جنرال وثلاثة وزراء / سيد محمد الامام

تعتبر زيارة الرئيس لأي منطقة من الوطن مناسبة طيبة للاطلاع عن كثب علي واقعها وفرصة للاختلاط بالناس بشكل مباشر والتعرف علي مشاكلهم وايضا فرصة لوضع تصور شامل من لدنه ومن لدن مختلف اجهزته لتنمية المنطقة والتأسيس لاستراتيجية شاملة للنهوض بها في جميع المجالات انتهي الكلام 

المنمق ، وﻻ مانع من ان يستغل الرئيس زيارته لأي منطقة من الوطن من اجل حشد الانصار والترويج للبرامج السياسية التي تخدم مصالحه الخاصة وتدعم اركان حكمه انتهي الكلام الفج، لكن ماذا تعني زيارة الرئيس لأي نقطة من الوطن لاهل هذه اللأي نقطة انفسهم ؟ بدأ الان الكلام في السياسة :ان اي زيارة للرئيس لأي نقطة من الوطن تعني له شئ ليس بالضرورة نفس ما تعنيه للفسيفساء المشكلة للادوات التي يحكم بها فاذ يعلو الان غبار معمعة زيارة غاية في الاهمية لولاية الحوض الشرقي يقوم بها السيد رئيس الجمهورية تلعب الاطماع والمطامح برؤوس كل بشري في الحيز الجغرافي للمنطقة وما جاورها وافتح عزيزي القارء كتاب الاطلس لان ما جاورها كلمة عابرة للحدود فالزيارات من هذا النوع مناسبة عظيمة لصناعة الزعامات المحلية ولتبوء المراتب انها فرصة للنفخ في الفقاعات والبالونات ومناسبة عظيمة لصناعة الوهم في هذه البلاد التي طالما استقام امرها بالسيوف وباللجم.
اعرف ان امور كثيرة تتزاحم الآن في ذهن المواطن المتابع لهذه الزيارة فالمعارضة تحشوه بما يخدم أجندتها والحزب الحاكم يحقن في أوردته وعروقه و مجتمعه الضيق يستحث نخوته وهو منهك ويستجدي الرحمة التي لن امنحها انا شخصيا له بدوري لكني سآخذه الي الحفرة السفلية حيث بعض الامور التي قد ﻻ تري تحت العجاج ومنها حقيقة
(المنطقة المزورة ،الجغرافيا والتاريخ)و ﻻ يغرنك العنوان فهو يوحي بما لن تقرءه تحته دأب مواقعنا المبجلة التي ﻻيهمها غير ضغطة تزيد نسبة التصفح كل ما ستقرءه تحت هذا العنوان هو ان الحوض الشرقي يقع في نهاية هذا الوطن شرقا وفق الخريطة الاستعمارية وفي اقصي اقصاه توجد منطقة تحتوي علي خاصية استثنائية تخولها  القدرة علي التمدد شرقا الي ماشاء الله وفيه بحمد الله وعونه منطقة (اظهر)  هذا عن الجغرافيا اما فيما يخص التاريخ فان الحوض الشرقي مولع بالتاريخ حد التماهي وكل عمل سياسي او ديني او اجتماعي، خيري او شيطاني يحاول ان يتدخل للتاريخ في اعادة صياغة الحاضر  مهما كان مصيره الفشل وبكل بساطة ،وهي المحاولات المستميته التي يحاول بعض انصار الرئيس تمريرها دون فائدة و السلاح المستخدم فيها هو الاعلام والوسيلة هي المال.
بمجرد بدأ التحضير لهذه الزيارة اعلن رئيس الحزب الحاكم وبشكل مقتضب لاطر المنطقة عن ضرورة التعبئة لانجاحها ولم يطل الوقت لتتمايز الناس من جهة ولتبدأ لعبة شد الشعر بين محبي الظهور وممتهنيه في الوقت الذي بدأ الفاعلون الحقيقيون العمل .انها لعبة السلطة المفضلة منذو عقود  واول ضحاياها هو الاعلام السلاح الامضي لها كما اسلفنا .
بيت القصيد :
طالعتنا وسائل اعلام عدة عن اجتماعات اقامها (نافذون) في الحوض الشرقي فمثلا يكتب موقع كذا ان معالي وزير الخار جية جمع اطر الحوض الشرقي في بيته وأمرهم (بالاستعداد) لزيارة الرئيس ثم بعد ذلك رد موقع اخر ان دولة الوزير الاول السابق جمع ايضا أطر الحوض الشرقي (وحثهم)علي التحضير الجيد للزيارة و بعدها بوقت وجيز جداطالعتنا مواقع اخري بان معالي الوزير الاول لم يتخلف عن بيته اطار واحد من اطر نفس الولاية ليتلقوا التعليمات بضرورة التحضير للزيارة.
اطرف ما قرأت هو خبر يجمع ما بين المجهود المبذول من طرف الاطر المدنيين السامين و الفريق حننه ولد سيد القائد المساعد لاركان الجيوش وهو جمع ان تمعناه بالدرس والتمحيص يمكن ان تأخذ منه عبر مهمة ، يقول الخبر ان وزراء من الحوض الشرقي هم كما تقدم الوزير الاول السابق والحالي ووزير الخارجية بالاضافة لقائد الاركان المساعد يحضرون للحشد للزيارة ان اضافة قائد الاركان المساعد هنا هو نوعا ما بمثابة اضافة الملح للطعام اومحاولة للايحاء للقارئ بالندية انطلاقا من عقدة الدونية التي تتجلي في السعي الحثيث من طرف الاطر المدنيين الساميين الي اظهار الاستعلاء المبالغ فيه علي كل ماهو عسكري بل الترويج لاعتبار العسكرية مسبة ومذمة في عالم السياسة وهو طبعا المشهد الذي يحلوا للضباط الاعلون بما فيهم الرئيس متابعته بوقارهم الارستقراطي علي الغداءكمظهر من مظاهر فوضوية المدني وعدم نضجه و المؤسف في الامر ان الكادر المدني عاجز تماما عن النضج بفعل الصراع الدائم لدرجة ان النخب السياسية تعتمد اساليب الديكة في تعاطيها السياسة والسر في التفوق العسكري هو الانضباط التام ففي الوقت الذي يستعر الخلاف بين الوزراء الذين يتنافسون علي اديم صحافتنا الموقرة لاثبات ايهم الاعلي شأنا والاعز نفرا ولو زورا وبهتانا تتحدث بعض المصادر ان الرئيس و(بكلمات قليلة) اوعز الي قائد الاركان وقائد الاركان المساعد بفعل ما يلزم الانجاح الزيارة وتحقيق المطلوب من وراءها ! نعم هكذا وببساطة لم يقم الجنرال حننه سيد الدنيا في المواقع الالكترونية ولم يقعدها، لم يرصد الاموال للاعلام من اجل تغطية جهوده ، بدأ العمل فورا وفي الوقت الذي كانت اجتماعات النفخ واجتماعات النفخ المضادة تقام في العاصمة كان العمل بالنسبة له قد بدأ هذا الاختصار في الكلام لإتاحة الوقت للعمل هو ما حاول رئيس الحزب الحاكم السيد سيد محمد اعتماده والنتيجة كانت سيل من المقالات يروج لاستخفافه باطر الحوض الشرقي !!! .
لاجدال الآن في ان الصراع بين اجنحة النظام المدني علي اشده فالوزراء ﻻ احد منهم يقبل بالانقياد للآخر واطر الصف الاول ﻻيقبلون بالوزراء واطر الصف العاشر ﻻ يرضون بما دون النجوم بالكلام المفيد فوضي مدنية عارمة بمقابل عقيدة عسكرية صارمة تعتبر الانقياد للقائد وسرعة واتقان تنفيذ اوامره مفخرة .
الوزير الذكي:
انه وزير الخارجية استاذ الرياضيات الذي استطاع اغتنام فرصة تأسيس الظهر في احدي زيارات الرئيس وخطف لنفسه شيئا في المنطقة ؛يحكي في الموروث الشعبي ان احد الشعراء المحليين (لمغنيين) قرر ان يهجو ولد ابنو ولد احميده الحسني وعندما اراد الناس ثنيه عن ذلك قال انما اريد ان اخلد اسمي فيقول الناس قال فلان وقال ولد ابنو هذه المقاربة هي التي اعتمدها دكتور الرياضيات في مواجهة الجنرال
حفظ الله المسلمين من مصير (صاحب ولد ابنو) فقد كان فظيعا وهي نفسها منهجية التسلق التي يعتمدها الكادر المدني السامي فالجميع يعلم ان ﻻ الوزير وﻻ الوزير الاول القديم والجديد يساوون شيئا دون مراكزهم الادارية لكن وزير الخارجية يتقدم بذكاء علي انداده (المدنيين)بفضل الترويج لنفسه كند للعسكريين ولكن وحتي في الرياضيات فان ال (اكس) غالبا ما تؤول نتيجته الي صفر .
وزير اول جديد و اخر قديم:
هذان هما طرفي لعبة حكام مو يتانيا وبقاءهما ليس صدفة اتعلمون لماذا لان ﻻ شئ اسهل علي الرئيس من وضعهما علي الهامش ولن يخسر الكثير من الاصوات وتعتبر هذه الزيارة مناسبة للاعلام الاستقصائي لمعرفة السر وراء الاحتفاظ بهما رغم التنافس والتنابز .
يقال ان الحمار يمرض مرة واحدة مما يعني انك حين يمرض حمارك تعرف ان امره انتهي ايضا تسمع ان ضابطا ما علي خلاف مع ضابط اخر
مرة واحدة لان احدهما ﻻبد سينتهي امره لصالح الاخر لكنك بالتأكيد ستصاب بالصمم والعمي من كثرة ما ستسمع و تقرأ عن خلافات اطار سياسي مدني مع اطار سياسي مثله ولو تطلب من احدهما بيع الوطن للتغلب علي خصمه لفعل .
ان علي السياسي الموريتاني استثمار جهده في التحسين من واقع مواطنيه بدل النفخ المستمر في ذاته للحصول علي مكانة لم يتبوءها من قبل لأن خدمة الناس و الاستثمار فيهم هو السلم المتين الحقيقي الي المجد وﻻ شرف ابد في الكذب والتدليس من اجل الحصول علي الزعامة ، ان هذا النقد العبثي للعسكر دون التأسيس لجهاز مدني محترم وفعال بنفس فعاليتهم هو حقا مضيعة للوقت. 

26. أبريل 2016 - 16:47

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا