نحو تمكين الشباب / خونه ولد اسلمو

يشكل الشباب القاعدة العريضة للهرم السكاني في موريتانيا و هم القوة الحية لهذا الشعب و على عاتقهم تقع مسؤولية النهوض بالبلاد في شتى المجالات التنموية , فهم القوة العاملة صاحبة الكفاءة و الاندفاع و الفئة المهمشة رغم القدرة الفائقة على الأخذ بزمام المبادرة و الإبداع , لقد  ضحى الشباب

 و سخروا الجهد و الفكر و شاركوا منذ الوهلة الأولى في وضع حجر الأساس لبناء هذا الوطن , فقد تصدرت الطاقات الشابة المشهدين السياسي و الإداري منذ فجر الاستقلال , لكن تلك المكانة و ذلك التميز تراجعا باضطراد حتى وجد الشباب أنفسهم مجرد أرقام على قوائم البطالة و هامش الحياة العامة .
واقع أدركه رئيس الجمهورية مبكرا فبادر إلى تولية الشباب المهام , ترجمة لقناعة راسخة و إيمان عميق لدى القائد بكفاءة و جدارة الشباب بالمسؤولية , لقد شكل ذلك التوجه الصادق عنوان لمرحلة ستكون فاصلة في مسار الشباب الموريتاني و تاريخه كونها شكلت قطيعة مع النظرة السطحية و الفكرة النمطية التي سعى البعض جاهدا رسمها صورة أولية و انطباعا نهائيا بعدم أهلية الشباب و عبثية منحه الثقة , إن مسؤولية طبقة سياسية فاشلة عن الدفع نحو تكريس ذلك واقعا , مثبتة  , بالقرينة و البرهان .
فبمجرد أن اطل الربيع العربي المشئوم برأسه , حاول شباب الأمس البعيد في لحظة يأس أن يدفعوا بشباب موريتانيا الجديدة  , للقفز في الفراغ نحو المجهول  و تجنيده لأجندة أقل ما يقال عنها أنها ليست وطنية , فكان الشباب و لله الحمد قد شبوا عن الطوق بفعل سياسة رئيس الجمهورية التي وجدوا فيها الخلاص من شبح البطالة الذي كان يهدد مستقبلهم  و غول التطرف الذي هدد و جود وطنهم , فتم رفع سقف سن الترشح للمسابقات الوطنية و أعادت الدولة تجديد  دمائها و حصل الفكر على متسع من الحرية و فضاء فسيحا للتعبير عن مكنونات و مكبوتات صاحبه , و أعادت الجامعة الإسلامية ألق و وسطية المحظرة الشنقيطية و امتطى فرسانها قراء يتلون و شيوخ يبينون , ترددات الأثير , عبر إذاعة القران و قناة المحظرة و تم بتوفيق من الله الانتقال السلس من تجديد العقليات إلى تجديد الطبقة السياسية و الإدارية بالمفهوم الواسع  , في تجربة فريدة تحتذى .
لقد شكل عرس , لقاء الرئيس بالشباب , الحدث الاستثنائي , فقد يمم الشباب وجوههم شطره , كل واحد منهم يخطب ود , حلم العمر , فأفسح رئيس الجمهورية صدره رحبا محتضنا رؤى الشباب و تطلعاتهم لمستقبل واعد , يسهمون فيه من خلال العقل و الفكر,  في نهضة الوطن كل في مجاله وفي حدود عطاءه .
لقد توج رئيس الجمهورية و كعادته , في حسن المبتدى و المختتم , اللقاء الذي حمل شعار ( أنتم الأمل ) بلفتة كريمة كانت ختام مسك لورشات اللقاء , و إعلان ميلاد , للمجلس الأعلى للشباب .
لقد شكل اختيار نخبة النخبة البداية الفعلية و الصحيحة لمسار المجلس و الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل الذي شرعوا فورا في تهيئته طريقه استعداد لتعبيدها كي تعبر من خلالها قوافل الشباب المبدع نحو الريادة .
فكان الحيز المكاني للمجلس نقطة جذب للأفئدة الشباب و مركز استقطاب لكفاءتهم و منصة لانطلاق مشاريعهم  نحو التشكل و التحقق  من خلال ما دأبت عليه مختلف لجان المجلس من جلسات تقويمية    

و توجيهية مرورا بالمساعدة على رصانة التخطيط و حسن التنفيذ إضافة إلى التكوين الذي يعد العمود الفقري و العصا السحرية للنجاح المهني , ضالة الشباب المنشودة .
اليوم يطالعنا المجلس الأعلى الذي كان عند حسن الظن و على مستوى ثقة رئيس الجمهورية تشريفا و تكليفا , بحملة وطنية لتحسيس الشباب و ترغيبهم في الترشح لعضوية مجلسه الوطني و فاء بالعهد و استمرارا على الدرب و امتثالا لنهج الشفافية المهنية و النزاهة الأخلاقية اللتين هما ديدن أعضاء مكتبه التنفيذي فاستحقوا وسام التقدير و الامتنان على الحصيلة المشرفة لعملهم رغم تشكيك أعداء النجاح , الذين أهدي إليهم , مقولة للعالم العلم , الفيزيائي المصري الراحل أحمد زويل : ( إن الفرق بيننا و الغرب هو أنهم يدعمون الفاشل كي ينجح , أما نحن فنحارب الناجح حتى يفشل . ) .

9. أبريل 2017 - 20:29

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا