ماذا بعد اليوم الأول من فوز دونالد ترامب / سيد محمد ولد أخليل

تتمثل أهمية فوز هذا الرجل بالنسبة للمسلمين في كونه حالة شاذة ساخطة على النظام الأمريكي الضارب بأطنابه في أمريكا والعالم الغربي كله، ذلك النظام القائم على دعم الماسونية والصهيونية، ونشرها وتحطيم أعدائها من المسلمين (الأعداء الوحيدين الذين يمثلون الحق الإلهي في العالم)، فبعد تعاقب الكثير

 من الرؤساء العبيد لتلك الماسونية اليهودية التي تحكمت فيهم على مدى عقود من الزمن، وكان من نتائج ذلك التحكم رؤيتنا للمؤامرة الكبرى التي دبرتها الماسونية لأسقاط الشرق الأوسط كله بإسقاطها اللئيم للبرجين الأمريكيين الشهيرين، ووضع التهمة على عاتق البلدان الإسلامية وتحطيمها !
أخيرا أتى رئيس أمريكي مضاد لتلك الماسونية (أو على الأقل هذا ما يظهر منه في الوقت الحالي)، بدليل معاداة الإعلام الأمريكي ورجال الماسونية كلهم له ! حتى أنهم أطلقوا حوله من الشائعات ما حوله إلى وحش في نظر أجهل العوام في بلدنا المتخلف هذا ! ولم يفطن الجميع إلى كونه حالة شاذة مناهضة لذلك النظام الماسوني الظالم الذي جرع العالم - وخصوصا الإسلامي - من الويلات ما هو معروف، وكل الرؤساء الذين تعاقبوا فيه أقل ما يوصفون به هو أنهم "قتلة" بمعنى الكلمة، وقد ظل قتلهم للأبرياء مستمرا في سوريا والعراق وكل مكان، حتى لحظة فوز هذا الرجل، فهل يا ترى تتغير الأمور ؟!
يقول المثل "عدو عدوك صديقك"، فهل يسلم المسلمون من ترامب ؟
على كل حال يكفينا أن يتغير الحال في أمريكا والغرب، وأن يتم افتضاح اولئك المنافقين عبيد الماسونية او على الأقل إيقافهم عند حدهم، فهل يا ترى يسلم ترامب من سطوة الماسونية ؟ وهل يا ترى ترى مؤامراتهم على المسلمين وأولها إسقاطهم لبرجي التجارة العالمية النور في عهده، ليفضحهم الله ويكشف سوء أعمالهم للعالم المخدوع كله ؟
على كل حال هذا الرجل مثير للإهتمام، وهو كما قالت إحدى مساعداته "رجل لا يعرف الهزيمة"، وربما يكون ذلك سبب عدم رضوخه للعبودية الماسونية اليهودية، فهو كما هو معلوم رجل غني والغني يكون دائما غني النفس بعكس المتسكعين أمثال الرؤساء السابقين، خصوصا الرئيس السابق الساذج وهذه المرأة كلينتون، الذين حاولا الأتحاد قدر الإمكان لإسقاطه، وحشدت لهما الماسونية والنظام العالمي المنافق المسيطر على العالم، كل إمكانياتها، ولكن شاء  الله أن يفوز هذا الرجل، وعلينا الإنتظار لنرى ما سيتمخض عنه فوزه بالنسبة للمسلمين، وهو مهما كان أفضل من فوز كلينتون التي درجت على اللعب بالمسلمين وأتقنت ذلك.
وكما يقال: "عدو صريح خير من عدو كلب منافق متخفي" !، ولا أعتقد شخصيا أن الأمور في عهد هذا المخلوق ستكون أسوأ مما كانت عليه أو مما كانت لتظل عليه لو فازت هذه الكلينتون ابنتة النظام الماسوني.
لقد جاء فوز هذا الرجل في لحظة حرجة، لحظة اقتراب الدمار الشامل من بلدين عربيين إسلاميين كبيرين هما سوريا والعراق بسبب التآمر الماسوني مع الشيعة والنصيرية، فهل سيكون فوزه سببا في إيقاف ذلك الدعم الذي كانت قوى الشر المحلية في العراق وغيره تتلقاه من الصهيونية الماسونية العالمية ؟ والذي هو السبب الوحيد لتقدمها على أرض المعركة هي وداعش التي تحارب بإسم القوم زاعمة أنها تحارب باسم الإسلام ؟
ذلك ما سنرى..
وتأمل في الدعايات التي أطلقوها ضده في الحملة، قالوا "عدو للمهاجرين المكسيكيين"، "عدو للمهاجرين المسلمين"، "عدو لإلهتم التي يعبدون: المرأة المغرية الكاشفة العارية وحرياتها"، أليس من حقه أن يعبر عن رأيه في المهاجرين ؟ وقد لا يعني ذلك أنه ضد دولهم، أنا شخصيا لو قيل لي ما رأيك في المهاجرين الأفارقة القادمين إلى بلدك من دول إفريقيا القريبة لقت لا أريدهم أوقفوا زحفهم لأننا لم نر من معظمهم إلا المخدرات والخمور والدعارة  والجرائم !
ومع هذا فقد أظهروه في صورة شيطان، وذلك وحده دليل على أنه خير منهم (ولكن أين من يتفطن لذلك)، وقد جرب العالم دعاياتهم وأكاذيبهم حول داعش (التابعة لهم) التي شوهوا بها الإسلام في نظر شعوب العالم الغربي، وأباحوا دماء أهل الإسلام عند كل موطن هنالك بحجة الإنتقام من الإنتحاريين، وتدخلوا في دول الإسلام لصالح إسرائيل والصهيوينة، ووغير ذلك من الأكاذيب، فهم أهل الكذب والنفاق، وقد عرفت من اليوم الأول الذي عادوا فيه هذا الرجل أنه أفضل منهم، لكن تلك نظرية سنرى هل ستثبتها الأيام القادمة، ومهما يكن من حال فإن هذا الرجل إن استمر موقفه الحالي من الصهيونية االماسونية التي عادته في حملته الإنتخابية، فلن يكون وجوده أسوأ من وجود عبيدها الذين كانوا يحكمون الولايات المتحدة الأمريكية من قبله !
ويكفي فقط لتعرف أن هذا الرجل ظاهرة، أن تتفطن لتعليقات المتدخلين في فضائيات الصهيونية التي تشاهدها سواء منها الناطقة بالعربية أو الأجنبية، وستدرك مدى الصدمة التي شكلها فوز هذا الرجل لهم، حتى أن كهلا من فرنسا كان في برنامج على فرانس 24، ولم يقدر على الإحتمال وكتم غضبه من فوزه، بل وخرج عن حدود اللياقة - وهم المعروفون ببرودهم وسيطرتهم على أعصابهم - تجاه زميلة له في البرنامج بسبب فوز ترامب !
أما الدول الإسلامية فقد صرح السيسي الذي يتعرض بدوره لدعاية ماسونية كبيرة، مثل الدعاية الكاذبة لعلاقة داعش بالإسلام، هدفها تخريب بلدنا العربي الإسلامي الكبير مصر، البلد الذي بقي لنا هو والسعودية حفظهما الله. قال السيسي بعد لقائه بترامب سابقا إن هذا الرجل سيكون حاكما قويا لأمريكا إن فاز، كما صرح ترامب بإعجابه بالسيسي (ولعلهما اتفقا في فهم هذه الماسونية التي ضغطت على مصر حتى عومت الدولار في وقت يهدد به الإخوان بخروج شامل في 11/11 لا وفقهم الله، ولعل هدف الماسونية من ذلك إعطاء مصداقية لذلك الخروج لتدمير البلد، ولعل هدف السيسي تجنب غضبها لتأكده من سيطرته على زمام الأمور).
والمفارقة أن الماسونية ممثلة في أزلامها من المسلمين تصور هذا الفيديو على أنه تحالف بين شيطانيين ماردين ! وذلك لتعرف أننا وصلنا إلى درجة من اللبس وخلط امور وتصديق أكاذيب هذه الماسونية الديمقراطية المجرمة،  إلى درجة لم نعد نميز فيها بين ليل أو نهار، وربما يكون وصول هذا الرجل بداية لتحرر أمريكا والعالم كله من هذه الماسونية التي طالما استعبدته ونهبت خيراته، ولا تزال تضغط حتى على رئيسنا هنا في هذا المنكب البرزخي، رغم بعده عنها !!
سيحاول النظام العالمي تجنيد هذا الرجل بشتى الوسائل أولها النفاق، ثم سيلجؤون إلى التهديد، وهو يعلم ذلك يقينا، بل ربما يكون الحل الوحيد عندهم هو قتله والتعجيل بانتخابات جديدة تأتي بكلب آخر من كلابهم، فهل يا ترى ينجح في مقاومتهم وفضحهم، ويستمر في الفوز كما اعتاد ؟
لقد صرحت المتطرفة اليمينية كما يسمونها "ماريان لوبان" بأن فوز هذا الرجل يعتبر فوزا لفرنسا، لكن هل كان الذين نظنهم متطرفون هم الحمائم، والذين نظنهم حمائما هم الأسود المفترسين ؟ ربما، لأن هؤلاء المتطرفين الذين شوهتهم الماسونية لم يقولوا إلا ما اعتقدوا وهو: "لا للأجانب" لِما رأوا وتأكدوا منه حسب تجاربهم ووجهات نظرهم، من مخالفاتهم لقوانين بلدانهم وجرها إلى الجرائم والإرهاب، وهذا موجود في بعض الجاليات حتى المسلمة في فرنسا وغيرها، ولكن الإرهابيين والمتطرفين الحقيقيين هم أولئك الذين خدعونا جميعا بإظهار أنفسهم كحمائم حاملة لأعرشة السلام، والذين حكموا العالم كله حتى اليوم، ولم نر منهم إلا القنابل المقذوفة على رؤوس أهالينا في أفغانستان واالعراق وسوريا وليبيا، رغم زعمهم الدعوة إلى الأمن وتوفير الإطمئنان والغذاء لكل الشعوب، وإرغامهم للناس على عبادة دينهم الجديد المسمى الديمقراطية الذي صوروه كشريعة إبليسية جديدة ظن بعد أبناء المسلمين أنها أفضل من شريعة الله للأسف !
هؤلاء الحمائم دعاة العهر والفجور والكذب، والقتلة هم الذين سيأسف البعض اليوم على عدم فوز ابنتهم الوفية كلينتون، والتي قال عنها ترامب "هذه المرأة لم ترض زوجها فكيف ترضي أمريكا"، وصدق.
أرجو أن يدفعك هذا المقال إلى إعادة التفكير فيما قتله لك، والنظر بالمنظار الآخر، لعل وعسى ان نخرج جميعا من أكاذيب هذا النظام العالمي المسيطر، والمحارب لنا، والذي تخصص في الكذب على حكوماتنا وشعوبنا، والضحك على عقولنا وديننا، والذي أتمنى أن يكون هذا الرجل عدوا حقيقيا له، فذلك يكفينا في الوقت الحالي.

10. نوفمبر 2016 - 9:36

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا