للإصلاح كلمة تتعلق بالحوار الجاري في قصر المؤتمرات / محمدو ولد البار

كلمة الإصلاح هذه المرة تفضل أن تكتب قـليلا حول ما أدركت بعد غيابها الخريفي من جثة الدستور التي تـناوشتها أقلام الكتاب والمفكرين والبلداء والمغاضبـين والمطيعين إلى آخر اللائحة الزرقاء والبيضاء والسوداء والحمراء كل فيما أتى به من عند تربـيته وأفكاره الخاصة به والعائشين بها وأكثـر كل ذلك على حساب دينه ومصيره.

والذي يهمني جدا من مواد الدستور هما مادتان تتعلقان في نظري بحياة هذا الشعب كل الشعب فهما جامعتان بين عقيدة كل فرد من أفراده عندما ينبهه الله في أي ساعة من ليل أو نهار ويفكر في مصيره المحتوم.

وهما: النشيد والعلم الوطنين: فهذان الرمزان المشترك ما يرمزان إليه بين أفراد هذا الشعب الذي وحد الإسلام بين أفراده حتى طبعه كله بطابع الإسلام من غير حول منه ولا قوة ـ فكرّه إليه جميعا الكفر والفسوق والعصيان ـ وجعل أفراده مهما طغـوا وتجبروا وتعنصروا (إن صح التعبـير) تردهم طبـيعتهم التربوية الإسلامية إلى طبيعة المسلم الذي يكره بطبـيعته أنواع الجريمة والإصرار عليها إلا مردة الشياطين من الإنس وقـليل ما هم ولله الحمد في شرائح هذه الشعب كله.

إذن فأقول لأولئك الذين يخوضون في قضية تغيـيـر العلم والنـشيد الوطنين وإبدالها بكلمات نشأت من طبيعة لا ترى في حياتها إلا ما يعنى زهرة الحياة الدنيا ـ أقول لهم إن هذين الرمزين لا تعنيهم كلمات النشيد ولا شكل العلم فهما يعنيان ثلاثة شخوص فقط وهم:

أولا: كل المرتدين للزي العسـكري سواء كان جيشا أو شرطة أو جمارك أو دفاعا مدنيا، فأكثر استعمالهما هو مع الحركات العسـكرية من أي شخص يـلبس ذلك الزي العسكري.

ثانيا: التلاميذ ولا سيما البراعم والمراهقين منهم فهؤلاء يتدربون على ألفاظ النشيد ويحيون العلم يوميا.

ثالثا: الفكرة العامة للشعب الموريتاني والتي هي الإسلام أولا والأصالة الموريتانية المشبعة بالتربية الإسلامية التي لا يضرها من خالفها بإذن الله حتى يأتي وعـد الله.

هذه الشخوص الثلاثة معلوم أنها تجمع جميع أعراق الموريتانيين وهي أيضا مكان القلب الحي والنابض من هذا الشعب.

أما المدنيون الكبار الصرف المتعلقين بأذناب السياسة يمسكونها عندما تكون قوتها توصلهم إلى مبتـغاهم المادي الخاص بهم هؤلاء لا علاقة لهم بهذين الرمزين إلا إذا عظموا برفع العلم وترديد كلمات النشيد الصالح سماعها لكل مواطن في مناسبات تقـتـضي ذلك.

وكان القائمون على تـفعيل هذين الرمزين الوطنيـين سواء بشرح ألفاظهما لمن يعنيه الأمر أعلاه أو تدريب المعنيـين بهما على تعظيمهما عند استعمالهما يسندان جميع الشرح وتطبيق المعاني الإسلامية التي تجمع بين أفراد هذا الشعـب والتي هي سبب تسميتـنا عند نشأتـنا بالجمهورية الإسلامية الموريتانية وإلى القارئ الكريم هذا الشرح الذي كان القائمون على تـلقين كلمات النشيد يقدمونه مع محتويات العلم لمن يهمه الأمر، والذي كان المعنيون بذلك مباشرة يتـفاعلون مع ذلك الشرح المقدم إليهم للمسه لمشاعـرهم حالة الترنم به مرتلا ليدخل شغاف قـلوبهم جميعا الممتـلئة فطريا بالعقيدة الإسلامية الجامعة بين الجميع.

ومن هنا أبدأ بمحتويات الهلال لكثرة رمزيته الإسلامية في القرآن والسنة ونرجو أن يكون هذا الشرح هو سبـب اختيارهما واعتمادهما عـنـد السلطة الأوائل سواء من ذهبوا إلى ربهم أو من مازال منهم ينـتـظر.

فالعلم يتـكون من لون أخضر وهلال ونجم ذهبـيـن.

ومن المعلوم أن اللون الأخضر هو الذي أختاره الله أن يكون لباسا لأهل الجنة كما نص على ذلك القرآن في قوله تعالى {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق}، وفي آية أخرى {عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق} ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أن أرواح الشهداء قبل البعث يجعلهم الله في حواصل طيور خضر يطوفون بها بـكرة وعشيا في الجنة بـيـنما قوم فرعون وأمثالهم يقول تعالى في شأنهم {النار يعرضون عليها غـدوا وعشيا} إلى آخر الآية.

أما النجم فقد أقسم الله به في عـدة مواضع من القرآن يقول تعالى {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى} وقال تعالى {فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم}.

أما الهلال فإن الله أسنـد إليه جميع الأشياء المتـعلقة بالأحكام الشرعية فجعل حسابها بالأشهر القمرية فالصوم والعدد والأعياد كلها متعلقة بالهلال مع أن الله قال {إن عدة الشهور عـند الله اثـنى عشر شهرا في كتاب الله يوم خـلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم}.

أما اللون الذهبي فمن المعلوم أن الله حرم على ذكور أمة محمد صلى الله عليه وسلم لبس النقدين الذهب والفضة إلا أنه أباح ذلك في القـتـال الجهادي وفي أي شيء يعـزز قوة المسلمين كما أباح للرجل المجاهد في سبـيـل الله أن يتمنطق بمنطقة مرصعة بالذهب كما له أن يحمل سيفا مرصعا بالذهب ليكون لمعان الذهب مفزعا للعـدو ومربكا له.

فهذه المعاني كان الشارح لها أمام المرتدين للزي العسـكري يتفاعـلون معها لتركيزها على المعاني والمقدسات الإسلامية لأن الله يقول {ذلك ومن يعظم شعـائر الله فإنها من تـقوى القـلوب}.

فهذه المعاني جعلها الله في هذه الرموز كما جعلها في الحجر الأسود ولذا قال عمر بن الخطاب مخاطبا الحجر الأسود اعلم أنـك حجر لا تـنـفع ولا تضـر ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قـبـلك لما قـبـلتـك، فكذلك يقال لهذين الرمزين لولا ما فيك من الرموز الإسلامية لما حيـيـتـك وعظمتـك ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كانت له راية تسمى العقاب.

أما كلمات النـشـيـد فمن المعلوم أنها كلمات صادرة من المتتبع للسنة في أيام البدعة حيث قام في التاريخ الإسلامي بعـد القرون الفضلى رجال بانقلاب مستـكمل الأركان على الإسلام القرآني والسني وكثروا في موريتانيا بعـد إكمال تبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم للدين بالقرآن والسنة الصحيحة فالقرآن أنزل الله في آخر نزوله قوله تعالى {اليوم أكملت لكم دينـكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينـا}.

أما إعلان انتهاء تبـليغه بعد إكماله فقد جاء في حجة الوداع حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: "ألا هل بلـغت اللهم فأشهد ألا فـليـبلغ الشاهد الغائب"، ولكن بالرغم من ذلك كله فقد حرك الشيطان جنوده وأمرهم بأن يأمروا رجالا من المسلمين بلبس الزي الإسلامي ظاهرا وأعطاهم اسما لفظه هو (الصوفية) وأجلب عليهم بخليه ورجله وشاركهم في الأموال والأولاد ووعدهم وأمرهم بالجلوس المتمكن فوق الطريق المستـقيم الذي أشار إليه القرآن في قوله تعالى {وأن هذا صراطي مستـقيما فاتبعوه ولا تـتـبعوا السبل فـتـفرق بكم عن سبـيـله}.

ولكن بعد الجلوس على الطريق المستـقيم فتح لهم طرقا كثيرة أخرى جانبية وخلق لها طقوسا تشبه الطريق المستـقيم ففيها صلاة وصوم وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأذكار في الصباح والمساء الخ وطبعا هذه الأذكار والطقوس ليست الأذكار التي علمها الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته لتـتعـبد بها المولى عز وجل عندما أمره هو بأن يـسبح له بها بالعشي والإبكار.

وهذه الأذكار الجديدة المختلف تاريخ وجودها في العالم الإسلامي بعد النبي صلى الله عليه وسلم والتي لها اتحاديات لإعطاء الطرق للسير عليها أحدثت في الدين أشياء لا يمكن تـقصيها في هذا المقال ولكن من أشنع آثارها هو تركها لأفراد المسلمين ينادون استغاثيا بمخلوق لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا يطلبون منه حوائجهم الدنيوية والأخروية تاركين نداء الله السميع البصير القوي الغني الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

فعندما كان شعـبنا يعيش هذه الصورة الدينية المنحرفة التعيسة بعث الله فيه رجلا اسمه باب بن الشيخ سيديا أعزه الله في الآخرة الباقية كما أعزه في الدنيا الفانية فبحث عن ما كان يتعـبد به النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة ليطبقه كما قال تعالى {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانـتـهو واتـقوا الله}.

وبما أنه عالم عربي ومؤمن متبع ومجاهد شجاع وشاعر ذكي فقد قام بإبراز فكرة جهاد أولئك الانقلابـيـين (الدينيـين ) وجسدها في هذه الكلمات التي أصبحت نشيدا لكامل الوطن.

وبما أن مضمونها صالح لكل الأمة الموريتانية لأنه يبدأ بالأمر بنصر الله لأن الله ينصر من ينصره وإنكار المنكر كما وصى بذلك لقمان ابنه وأقرها القرآن في قوله تعالى {يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر} وجميع الكلمات في النشيد مفسرة للبيت الأول وهو الأمر بالمعروف وإنكار المنكر بما في ذلك الكلمات التي تطلب إفشال الانقلاب بجميع أنواع الإفشال بالإعراض عنهم وعدم سماع مبرراتهم للانقلاب فقال قد موهوا بشبه وزعموا مزاعما كما بين آثار أفعالهم الانقلابية بقوله فاحـتـنـكو أهل الفلا واحتـنـكو الحواضرا إلى آخر ما في تلك الكلمات الهادفة من إرشاد أصيل لكل مسلم يرجو لقاء الله لينـتـفع بترديده في الدنيا ويوجد مسجل في سجله بنيته الصالحة في تعلمه وتعليمه وتقديسه على هذا الأساس وبيت القصيد فيه "فما كفى أولنا أليس يكفي الآخرا".

فهذا النشيد وهذا العلم اللذين هما نتيجة تفكير إسلامي لأمة موحدة ورأس مال لجيل حاضر وأمل وحدة لجيل مستـقـبـل ينبغي لمن يريد أن يكون له نصيب في الآخرة أن يحافظ عليهما كما هما ليربطا بين الشرائح بأقوى رباط يجمعها وهو الإسلام فهما نابعان من صميم الإسلام كما تنبت الحبة في أرض طيبة تمسك الماء وتنبت العشب الكثير.

ونرجو أن لا يكون من يطالب بتـغيرهما له فكر متـبلد يركن به إلى الدنيا وينسلخ من التفكير في مستـقـبله المحتوم فيتمسك بإبدالهما بكلمات لا تحمل إلا حرث الدنيا تاركا للأجيال كلمات نشيد تفرقها ولا تجمعها ويكون بذلك بعض الشعب لا يرى نفسه في ترديد كلمات النشيد أو تحية العلم مهما زخرفها شياطين الإنس ليوحون بها إلى أوليائهم بمبررات تجتـث من فوق الأرض مالها من قرار.

ففكرة كهذه يجب إبعادها من الحوار وترك المستفيدين المباشرين من ترديد هذا النشيد ورفع هذا العلم محتسبـين ذلك طاعة لله وامتـثالا لأوامره واتباعا لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

فالنشيد أول ما يأمر به هي طاعة الله ويدخل في ذلك تـنفيذ جميع أوامره من طاعة أولى الأمر والعدل بين الناس والمساواة إلى آخر الخلق القرآنية والسنية فمن أراد تغيـير كلمات النشيد فهو يقوم بعكس معناها، أما كلمات النشيد الثوري الحماسي إلى آخر تلك الأفكار فلا بد من بنائها على أصل ثابت بين جميع شرائح المجتمع.

وعلى كل حال فماذا أغـنت كلمات النشيد الجزائري المليئة بتمجيد الثورة وإظهار الحماس عند ترديد كلماته فهل ردت من جماح العسـكريـين الجزائريين عن ما فعلوه بشعبهم تحت راية ونشيد وترديد تلك الكلمات الثورية عند انقلابهم على الديمقراطية في بلدهم.

فانتحال أي كلمات تمجد رجال المقاومة أيام دخول الاستعمار فستكون قاصمة الظهر للوحدة الوطنية فمن أمر بترديد تلك الفكرة فسيقول له بعضنا أنها لا تعـنيه فلا مكان للحماسة عنده في ترديدها.

فمعلوم أن اجتياح المستعمر لأرضنا كانت قبله تسمى الأرض السائبة بمعنى أنها لا تديرها إدارة مركزية تدافع عنها كلها، ولا شك أن في ذلك التاريخ كان يوجد على أرضنا رجال مـتـشبعـين بالإسلام إلى النخاع وعقيدتهم أن من مات يدافع عن نفسه ودينه مات شهيدا وهم لا يكرهون الموت أصلا ولا سيما إذا كانوا شهداء فجاهدوا وأبلوا بلاء حسنا في ذلك الجهاد ونرجو من الله أن يبعثهم حسب نياتهم، ولكنهم لم يقاتلوا عن أمة موحدة متماسكة يجمعها علم ونشيد في آن واحد، بل كل جاهد من موقعه.

فنحن ندرك خلاف العلماء آنذاك في قـتـال ورد المستعمر عن الديار الإسلامية وكل واحد له حجته في ذلك.

فالنشيد والعلم الوطنيان لا بد عند المعاملة معهما أن يكون الشخص المكلف بذلك ذوا قـناعة شاملة ليتفاعل بإخلاص ويظهر عليه النشاط والحماس المطلوبـين في ذلك الوقت، وكان ذلك يقع قطعا.

وكأني أسمع القارئ لهذا المقال يصنف كاتبه مع الإسلام المصنف في دنيا الآن الذين لا يرون ولا يفكرون إلا في حرث الدنيا ولكن أقول جوابا مسبقا أن الله ترك للمسلمين تصنيفا آخر من عنده وهو قوله تعالى {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بـيع عن ذكر الله} إلى قوله تعالى {والله يرزق من يشاء من غـيـر حساب} فلو كان القرآن ينـزل الآن لجاء فيه لا تلهيهم سياسة ولا عسكرية ولا أي مهنة يقوم بها أي إنسان بين السماء والأرض عن ذكر الله ـ إلى آخر الآية ـ ولكن التجارة والبيع هما المهنتان الظاهرتان المعمول بهما في عالم العرب آنذاك.

أما باقي الموضوعات الدستورية الأخرى فإن أي تغـيـير يحتاج فيه الشعب إلى انتخابات مبكرة فهو ظلم سافـر للشعب منتخبا أو منتـخبا باسم الفاعل أو المفعول فالانتخابات تؤدي إلى بذل المال الكثير من الجميع والطاقة البدنية إلى آخره وأمل كل من المنتخب سواء بالكسر أو الفتح أن يرد ذلك في مدة خمس سنوات فإذا حل البرلمان قـبـل ذلك فإنه ظلم فادح للجميع وخيـبة أمل لا يرضاها الشرع الإسلامي للمتمسك به.

أما مناقشـة المأمورية الثالثة ودونها ما يقرب من ثلاث سنوات فهو بعد عن التـفكير في إمكانية لقاء الله قـبل ذلك والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أصبحت فلا تـنـتـظر المساء وإذا أمسيت فلا تـنـتـظر الصباح" الخ الحديث.

ومناقشة ذلك الآن هي فقط تصديق لقوله تعالى {إنهم يرونه بعـيدا ونريه قريـبا} وقوله تعالى {إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثـقـيلا} وأظن أنها أيضا سياسة غير حكيمة فالحكومات الغير أيدلوجية لا يساندها أي شخص إلا إذا دفعت له المادة الدائمة ليكون لسانه حادا في الدفاع عنها.

ودفع المادة للأتباع مدة ثلاث سنوات لا تـتـرك شيئا في جيب الحكومة مما حصلت عليه في حكمها السابق فلو ترك الناطق باسم الحكومة وأمثاله إثارة المأمورية الثالثة إلى مارس 2019 وعند ذلك إذا كان ما زال حيا وفي مكانه المسانـد فليصدع بما يؤمر ويعرض عن المعارضة ـ لكان ذلك أقرب للسياسة الحكيمة.

أما التعديلات الأخرى والتغيـيـرات لأي هيكل من هياكل الدولة فيقول الله فيه {والله يعلم المفسد من المصلح} ويقول للجميع {وقـل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فيـنـبـئـكم بما كـنـتم تعملون}.

 

21. أكتوبر 2016 - 22:43

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا