الشأن الخطير ما يمنعهما من الحضور ويشغلهما عن معرفة من ينـتـمون إليه من البشر وهما الآن في كف عفريـت. 
أما الجزائر والمغرب فحرام عليهما أن تكون موريتانيا الشنقيطية قـبلـتهما فلم يفعلوا بعد استـقلال الجزائر إلا احتلالهما جميعا لشمالنا نحن الشناقطة ( موريتانيا ) أو نحن جنوبهم إن أضافـنا شمالنا إليه فالشناقطة شمالها حتى لعيون وجنوبها حتى تمبكتوا كل هذا دولة واحدة وشعب واحد ، ولكن شمال هذا الشعب وزعته الجزائر والمغرب فيما بينهما إلا أن المغرب أخذته فأحسنت ظروفه فنـتمنى نحن لو أخذتنا معه فأحسنت ظروفنا وتركتـنا نحن وهو باسمنا الشناقطة ، أما الجزائر فأخذته أخذ حياة مهينة ليعيش هدفا لغبار الصحاري وقساوتها المميتة فلم يستطع الجزائر الهجوم على المغرب وتخليص الصحراء منها فاكتـفت بالأماني في الهواء حتى شاب الرضيع في هذه الحالة وتوفي جيل كامل لم ير بعينيه استقلالا ولا استـقرارا أما شعوبهما فيما بينهما فأغلقت السلطات الحدود بين هذه الشعوب الواحدة لغة ونسبا لمجرد حقد أصيل موجود بين السلطات دون الشعوب  .
أما موريتانيا فإنه ظهر أن ما يسمى الجامعة العربية زاغت منها الأبصار وبلغت منها القلوب الحناجر لتفكر في الحضور إلى موريتانيا هذه السنة العجاف التي بدأت صيفا ولا نرى أمامنا إلا الصيف إلا أن يأتي الله بفتح من عنده .
فعلى كل حال فأنا أدعوا جميع المفكرين الموجودين على كوكب الأرض الآن أن يفكروا معنا نحن الموريتانيين أين هي الجامعة العربية الآن وماذا سيناقش فيها؟ ومن يستطيع أن يحضر منها؟  ومن يتـكلم مع من؟  وفي أي شيء ؟
فهناك بند واحد هو الذي يمكن مناقشته وهو حل الجامعة العربية  المحلولة بالفعل وليس الحل وحده بل المدفونة من غير لحد ولا شق، بل مواراة في القاهرة فقط إلا أن المفجع أنها الآن يوجد اسمها فوق أرض هي الآن فضيحة لاسم العرب كلهم بعد أن كان اسمها مفخرة للعرب وللمسلمين اسما ونسبا .
ومن هنا أقـول أنني بالرغم من أن اعتـقادي الذي أحمد الله عليه وهو أن الله خلق هذا الإنسان لمدة محدودة ليـبلوهم أيهم أحسن عملا إلا أنني أعـتـقد في نفس الوقت أنه خلق هذا الجنس العربي وأختاره على علم بكثير من الخصائل لم يعطها لغـيره .
فإنزال هذا القرآن بلغة العرب وخصهم بآخر رسالة من السماء إلى الأرض وجعلها عامة لجميع البشرية بواسطتهم وحفظ لهم بها كلامه يتـلونه آناء الليل وأطراف النهار حتى تـنتهي الدنيا هذا كله ليس صدفة ولا غلطا ولا مجاملة .
فأي أمة من قبـل قـيـل لها (( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقـلون )) (( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون)) ((وكذلك أنزلناه حكما عربيا)) أي شرفناك وفضلناك وأمرناك أن تحكم بهذا القرآن العربي المبـين .
وفي آية أخرى((إنا جعـلناه قـرآنا عربـيا لعـلكم تعـقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم)) (( وإنه لتـنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قـلبك لتكون من المنذرين  بلسان عربي مبين وإنه لفي زبر الأولين )) .
وأريد أن أنبه هنا أن هذا الفضل والتكريم الذاتي لكل من يتـكلم العربية سليقة وهو الذي يطلق عليه العربي أيا كان بغض النظر عن لونه أو مكان ميلاده .
بل تـكلم العربية عن طريق تلقين أمه لها بمخاطبته بها قبل أن يعرف القراءة والكتابة فهذا هو الذي يعنيه القرآن بمخاطبته للعرب في القرآن  .
فعربـية النسب دون اللغة غير موجودة في الوجود الإنساني ، فعندما خلق الله الأسماء وعلمها لآدم ويقال أن الأسماء هنا هي اللغات لمن يتـكلم بها سليقة وهي نسبه ولم يتـكلم بالعربية بنفسه فقط إلا رجلا واحدا يسمى يعرب فسمي باللغة التي يتـكلم بها ومن ليس من نسله فليس عربيا بالنسب .
إذن العروبة لا تـنال بالنسب  بل بتكلمها سليقة حتى القرشيـيـن لم ينالوها بنسبهم لأنه إذا وصل إلى إبراهيم وهم أبناؤه حقا  فإبراهيم ليس بعربي بل نالوها  هم وأمثالهم من العرب بكلامهم بها سليقة مع وجوب إطلاق كلمة العرب عليهم وعلى كل من تـكلم بها سليقة ،لأن نسب السلالات أخبر المولى عز وجل أنه من طين وبين نوع ذلك الطين فقال أنه طين لازب والانتـساب لأي لغة لا يعني إلا فهم الولد عـندما يعقل الأوامر والنواهي وأسماء الأعداد من والديه ومحيطه الذي ولد فيه فـتـلك اللغة هي نسبه  .
ومن تحديد العربي من غيره نعود إلى أن هذه العربية التي أنزل الله بها القرآن وفضل أهلها بهذا القرآن وجعله حكما عربيا لا تتم هذه الفضلية إلا بمكينة الإسلام التي وقودها هذا القرآن وتبـيـين الرسول له عندما  يصح عنه ذلك ، أما العربي غير حامل لتـلك المكينة المليئة بذلك الوقود فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا .
وهذه الصورة الكاملة هي التي ملكت مشارق الأرض ومغاربها طبقا للحكم العربي الذي جاء به القرآن ، وعندما انحرفت بعد ذلك عرفت العربية وأهلها أنها لا تعمل دون مكينـتها ووقودها .
ولذا عندما قامت في التاريخ المنظور القوميات العربية وظنت أن لها شأنا بنفسها وانتظمت في اتحاد سمته الجامعة العربية بدون المكينة ووقودها وأعطاها الله من الخيرات في أرضها لو اعترفت أن عندها مكينة ووقودها  واستعملتهما لأستمر ملكها لمشارق الأرض ومغاربها ولكنها الآن عرفت أن الجامعة العربية بدون مكينـتها ووقودها لا حول لها ولا  قوة بدونهما فما وقع لها من التمزق والذلة والمهانة بين الأمم وما وقع لزعمائها أمام العالم لهو أكبر دليل عن فقدها لمكينتها ووقودها فلو كان القرآن ينزل الآن لنزل في ما وقع لزعمائها ما يشيـب منه الولد المشاهد فانقسامها اتجه إلى اتجاه العروبة التي لا تحمل مكينتها التي اختيرت لها ووقودها الأصيل الذي لا ينفع وقود غيره .
فبعض أعضاء الجامعة العربية رغم أن له قوة ذاتية ولكن طغى بها وتجبر وبعضها صرف ما أعطاه الله من الخيرات في زهرة الحياة الدنيا الأوربية والأمريكية والجميع ترك ما أوصاهم الله به في قوله تعالى (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )) إلى آخر الآية .
بل جعلوا عدو الله وعدوهم بعضهم بعضا بل كثير منهم جعل الإسلام هو عدوهم فأرهبوه بما أعطاهم الله من القوة والمال وأحالوا أمنهم وعزهم إلى الأوربـيـين والأمريكيـين ، وعندما قامت جارتهم إيران بثورتها التي تسميها إسلامية واعـتزت بالإسلام ولو كان غير الدين الخالص وفعلت ما أمر الله به المسلمين في هذا الشأن وهو إعداد القوة وأنشأت حرسها الثوري وكونت خبراء صنع الأسلحة بجميع أنواعها ، عندئذ قام أعضاء الجامعة العربية بالبكاء والعويل وترتعد فرائسهم من الخوف منها وهم عندهم الأموال وعلماء التكنولوجيا أكثر من ما عند إيران أضعافا مضاعفة .
وهنا نقول جزى الله (أباما) خيرا في الدنيا الذي ابتلع أموالهم وولاهم ظهره مقبلا على الأقوى في الساحة ليتعامل معه لأن العمل مع الضعيف لا يرضى به عاقل فعـندئذ تذكر قادة الخليج ولات حين تذكر بعدما احتوت إيران على أربع دول من العرب وقامت السعودية ممثـلة في ملكها الراحل والإمارات العربية بإعانة بعبوع لا ينفع صديقا ولا يخيف عدوا بل حتى لا يحمل نخوة العرب وإباءهم وخصالهم الحميدة التي اختارهم الله من أجلها لحمل الرسالة فجاء بفضيحة للعرب أمام العالم وهو حبه الخالص لعدو المسلمين الأول ألا وهي الكيان الصهيوني الذي يقـتـل يوميا الفلسطينيـين ومسخ جنوده وشرطته بأوامره البشعة: أمر الجنود بقـتل الفلسطينيـين والشرطة بقـتل المواطنين إلى آخر الفضائح التي أصبح عدوه وصديقه متفـقون على الصاقها  به  فلم يظن  الناس من قبـل أن بنات الكنانة يلدن مثـل هذا الرجل .
أما الآن فنرجو من الله أن يكون ذلك البرق الذي لمع أخيرا والذي كان من الواجب على السعودية وهي التي تحتضن أول بيت أمر الله بـبـنيانه على الأرض وتحتضن المكان الذي دفن فيه أحب عباد الله على الله أن تكون قبل إيران شكلت حرسا إسلاميا أعطاها الله من الخيرات ما تموله به وجميع المسلمين مستعدون أن يكونوا جنودا يموتون دفاعا عن تلك الأرض الطيبة وجميع علماء التكـنولوجيا مستعدين لصب علمهم وذكائهم فوق تلك الأرض الطاهرة فكان عليها ودول الخليج أن تكون مناورات رعد بالجيش الإسلامي قد وقعت في السبعينات حتى يكون الحلف الأطلسى الآن والروس يخافون من ذلك الجيش الإسلامي الملقـن  والمدرب على الإسلام الصحيح الذي لا خوف فيه ولا اعـتداء على أي كائن من كان إلا من ثبت اعتداءه على الآخرين  فيحكم عليه بقوله تعالى(( وأن أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تـتبع أهوائهم واحذرهم أن يفتـنوك عن بعض ما أنزل الله إليك )).
فتـكون الدول الخليجية بدل من درع الجزيرة كونت جيشا إسلاميا من أغلب الدول الإسلامية ويكون قد تشـكل لا للمناورات فقط بل للخدمة هناك وتكوين قمة إسلامية ضاربة تزيل عن الجامعة العربية فضائح الدنيا التي تـلـطخت بها من مشرقها إلى مغربها وتكون نية تكوينها دفاعا عن الإسلام ذخرا لقادتها في الآخرة يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا .
وأخيرا فإن كلمة الإصلاح هذه هي مجرد إشارات لما لا ينبغي أن يكون أصلا وما ينبغي أن يكون حالا ونرجو من الله أن يكون اجتماعهم في موريتانيا مبدأ توبة نصوحا إلى الله يعـز فيه من والاه ويذل قيه من عاداه ويكون بداية تأسيس جامعة إن لم تكن إسلامية بدخول الدول الإسلامية فيها فـتـكون جامعة عربية بجيش إسلامي رأسه في المشرق ورجلاه في المغرب تحت راية واحدة عربية إسلامية تحق الحق وتبطل الباطل ولو كره المجرمون .
          

24. مارس 2016 - 23:03

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا