شكرا لرجال " المارينز" / حبيب الله ولد أحمد

altيملك رجال الجيش الأمريكي شجاعة نادرة، وخاصة فصيل قوات "مشاة البحرية" (المارينز) وقوات النخبة...لا أتحدث هنا عن الشجاعة في جبهات القتال، فهؤلاء أثبتت التجربة أنهم لا يتصفون بالشجاعة في مواجهة رجل برجل، ولم يقاتلوا في "العراق" و"أفغانستان" و"لبنان" وغيرها من بقاع العالم إلا "في قرى محصنة أومن وراء جدر".

ولكن الشجاعة التي أعنيها هنا هي شجاعتهم التي ظهرت في الأشرطة المرئية والمسموعة والمسربة من سجن "بواغريب" و"الفلوجة"، والشريط الأخير الذي ظهر فيه جنود أمريكيون يتبولون بقذارة على جثث بعض قتلى حركة طالبان.. لقد دفعت الشجاعة بالجنود الأمريكيين دائما إلى إظهار الوجه الحقيقي لأمريكا المتمدنة والمتحضرة والديمقراطية، ليس فقط إظهار الوجه الحقيقي للعقيدة العسكرية الأمريكية واستهتارها بالإنسان وكرامته، ولكن أيضا – وبوضوح- إظهار العورات المغلظة لبلد "كله عورة" اسمه الولايات المتحدة الأمريكية..!! لا يمكن لجنود بلد يدمر العالم، ويستنزف خيراته ويظلم الشعوب، أن يظهروا في صورة أفضل من التبول على الموتى، واغتصاب الجرحى، وأخذ الصور التذكارية بين أشلاء الناس وبحار دمائهم، ومن الخطأ الاعتقاد بأن للجيش الأمريكي قضية أو دينا أو أخلاقا أو تقاليد عسكرية عريقة، فهؤلاء لا يؤمنون بشيء أكثر من علم لبلاد جمعتهم أرضها وفرقهم تاريخها...فما يقومون به في جبهات القتال لا يقره قانون ولا عرف (دعك من الديانات السماوية التي تتفق كلها على احترام الكرامة الإنسانية) فليس في أمريكا من يهتم بمثل هذه الأمور، على الأقل من حيث إعداد الفرد والمجتمع، والمناهج التربوية والتقاليد العسكرية.. إن بلدا يحتضن معسكر "اغوانتانامو" وينتخب رجلا أسود ليجعل منه شجرة(ديمقراطية) تخفى غابة من امتهان حقوق السود والأقليات والتمييز العنصري والديني لا يمكن أن يربى رجاله على احترام أي شيء في هذا العالم ولا يمكن له إحاطة تصرفاتهم بأي نوع من الخطوط الحمراء..!! إن الديمقراطية الأمريكية وشعاراتها ليست أكثر من "باب ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب" فهذا البلد المتشدق دوما بالحرية وحقوق الإنسان هو الذي دمرت جحافله وطائراته "العراق"، وحمت أسلحته وطائراته "إسرائيل"، ومدتها بوسائل الدمار لاغتيال شعب أعزل مسالم في "فلسطين" وهو الذي أحرق "لبنان" و"أفغانستان" و"الصومال" و"السودان" و"ليبيا" واحتل "الخليج العربي" كله (ما ظهر منه وما بطن) واستنزف النفط العربي، انه بلد استعماري يمارس الهمجية والتوحش والقذارة أينما حلت جحافله الآثمة.. وليس غريبا- والحالة تلك- أن يحارب الجنود الأمريكيون ب"عوراتهم" ضد الموتى، فلا رجولة تسرى في دمائهم ولا ماء في وجوههم حتى يحاربوا كما يحارب الرجال الشجعان...إن "المارينز" قوة "عورات مغلظة" لا أقل ولا أكثر، فلا عقيدة، ولا مبدأ، ولا تقاليد عسكرية، ولا قيم روحية لدى مؤسستهم العسكرية والرسمية، التي تدفع بهم إلى بلدان العالم لإشاعة القتل والنهب والاغتصاب والعنجهية، تحت يافطات الحرية والعدل وحقوق الإنسان..!! لم نصدم أبدا برؤية الأمريكيين يتبولون على الموتى فهذا أبسط جرم (موثق بالصورة والصوت) يرتكبونه وما خفي أعظم، إنهم ليسوا أكثر من عصابة لصوص همج سكارى، لا حرفة لهم إلا ممارسة السادية بأبشع صورها، وتلك بصمات خزيهم وعارهم ونذالتهم، مطبوعة بكف تاريخ دموي كتبوه في "بواغريب" و"الفلوجة" وقبلها في "ملجإ العامرية"، و"مصنع الشفاء للأدوية" و"قندهار" و"باكرام" و"كابول" ومنطقة "القبائل"، و"منزل الشيخ أسامه" في "باكستان" و"الصومال" وفى كل مكان وصلوا إليه...ليس لدى "العقرب" ما تعطيه سوى لدغة مسمومة قاتلة، ومن انتظر منها أكثر من ذلك أو أقل منه فهو واهم بكل تأكيد، والعقرب أكثر (إنسانية) – يقينا- من عصابات "المارينز" فهي على الأقل تعجل بضحيتها إلى موت رحيم خاطف دون أن تغتصبها، أو تتبول عليها أو تلتقط صورا بين أشلائها وفوق دمائها..!!  تلك هي أمريكا... وهؤلاء هم جنودها و"مارينزها"... فشكرا لشعارات الحرية والديمقراطية الجوفاء لأنها حاولت (عبثا) التغطية على حقيقة الكيان الأمريكي الهمجي... وشكرا لجنود "المارينز" الذين كشفوا - مع عوراتهم- العورات المغلظة للولايات المتحدة الأمريكية وزيف كل شعاراتها الرعناء..!!.

16. يناير 2012 - 12:35

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا