تعالوا جميعاً نفرح ونعلن التوبة في شهر القرآن شهر الصيام ؟ / د.محمد المختار دية الشنقيطي

تعالوا جميعاً نفرح ونعلن التوبة في  شهر القرآن شهر الصيام شهر الغفران ونقول بالعمل صالح مرحبا يا رمضان ؟كيف نستقبل رمضان ؟ وبأي عدة وعمل نتجهز لرمضان ؟

وما الطرق الشرعية التي يجب أن نسلكها لاستقبال شهر الغفران ودخول الجنان ؟
وكيف نستقبل رمضان وكيف نستثمر أوقاته في طاعة الله والقيام له عز وجل؟..

ثمان وصايا وخمس وعشرون وقفة مع الفقه النبوي للصيام :
الوصية الأولى: أيها الإخوة المؤمنون إنها أيام تمر وساعات تُقضى وفي النهاية يأتي الأجل المحتوم ! فما لنا لا نقف مع أنفسنا وخاصة مع بداية دخول شهر الخيرات وموسم الطاعة وفرصة العمر لنيل المغفرة والرضوان ؟.
رمضان وما أدراك ما رمضان؟ شهر التوبة والأوبة والرحمة والرضوان، أوله رحمة، وأوسطه عفو من الله وغفران، وآخره فكاك وعتق من الجحيم والنيران...
شهر رمضان: يقول عنه النبي الحبيب القائد القدوة المعلم والأسوة الشفيع- صلى الله عليه وسلم-:" رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه" وفي رواية "خاب وخسر كل من أدرك رمضان ولم يُغفر له ذنبه ".
لقد استعد أهل الفن بالفوازير والأفلام، واستعد أهل الترف بألوان الطعام، فما هو استعداد من يريد بالصيام سُكن الجنان مع خير الأنام ؟!
يا باغي الخيـر أقبـل وابدأ
أول ما تبدأ به من العمل: توبة نصوح والندم الشديد على ما مضى من الذنوب والأوزار، والبداية برد الحقوق للعباد والإقلاع عن المظالم مهما كان.
أيها الصائم هل أحسست يوماً بألم الذنوب والتقصير وأن الأرض قد ضاقت عليك بما رحُبت وضاقت عليك نفسك بما كسبت... وانتابك الهم والحزن والعجز والكسل، فلم تدر أين المفر؟
هل أحسست يوماً بأن علاقتك ساءت بمن حولك ممن لك عليه مسؤولية أو أحد من أقاربك وأصحابك وأهلك وجيرانك؟
هل تشعر بعدم البركة في حياتك أو في مالك أو في وقتك أو في تدبير معيشتك ؟
هل لاحظت أن ما يصيبنا هذه الأيام -أفراداً وجماعات- من مصائب وكوارث، وأزمات وأمراض خلافات وشحناء وبغضاء وحيف وجور وظلم، كله بسبب الذنوب؟
فأنت يا صحاب الذنوب الثقيلة والأعمال القليلة فهذه فرصتك؟!
واعلم يا أخي أن آثار الذنوب والمعاصي، ما تزال بصاحبها حتى تضيق صدره ويقسو قلبه، ويعظم همه، ويزداد حزنه وتتضاعف حيرته، ويتمنى أن يموت فراراً من عذاب الدنيا وضنكها، فكيف بعذاب الآخرة ؟!
فل تنتبه يا صاحب الذنب الثقيل فالمعاصي تزيل النعم وتجلب النقم وتسود الوجه وتظلم القلب وتوهن البدن وتنقص الرزق!
فل تبشر بالخير يا صاحب الذنوب الثقيلة رمضان جاءك يحمل فرصة العمر.. فقد تاب فيه الظالم قاتل النفس!  وتاب فيه الفاجر شارب الخمر! وتاب الحاكم الفاسد المستبد آكل حقوق العباد والمضيع لما أو جب عليه رب الأرباب والأرض والسماوات !؟
فبربك قف واسع لربك يدعوك
  للتوبة ولمغفرة.
فهاهو ربك الحق جل وعلا يناديك في القرآن الذي أنزله في رمضان:{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } سورة الزمر، الآية: 53.
فما بينك وبين المغفرة إلا أن تتوب بالإقلاع عن الذنوب، وترد المظالم لأصحاب الحقوق .. فأبشر وأقبل على الله بالطاعة والإحسان ... ورمضان شهر المغفرة والتوبة يغشاك ويقرب لك الطاعة، وأعناق المذنبين فيه تشرئب، وها هي التوبة معروضة ومواسم الطاعات مشهودة، والقرآن يقص عليك في رمضان:{ وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً }، سورة النساء، الآية:110.
وفي الحديث القدسي فيما يروي النبي عن ربه:" يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أُبالي"، فتب إلى الله يا عبد الله توبة نصوحاً واندم ندماً شديداً على ما فعلت من المعاصي والذنوب!
وسأل نفسك سؤال ندامة وعتاب وإقلاع: فكيف تعصيه يا نفس وأنت فوق أرضه التي خلق؟! وتحت سمائه التي فتق! فتتنفسي  من هوائه ! وتأكلي وتشربي من نعمه وآلائه ! وتعصيه بأعضائك التي أعطاها لك وحرمها غيرك! أفٍ لك !!
يا لها من نعمة عليك عظيمة أن أمهلك الله حتى هذه اللحظة لتتوب ولم تختطفك ملائكة الموت وأنت على عصيانك فتُلقى في النار!.
يا عبد الله بادر وطهّر قلبك من أوساخ الذنوب وأدران المعاصي وظلمات الشهوات حتى يكون جديراً بأن يكون محطاً لرحمة الله .
أما الوصية الثانية: فعليك أن تشكر الله على نعمة عظيمة أسداها إليك، بأن مدّ في عمرك حتى تستفيد من هذا الشهر بأنواع الطاعات المختلفة والقربات المتنوعة، فكم من قلوب اشتاقت إلى لقاء رمضان لكن أصبحت تحت التراب، وكم من مرضى وأسرى على الأسرة البيضاء لا يستطيعون الصيام والقيام، فالحمد لله على نعمة الحياة والصحة والعافية، فإذا عرف العبد هذه النعمة وشكرها، حفظها الله. كما قال أحد السلف "قيدوا نعم الله بشكر الله"
فإذا أنعم الله على العبد بنعمة فاستخدمها في طاعته وشكره عليها، حفظها له وزاد له فيها، وإذا لم يشكرها أو استخدمها في معصيته، سلبها منه وقلبها عليه نقمة وعذاباً.
الوصية الثالثة: عند بداية الشهر تعلّم ما لابد منه من فقه الصيام، وأحكامه وآدابه، والعبادات المرتبطة برمضان من اعتكاف وعمرة وزكاة فطر وغيرها لقوله -صلى الله عليه وسلم-:" طلب العلم فريضة على كل مسلم ".
الوصية الرابعة: عقد النية والعزم الصادق والهمة العالية على صلاح القول والعمل والاجتهاد في الطاعة والذكر وتعمير رمضان بالأعمال الصالحة، وإعطاء الصيام والقيام حقه، قال تعالى:{ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }، سورة محمد:21.
وما عزم عبد على طاعة الله ونوى بقلبه أن يؤديها فحال بينه وبينها حائل إلا بلغه أجرها. وكم من أناس ماتوا في أوائل رمضان. هنيئاً لهم إن كانوا عقدوا النية الصالحة في أول الشهرعلى الطاعة والاجتهاد، فأخلص لله عز وجل في العبادة والنية فإنك لا تدري متى ستموت والله عز وجل يعطي العبد من الخير على قدر نيته وإخلاصه.
الوصية الخامسة: استحضار أن رمضان كما وصفه الله عز وجل أيام معدودات، سرعان ما يولّي، فهو موسم فاضل ولكنه سريع الرحيل، واستحضار أن المشقة الناشئة عن الاجتهاد في العبادة تذهب أيضاً، يبقى الأجر وانشراح الصدر، فإن فرّط الإنسان ذهبت ساعات لهوه وغفلته، وبقيت تباعها وأوزارها!...
الوصية السادسة: فتتذكر بصيامه الظمأ يوم القيامة، وما أشبه الدنيا بنهار رمضان والآخرة بساعة الإفطار، وما أجمل الفرحة عند الإفطار، وما أحلاها عند أخذ الكتاب باليمين وصدق - صلى الله عليه والسلم- القائل:" للصائم فرحتان، فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه ".
فهلا جعلنا حياتنا صوم عن المعاصي والشهوات، وإفطارنا عند الله يوم القيامة. وتتعود في نهار رمضان على الصبر والاجتهاد وتزهد في الحلال لتتعلم كيف تزهد في الحرام بعد رمضان، وتتعلم الإخلاص لأن الصيام سر بين العبد وربه، فلا نترك الإخلاص في كل حركاتنا وسكناتنا، فإذا خرجنا من بيوتنا لصلاة القيام ينبغي أن نخلص لله، وألا يكون في قلوبنا إلا الله، فبهذه النية فقط تُرفع الدرجات وتُمحى السيئات.
ونتذكر في رمضان بصومنا إخواننا المسلمين البائسين المحرومين الذين يصومون طوال حياتهم بفقرهم. فتنبعث من القلب بواعث الجود والكرم.
الوصية السابعة: احرص على الاجتهاد في القيام وإياك أن تمل من طول القيام، ساعات قصيرة وينتهي رمضان، فاز فيه من فاز وخسر فيه من خسر، وكم من إمام بحثت عنه لقصر صلاته باعد بينك وبين الجنة وأنت لا تدري، فلا تبخل على نفسك الخير، فهذا من علامات الحرمان، قال - صلى الله عليه وسلم-:" من قام رمضان إيمانا واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ". وقال أبو ذر -رضي الله عنه-:" قمنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم- حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح (أي الفجر)".
الوصية الثامنة: قراءة القرآن، فلا تتركه من يدك إن استطعت فالصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة فقد كان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليالٍ وبعضهم في كل سبع وبعضهم في كل عشر، وكان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومُجالسة أهل العلم ويُقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وكذا سفيان الثوري وكان الأسود يقرأه كله في ليلتين وكان للشافعي ستون ختمه في رمضان...
وإليك أحكام الصيام في 25 وقفة من بيان الحبيب المعلم القدوة والأسوة الشفيع محمد- صلى الله عليه وسلم:
1-صوم شهر رمضان من الإيمان، قال- صلى الله عليه وسلم- لوفد عبد القيس:" آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع، الإيمان بالله، وهل تدرون ما الإيمان بالله ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال:" شهادة أن لا إله إلا الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وتعطوا الخمس من المغانم، وأنهاكم عن النبيذ في الدباء والنقير، والحنتم، والمزفت".
2- فضائل شهر رمضان وصيامه: فيه تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين، فعن أبي هريرة- رضي الله عنه-قال: إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال:" إذا جاء شهر رمضان، فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين"، وبيان النبي- صلى الله عليه وسلم متعلق ببيان أن المصفد مردة الجن لا جميع الشياطين، إذ اسم الشياطين قد يقع على بعضهم، وكذلك بيان دعاء الملك في رمضان إلى الخيرات، والتقصير عن السيئات، مع الدليل على أن أبواب الجنان إذا فتحت لم يغلق منها باب، ولا يفتح باب من أبواب النيران إذا أغلقت في شهر رمضان، فعن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:" إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين مردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب، ونادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار".
3- فضل شهر رمضان وبيان أنه خير الشهور للمسلمين: فعن أبي هريرة- رضي الله عنه-يقول: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:" أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما مر بالمسلمين شهر خير لهم منه، ولا مر بالمنافقين شر لهم منه- بمحلوف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليكتب أجره ونوافله قبل أن يدخله، ويكتب إصره وشقاءه قبل أن يدخله، وذلك أن المؤمن يعد فيه القوة من النفقة للعبادة، ويعد فيه المنافق إتباع غافلات المؤمنين، وإتباع عوراتهم، فغنم يغنمه المؤمن".
فضل الله على عباده المؤمنين في أول ليلة من شهر رمضان: بمغفرته إياهم كرماً وجوداً: ثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:" يستقبلكم وتستقبلون". ثلاث مرات، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ! وحي نزل ؟ قال:"لا" قال: عدو حضر؟ قال:"لا" قال: فما ذا ؟ قال:" إن الله عز وجل يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة، وأشار بيده إليها، فجعل رجل يهز رأسه، ويقول(بخ بخ، فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:" يا فلان ! ضاق به صدرك ؟" قال: لا، ولكن ذكرت المنافق، فقال:" إن المنافقين هم الكافرون، وليس لكافر من ذلك شيء".
4- تزين الجنة لشهر رمضان وبعض ما أعد الله للصائمين فيها: فعن ابن مسعود، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- وهذا حديث الخطاب- قال:" سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول ذات يوم وفد أهل رمضان، فقال:" لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها". فقال رجل من خزاعة: يا نبي الله ! حدثنا، فقال:" إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول، فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقلن: يا رب ! اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقر أعيننا بهم، وتقر أعينهم بنا"، قال:" فما من عبد يصوم يوماً من رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من درة مما نعت الله:{ حورً مقصوراتٌ في الخيام}،(سورة الرحمن) على كل امرأة سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى تعطى سبعين لوناً من الطيب، وليس منه لون على ريح الآخر، لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها، وسبعون ألف وصيف، مع كل وصيف صحفه من ذهب، فيها لون طعام تجد لآخر لقمة منها لذة لا تجد لأوله، لكل امرأة منهن سبعون سرياً من ياقوتة حمراء، على كل سرير سبعون فراشاً بطائنها من إستبرق، فوق كل فراش سبعون أريكة، ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من يا قوت أحمر، موشح بالدر، عليه سواران من ذهب، هكذا بكل يوم صامه من رمضان، سوى ما عمل من الحسنات".
5- فضل شهر رمضان: فعن سلمان -رضي الله عنه- قال: خطبنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في آخر يوم من شعبان، فقال:" أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من الخير، كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة، كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن، من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبة من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء". قالوا: ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم. فقال:" يعطى الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة، أو شربة ماء، أو مذاقه لبن، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، من خفف عن مملوكه غفر الله له، وأعتقه من النار، واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم، فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما، فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار، ومن أشبع فيه صائماً، سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة".
6- الأمر بالاجتهاد في العبادة في رمضان: فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رقي المنبر، فقال:" آمين، آمين، آمين، ". فقيل له: يا رسول الله ! ما كنت تصنع هذا ؟!ّ فقال:" قال لي جبريل: أرغم الله أنف عبد- أو بعد- دخل رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين. ثم قال: رغم أنف عبد- أو بعد- أدرك والديه أو أحدهما لم يدخله الجنة، فقلت: من، ثم قال: رغم أنف عبد-أو بعد- ذكرت عنده فلم يصل عليك. فقلت: آمين".
7- الجود بالخير والعطايا في شهر رمضان: فعن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حتى ينسلخ، يأتيه جبريل فيعرض عليه القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة".
8- الاجتنان بالصوم من النار، إذ الله عز وجل جعل الصوم جنة من النار، تعوذ بالله من النار: فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:" الصوم جنة"، وعن مطرف قال: دخلت على عثمان بن أبي العاص، فدعا بلبن لقحة، فقلت إني صائم فقال: إني سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول:" الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال"، قال:" وصيام حسن صيام ثلاثة أيام من كل شهر"، وفي حديث أبي عبيدة بن الجراح- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم يقول:" الصوم جنة ما لم يخرقه" .
9- بيان فضل الصيام وأنه لا عدل له من الأعمال: عن رجاء بن حيوة، عن أبي أمامة- رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله ! دلني على عمل، قال:" عليك بالصوم، فإنه لا عدل له".
10- مغفرة الذنوب السالفة بصوم شهر رمضان إيماناً واحتساباً: عن أبي هريرة- رضي الله عنه - عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:" من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
11- جعل الصيام ريق الصائم أطيب من ريح المسك: عن أبي هريرة- رضي الله عنه-قال قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:" قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به، الصيام  جنة، والذي نفسي محمد بيده، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، للصائم فرحتان: إذا أفطر فرح لفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه".
12- إعطاء الرب عز وجل للصائم أجره بغير حساب:{ إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب}، وعن أبي هريرة – رضي الله عنه-، أن النبي- صلى الله عليه وسلم قال:" كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف، قال الله: إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به، يدع الطعام من أجلي، ويدع الشراب من أجلي، ويدع لذته من أجلي، ويدع زوجته من أجلي. ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر، وفرحة عند لقاء ربه".
13-استجابة الله عزز وجل لدعاء الصائم: فعن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم:" ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، وإمام عدل، ودعوة المظلوم، يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السموات، فيقول الرب عز وجل: وعزتي لأ نصرنك ولو بعد حين".
14- باب الجنة الذي يخص الله به الصوام فلا يدخل منه غيرهم: فعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:" للصائمين باب في الجنة يقال له: الريان، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخل آخرهم، أغلق، من دخل شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً".
15- وقت ابداء صوم شهر رمضان: عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم يقول:" إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن عليكم فقدروا له"، وعنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله جعل الأهلة مواقيت، فإذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فقدروا له، واعلموا أن الشهر لا يزيد على ثلاثين"، وعنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم:" الشهر تسع وعشرون ليلة فلا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، إلا أن يغم عليكم، فإن غمي عليكم فقدروا له"، وعن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:" فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين".
16- النهي عن الصيام يوم الشك: فعن صلة بن زفر قال: كنا عند عمار، فأتي بشاة مصلية،  فقال، كلوا، فتنحى بعض القوم، فقال: إني صائم. فقال عمار: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم- صلى الله عليه وسلم-.
17 -ثبوت رؤية هلال رمضان برؤية الواحد العدل: عن ابن عباس- رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي- صلى الله عليه وسلم-، فقال: أبصرت الهلال الليلة. فقال:" أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ؟" قال: نعم. قال:" قم يا فلان، فأذن بالناس فليصوموا غداً".
18-  وقت ابتداء الإمساك والصوم: قال تعالى:{ حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من من الفجر}، فعن عدي بن حاتم- رضي الله عنه- قال:  لما نزلت:{ وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}، قال النبي- صلى الله عليه وسلم-:" إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل"، وعن عامر عن عدي بن حاتم قال: قلت: يا رسول الله ! ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أهما الخيطان ؟ قال::" إنك لعريض القفا، أرأيت أبصرت الخيطين قط ؟!". ثم قال:" لا، بل هو سواد الليل، وبياض النهار"، وعن أبي طلق بن علي، أن نبي الله- صلى الله عليه وسلم- قال:" كلوا واشربوا ولا يغرنكم الساطع المصعد، وكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر". وأشار بيده، وعن ابن عمر- رضي الله عنهما-، أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:" إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم".
19- إيجاب الإجماع على الصوم الواجب قبل طلوع الفجر، والنية لصوم كل يوم: فعن حفصة- رضي الله عنها-زوج النبي- صلى الله عليه وسلم-، عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه قال:" من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له"، وعن عمر بن الخطاب عن النبي- صلى الله عليه وسلم-:" إنما الأعمال بالنية، وإنما لكل امريء ما نوى.
20- بيان أن الأمر بالسحور أمر ندب وإرشاد وبركة واستعانة على الصوم، لا أمر فرض وإيجاب، وأنه قد يقع عليه اسم الغداء: فعن عبد الله- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم، قال:" تسحروا، فإن في السحور بركة"، عن العرباض بن سارية- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم يدعوا رجلاً إلى السحور، فقال:" هلم إلى الغداء المبارك"، وقال الدورقي وعبد الله بن هاشم قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يدعوا إلى السحور في شهر رمضان، فقال:" هلم إلى الغداء المبارك". وزادا، ثم سمعته يقول:" اللهم علَم معاوية الكتاب والحساب، وقه العذاب"، فعن ابن عباس- رضي الله عنهما، عن النبي- صلى الله عليه وسلم-قال:" استعينوا بطعام السحر على  صيام النهار، وبقيلولة النهار على قيام الليل"، وعن زيد بن ثابت- رضي الله عنه- قال: تسحرنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثم قمنا إلى الصلاة. قلت: كم  بينهما ؟ قال: قدر قراءة خمسين آية. وعن أبي حازم، أنه سمع سهل بن سعد- رضي الله عنه- يقول: كنت أتسحر في أهلي، ثم تكون سرعة بي أن أدرك صلاة الصبح مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
21- الأفعال التي تفطر الصائم، ومعها الكافرة، ومقدار الكفارة: فعن أبي هريرة- رضي الله عنه: أن الني- صلى الله عليه وسلم- أمر رجلاً أفطر في شهر رمضان بعتق رقبة، أو صيام شهرين، أو إطعام ستين مسكيناً. قال مالك وكان فطره بجماع. وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: هلكت. فقال:" وما أهلكك ؟"قال: وقعت على امرأتي في شهر رمضان. فقال:" هل تستطيع أن تعتق رقبة؟" قال: لا. قال:" فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟" قال: لا. قال:" فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكيناً؟" قال: لا. قال:" اجلس"، فجلس فأتي النبي- صلى الله عليه وسلم- بعرق فيه تمر، قال: والعرق هو المكتل الضخم. قال:" خذ هذا فتصدق به". فقال: يا رسول الله! أعلى أهل بيت أفقر منا، فما بين لا بتيها أهل بيت أفقر منا، فضحك النبي- صلى الله عليه وسلم- حتى بدت أنيابه، وقال:" اذهب فأطعم أهلك". وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: ... فأتي رسول الله- صلى الله عليه- بمكتل فيه خمسة عشر أو عشرون صاعاً من تمر، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-:" خذه فأطعمه أهلك". والإطعام لستين مسكناً عدا ولا يصح الإطعام لواحد وستين مرة كما فهم البعض غلطاً. ويشترط التتابع لصيام الشهرين في كفارة الجماع. ومن مات قبل استكمالها قضي عنه كالدين لحديث ابن عباس- رضي الله عنهما-قال: جاء امرأة إلى النبي- صلى الله عليه وسلم-فقالت: إن أختي ماتت وعليها صيام شهرين متتابعين. قال:" لو كان على أختك دين أكنت تقيه؟" قالت: نعم، قال:" فحق الله أحق".
22- إيجاب قضاء الصوم على المستقيء عمداً والحاجم والمحجوم: فعن أبي الدرداء – رضي الله عنه- أن الني- صلى الله عليه وسلم- قاء فأفطر، فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فذكرت ذلك له، فقال: صدق، أنا صببت له وضوءه". وعن أبي هريرة- رضي الله عنه-قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:" إذا استقاء الصائم أفطر، وإذا ذرعه القيء لم يفطر". وعن علي- رضي الله عنه: من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض . وعن ثوبان مولى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه خرج مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لثمان عشر خلت من شهر رمضان إلى البقيع، فنظر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى رجل يحتجم، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:" أفطر الحاجم والمحجوم" ومثله عن رافع بن خديج- رضي الله عنه. وفي خبر عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه، عن النبي- صلى الله عليه وسلم-:" وإذا استنشقت، فبالغ إلا أن تكون صائماً".
23- تغليظ القول فيمن أفطر يوماً من رمضان متعمداً، وبيان أنه لا يكفر عنه الدهر ولو صامه كله: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-:" من أفطر يوماً من رمضان في غير رخصة رخصها الله، لم يقض عنه صوم الدهر". زاد في خبر محمد بن جعفر: وإن صامه .
24- بيان أن الآكل والشارب ناسياً لصيامه غير مفطر بالأكل والشرب وأنه لا كفارة عليه، وحكم من أفطر قبل غروب الشمس، حاسباً أنها قد غربت: عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال:"  إذا نسي أحدكم وهو صائم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه"، وعن أبي هريرة- رضي الله عنه، أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال:" من أفطر في شهر رمضان ناسياً فلا قضاء عليه، ولا كفارة"، هذا حديث محمد، وقال إبراهيم في حديثه:" من أكل أو شرب في رمضان ناسياً، فلا قضاء عليه ولا كفارة"، وعن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء- رضي الله عنها- قالت: أفطرنا في رمضان في يوم غيم على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، ثم طلعت الشمس، قال: قلت لهشام، وقال أبو عمار: فقيل لهشام: أمروا بالقضاء؟ قال: بٌد من ذلك. قال أبو بكر: ليس في هذا الخبر أنهم أمروا بالقضاء. وهذا من قول هشام(بد من ذلك). لا في الخبر. وقد قال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- في خبر آخر في غير هذا: والله ما نقضي ما يجافنا من الإثم".
25- الأفعال المنهي عنها في الصوم: الجهل في الصيام والسباب وقول الزور والعمل به والقتال واللغو، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:" إذا كان صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يجهل، فإن جهل عليه، فليقل: إني صائم". . وعنه- رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم قال:" إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، فإن شاتمه، أو سابه، أو قاتله احد، فليقل: ‘ني صائم". وعنه عن النبي- صلى الله عليه وسلم-:" لا تساب وأنت صائم، فإن سابك أحد، فقل: إني صائم، وإذا كنت قائماً فاجلس". وعنه، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:" من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة بأن يدع طعامه وشرابه"، هذا حديث بندار. وفي حديث ابن المبارك: والعمل به والجهل. وعنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:" ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد أو جهل عليك، فلتقل: إني صائم، إني صائم". وعنه-رضي الله عنه، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:" فرب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر" .

6. يونيو 2016 - 11:42

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا