النشيد الوطني والعلم هما "لحويط لكصير" / سيد محمد ولد أخليل

لم تجد حفنة المجتمعين في قصر المؤتمرات، ما تتحاور حوله غير "تغيير النشيد الوطني والعلم " !!
فأي فراغ هذا، وأية قلة شغل !!
أما عند هؤلاء ما يتناقشون حوله ؟!

أما وجدوا غير العلم الوطني والنشيد المبارك المسكين ليضعوا تغييره على طاولة السلخ والنقاش، ويوما ما سيضعون عليها كل ثوابتنا الأخرى بفضل ديمقراطيتهم التي أصبح للمراهق فيها، والسياسي، والكذاب، واللص، والزاني، والزانية، صوتا يعتد به، قد يغير مصير البلاد إن لم يتم تزوير الإنتخاب !!

أما فيكم أيها المتحاورون رجل رشيد، يطرح مسألة إدراج العلوم الشرعية في مناهج التعليم وينقذ أبنائنا الذين يقتلهم الجهل بالدين ؟!
أما فيكم امرأة عفيفة تضع على طاولة الحوار مسألة ستر نساء المسلمين ؟!
أما فيكم من نسكه ومحياه ومماته لرب العالمين ؟!
أتصلون في المساجد ؟

أيها المتحاورون، إن النصارى الذين تسيرون على خطاهم نحو جحر الضب الوارد في الحديث، أفضل وأسمى وأرقى منكم، لأنهم ببساطة أكثر إنسانية ورحمة ببلدانهم ومواطنيهم منكم، والدليل شبه انعدام الفقراء عندهم، في حين أن ذويكم أنتم أنفسكم فقراء !!

لكن في المقابل، فيكم من سيقفز على العلم الوطني ويمزقه، ويا ليته قدم لنا علما بديلا في إشراقة علم فرنسا أو حتى أمريكا ! لكن بالعكس، تقدمون هذا المسخ الأحمر الذي شاهدنا صورته، وتعجزون حتى عن اختيار ألوان مناسبة لعلم بلادكم !!
ألا عجبا لحواركم وفكركم وذوقكم وطبعكم وأهلكم !!
من جمع قبلكم بين اللون الأحمر والأخضر والأصفر ؟ من جمع بين الصلاة والعلمانية والبدعة والسياسة ؟
أهذا هو العلم الذي تقدمون لنا وللبلد ؟
ألا تعسا لهذا المزيج البغيض من الألوان !
أليس تحديثا للعلم السابق ببقع حمراء كالدماء لن تبث في أطفالكم مستقبلا غير التعطش للدماء !!

وفيكم من يقفز على النشيد الوطني !!
مسكين النشيد الوطني، ذنبه الوحيد أنه ضد: "كن للشيطان ناصرا" التي يريدون..
مشكلته أنه يتكلم عن الله وعن الدين وعن العقيدة، بدل الكلام عن نظرية "الوطنية" (السخيفة التي ما أنزل الله بها من سلطان، وما درسها رسوله صلى الله عليه وسلم للمسلمين !!)..
ولو بدأ العلم بجملة: "كن للوطن ناصرا"، لأرتاح كل الأبالسة لذلك أيما ارتياح !!

مشكلة النشيد الوطني أنه لا يتكلم عن "الأمة"، ولا عن اللونين "الأبيض والأسود " اللذين لا يحفظ انسجامهما إلا رب العالمين الذي يفرون من عقيدته الصحيحة !!
ماذا فعل لكم النشيد أيها التائهون الضالون الهائمون ؟!
حتى أن أحدهم نذر أن يذبح عشرة من الإبل إذا تم تغييره !!
عشرة من الإبل للشيطان ؟!
يذبحها لأن "كن لله ناصرا" غُيرت ب "كن للوطن ناصرا" ؟!
والمخوف عليه، أن يذبحها لضريح أحد الهالكين الذين تحولوا إلى تراب، ولا يملكون له حولا ولا قوة !

ماذا فعل لكم العلم أيها المتحاورون ؟ وماذا فعل لكم النشيد ؟
أتعتقدون أن تحضر هذه الدولة الخامرة مبني على تغييرهما ؟
هذه الدولة التي ليس فيها مجال واحد صالح للثناء !!
ألا تعسا له من اعتقاد يدل على ضيق نظرتكم وقلة حيلتكم واجتماعكم على أمبورو وأتاي ؟
ألا فأعلموا أيها المتحاورون أن كل فريق منكم يجدف في عكس الآخرين، وليس فيكم رجل رشيد (إلا ما علِم الله)، العنصريون يريدون المستعمر وفرنسا وكل ما هو مخالف للغة القرآن ومنهجه، والمنبطحون القوميون، والعلمانيون المتحررون، والمبدعة الهائمون، يتعاونون تحت راية إبليس على تغيير "كن لله ناصرا، وأنكر المناكرا "، وبين أولئك وأولئك جماعة "لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء"، لا يريدون إلا تحصيل شيء وبأسلم الطرق وأوسعها ابتسامة ! جماعة لا أقرب لوصفها من تعبير "المنافقون"..
إن كل رجل وامرأة وطفل موجود على ربوع هذا الوطن يعلم أنكم تلعبون "كرة القدم" في قصر المؤتمرات، وأن الرئيس "يتليكم"، وذلك حقه، وأنكم لن تحققوا شيئا لهذا البلد، لا بالحوار ولا بغيره، فابتعدوا عن العلم الوطني والنشيد على الأقل لأنهما من الثوابت، ولدت بهما الدولة وترعرعت وشبت، وليسا بأي حال من الأحوال مصدر الفوضى التي تعرفون جيدا مصادرها، ولا تبذلون أي جهد في محاولة القضاء عليها..

8. أكتوبر 2016 - 12:53

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا