التشيع الصحيح / البشير ولد سليمان

انتزاع السلطة "من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات و من كان يعبد الله فان الله حي لا يموت " كانت تلك أصعب لحظة في تاريخ الأمة , يوم رحيل المصطفى صلى الله عليه و سلم , أصيب الكل ساعتها بذهول و ارتباك بعضهم قال انه لم يمت , وبعضهم انكب علي وجهه باكيا , وبعضهم , و, 

 فوقف ابوبكر الصديق وقفة رجل مؤمن صادق متماسك وقال كلمته المشهورة تلك , وبعدها بأيام تسلم السلطة , فلتة يقول عمر, لكنها كانت الخير كل الخيرعلي الأمة , وبعدها بسنتين و نصف قبل رحيله عن الدنيا استدعى عمر بن الخطاب وهو ليس من أقربائه  و حمله الأمانة و مسؤولية الحكم فلوكان مغتصبا للسلطة أو محبا لها لورثها لأحد أبنائه أو أقاربه , وأما عمر بن الخطاب فلما دنا الأجل شكل مجلس شورى مستبعدا أبناءه و اقرباءه و سلم السلطة لعثمان بن عفان و هو ليس من قرابته , فاين اغتصاب السلطة ؟ وهل مثل هؤلاء يحب الدنيا و الحكم ؟ استمرت مع عثمان ثم انتقلت لحيدرة الأمة سيدنا علي بن ابي طالب هكذا التاريخ وهكذا تم مراد الله والخير كل الخير في ما اختاره الله , وهكذا فان إدعاء إغتصاب السلطة لا أساس له من الصحة وهي كذبة مفضوحة منطقيا و تاريخيا .
المحاكمة (النطق بالحكم ) الطرف الاول اليزيد بن معاوية و عبيد الله بن زياد , و الطرف الثاني ثمانية عشرألف او يزيدون من اهل الكوفة , الحكم : كلا الطرفان مجرمان , و كل المسلمون في العالم يبرؤون ويتبرؤون من جريمتهم البشعة وقتلهم سيدنا الحسين والتمثيل به والبطش بأهل البيت الاطهار, جريمة نكراء وصمة عار صفحة سوداء  في سجل أولئك المجرمين باقية الي يوم الدين , فلعنة الله علي كلا الفريقين من قتل ومن استدعى وادعي النصرة وغدر.
من هم الشيعة الصادقون في تلك الملحمة ؟ هم فقط اؤلائك الذين صمدوا و استشهدوا مع سيدنا الحسين اما اهل الكوفة فقد خذلوه وغدروا به و بأهل البيت فكانوا شيعة الذل و الغدر والخيانة, كما قال عنهم أميرالمؤمنين سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه في خطب نهج البلاغة, يقول : " ياأشباه الرجال ولا رجال (!!) حلوم الأطفال عقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم و لم أعرفكم معرفة، و الله جرت ندماً و أعقبت سدماً.... قاتلكم الله , لقد ملأتم قلبي قيْحاً، وشحنتم صدري غيظاً وجرعتموني نُغب التَّهام أنفاساً، وأفسدتم على رأيي بالعصيان والخذلان حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع و لكن لاعلم له بالحرب. و لكن لا رأي لمن لايطاع " , ويتكررالمشهد مع سيدنا الحسين فيستدعونه ويتباكون له ويعدوه بالنصرة فيصدق ويتحرك إليهم ولما يصل الي وسط الميدان يتراجعون عنه و يقولون له : " فاذهب انت و ربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون " فيقاتل و يستشهد هو ورجالات اهل البيت في أكبر مأساة عرفها التاريخ لتبقي أرض الكر والبلاء (كربلاء ) شاهدا علي أبشع صور الغدر و الخيانة التي عرفتها البشرية , استشهد سيدنا الحسين ورجالات اهل البيت الاطهار وقد كانت الشهادة بالنسبة لهم هدف وغاية  و التولي يوم الزحف كبيرة وجناية فكانوا خير رجال وفي احدى رسائله الخالدة يبرئ سيدنا الحسين ذمته ويشرح سبب خروجه, ليتحمل شيعته كامل المسؤولية يقول:" بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، مِنَ حُسَيْنِ بْنِ عَليّ، إِلىَ الْمَلأ مِنَ الْمُؤْمنينَ وَالْمُسْلِمينَ، أَمّا بَعْدُ، فَإِنَّ هانِئاً وَسَعيداً قَدِما عَلَيَّ بِكُتُبِكُمْ - وَكانا آخِرَمَنْ قَدِمَ عَلَيَّ مِنْ رُسُلِكُمْ وَقَدْ فَهِمْتُ كُلَّ الَّذي اقْتَصَصْتُمْ وَذَكَرْتُم، وَمَقالَةَ جُلِّكُمْ إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْنا إِمامٌ فَأَقْبِلْ، لَعَلَّ الله أَنْ يَجْمَعَنا بِكَ عَلَى الْهُدى وَالْحَقِّ . وَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ أَخي وَابْنَ عَمّي وَثِقَتي مِنْ أَهْلِ بَيْتي مُسْلِمَ بْنَ عَقيل وَأَمَرْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيَّ بِحالِكُمْ وَأَمْرِكُمْ وَرَأْيِكُمْ . فَإِنْ كَتَبَ إِلَيَّ أَنَّهُ قَدْ أَجْمَعَ رَأْيُ مَلَئِكُمْ، وَذَوِي الْفَضْلِ وَالْحِجى مِنْكُمْ، عَلى مِثْلِ ما قَدِمَتْ عَلَيَّ بِهِ رُسُلُكُمْ، وَقَرَأْتُ في كُتُبِكُمْ، أَقْدِمُ عَلَيْكُمْ وَشيكاً إِنْشاءَ اللهُ، فَلَعَمْري مَا الإْمامُ إِلاَّ الْعامِلُ بِالْكِتابِ، وَالآْخِذُ بِالْقِسْطِ، وَالدّائِنُ بِالْحَقِّ، وَالْحابِسُ نَفْسَهُ عَلى ذاتِ اللهِ، وَالسَّلامُ "
الخصم المزعوم  : معاوية بن ابي سفيان, أحد ضباط الجيش الاسلامي الكبار, ولاه  أبوبكر الصدّيق قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد بن أبي سفيان , ولما استُخلف عمر بن الخطاب جعله واليا على الأردن، ثم ولاه علي دمشق بعد موت أميرها يزيد (أخيه) ثم ولّاه عثمان بن عفان علي بلاد الشام كلها ,فالرجل له تاريخ عسكري مشرف , ولما حكم سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه لم يبايعه , وانقسم الناس فريقان ,وكلاهما يطالب بدم عثمان , فهؤلاء يطالبون باخراج القتلة قبل البيعة وهؤلاء يطالبون باتمام البيعة لعلي وتثبيت الحكم أولا ومن ثم اخراج قتلة عثمان ومعاقبتهم ولكل حجته الشرعية , ودارت معركة الجمل " عمار تقتله الفئة الباغية " قالها الصادق المصدوق صلي الله عليه و سلم وعمار كان يقاتل في صف سيدنا علي بن ابي طالب , فاتضحت المسألة وتبين أن معاوية لم يكن علي حق , ولكن , ورغم كل ذلك , فنظرا لتاريخه العسكري وكونه اقترب من رسول الله صلي الله عليه و سلم و كتب له وحيا أو رسائلا , فتلك وحدها احتراما لرسول الله صلي الله عليه و سلم  تكفيه و تشكل له حصانة ديبلوماسية كما يقال , تمنع أيا كان من الخوض فيه رضي الله عنه ,أما ابنه اليزيد فهو فاسق ومجرم شأنه شأن شيعة الحسين الذين خذلوه فكلهم في الجريمة سواء  .
متي تكون شيعيا بصدق مخلصا ومحبا لأهل البيت ؟
• اذا كنت ترفض الادعاء الكاذب بأن سيدنا علي بن ابي طالب اغتصبت منه السلطة  فلا أحد يستطيع فعل ذلك.
• اذا اعترفت لسيدنا علي بن ابي طالب  بخصاله الثلاث فأنت شيعي بصدق ,منزلته الاجتماعية , فهو زوج سيدة نساء العالمين الزهراء رضي الله عنها , منزلته العلمية فهو باب مدينة علم و منزلته البدنية فهو أقوى رجل وبيته عرين الأسد لا أحد يصل اليه ,ولا أحد يتجرأ علي زوجته ولا أحد يحرق بيته ولا أحد ينتزع منه الحكم  وكل ذلك كذب وتشويه لصورة سيد الأمراء , أمير المؤمنين علي بن ابي طالب .
• اذا اعترفت ان اليزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد و أهل الكوفة وأهل العراق أنهم كلهم سواء في جريمة القتل و الغدر والخيانة والتنكيل بسيدنا الحسين و اهل البيت الاطهار, واذا اعترفت أن الذي خدع سيدنا الحسين وسيدنا علي هم من يزعمون انهم شيعة أهل البيت , فأنت صادق مع نفسك و تشيعك.
• اذا رفضت عقيدة الحقد و الانتقام , واعترفت أن الاسلام  ليس تصفية حسابات وانتقام , وأنه  ليس دين بني أمية و لا دين أهل البيت و لا دين أهل اسبانيا ولا فرنسا ولا الشيشان انما دين الكل ورسالته موجهة للعالم  و لا وصاية لهؤلاء دون غيرهم علي هذا الدين فالكل معنيون بنصرته و الذود عنه , عندئذ يكون تشيعك سليما.
• اذا كنت شيعيا بصدق وتحب اهل البيت باخلاص فأنت تحب رسول الله محمدا صلي الله عليه و سلم و تحب من يحب و تبغض من يبغض, و رسول الله صلي الله عليه و سلم  يبغض عمه أبا لهب , و يبغض أبا جهل  و يحب ابن عمه و صهره سيدنا علي بن ابي طالب حبا شديدا , ويحب زوجته التي أختارأن يمرض في بيتها وينتقل الي جوار ربه و هو في حضنها عائشة يحبها حبا شديدا , فاذا كنت مخلصا لأهل البيت فلا بد ان تبر و تحب هذه المرأة "أمنا أم المؤمنين عائشة " , ديننا الاسلام مقرون بحب محمد وحب محمد صلى الله عليه و سلم مقرون بحب أهل البيت وحب أمهات المؤمنين و حب ابي بكر و عمر وعثمان و علي و كل الصحابة , فذاك هو التشيع الاسلامي الصحيح اما التشيع الآخر ( التشيع المجوسي الفارسي )  يا علي , يا حسين , والشعارات والرايات وغيرها من مظاهر السخرية و الاستهزاء بأشرف بيت علي الارض فهو تشيع أشباه الرجال , الذين قال فيهم أميرالمؤمنين سيدنا علي , يا أشباه رجال و لا رجال , ذاك حال أولئك الذين قالوا انهم شيعة وقال فيهم أميرالمؤمنين ما قال فمن يكون من نراهم اليوم في ساحة القتال يقطعون الاجساد ويقتلون الأطفال ,فاذا كنت شيعيا بصدق فمحال أن تصنف هؤلاء رجال .


 

12. يناير 2017 - 11:37

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا