سيمفونية وطني: شعب واحد دين واحد وطن واحد / حمود ولد أحمد سالم ولد محمد راره

يتدافع بعض ساستنا اليوم في منزلق خطير تدافع القطيع الظمآن ينحرف عن الجادة ويجانب الحكمة والسياسة الكيسة حين تفوح من أفواههم  تصريحات حول مسار وحدتنا الوطنية، لاتنسجم مع المسار الصحيح لهذا البلد وكثيرا ما يغوصون في حديث حول الانفصال إن تصريحا أو تلميحا.
وبالفعل بدأت أصوات نشاز ترتفع من الآخر ودون أي احتشام منها من ينادي علنا بالانفصال ومنها من يهدد به ومنها من يلمح.

وفي الواقع فإن مثل هذه الأمور خطير للغاية ولا تبشر بالمستقبل الذي تتوخاه وتعمل لأجله الطبقة السياسية المحترمة في البلاد منذ فجر الاستقلال إلى يومنا هذا .
الكيانات الكبري التي تسيطر اليوم علي العالم متنوعة الأعراق ومتعددة المنابع والمشارب في الأصل لكنها استطاعت أن تتوحد علي مسألة واحدة حين تشبعت بقيم المواطنة الحقة. وآمنت بوطن واحد وعملت من أجل كيان جامع يجد فيه الجميع ذاته ويعبر عنها ويبرهن على وجوده من خلال خدمة الهم العام والمصلحة العليا التي تذوب أمامها المصالح الفردية والأطماع الأنانية العرقية الضيقة.
ففي الوقت الذي تسعي فيه كيانات عريقة وذات تاريخ في الاندماج لمواجهة التغيرات العالمية وما تفرضه من تحديات تعالت في وطنا الحبيب أصوات تسعي للتفرقة ضمن مسار مآمرة صهيونية عالمية تسعي إلي تفريق الأمة العربية والاسلامية وتجزئة المجزأ منها وتفتيتها إلي كيانات قزمية عاجزة  تضمر لديهم الروح الوطنية.
نحن أمة حبانا الله بهذا الإسلام حيث لا دين فينا غير الإسلام مؤمنين برسالة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم. وهو الدين السمح الذي يدعوا للتكافل والمحبة والتسامح وإشاعة الخير. ففيه وحدتنا وفيه فلاحنا في الدنيا والآخرة.
ولعل هذا العامل يشكل أقوى مرتكز للحمتنا وتعاضدننا لأننا مؤمنين كلنا و" المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى".
هذه هي سجيتنا وهذه هي تعاليم ديننا وليس لنا أن نتجاوزها قيد أنملة لأن ما عداها مفسدة ودعاته هم دعاة علي ابواب جهنم والعياذ بالله. ليس لنا أن نتملص من هذه القيم النبيلة والسمحة الثابتة في القرآن والمؤكدة بالسنة الصحيحة التي تمسك بها أهل هذه البلاد جميعاً وإن خالفنا إلي غيرها فقد سلكنا طريق التشرذم والتفرقة والتباغض والكراهية والحقد وتلك لعمري قاصمة الظهر وطريق هلاك ما بعده هلاك. 
أعتقد أنني لست بحاجة إلي تبيان هذه المخاطر لكونها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار. ولكل من له أدني بصيرة فهي  بادية بازغة واضحة المعالم ليلها كنهارها. أما الذين في قلوبهم زيغ أو علي الأصح مرض فهم مهوسون علي سجيتهم الخبيثة بطرق الفتنه وزرع البغضاء بين فئات الشعب المسلم المسالم الطيب والذي لن يقبل ان شاء الله إلا الطيب من العمل .
ومن كان  دأبه الدعوة للفرقة  لن يجني في النهاية إلا الندامة وخيبة الأمل. فيؤتي العبد علي قدر نيته
نحن شعب خصنا الله بأن جمعنا علي اختلاف ألواننا وألسنتنا وأعراقنا في وطن واحد نحبه جميعا ونتعلق بقيمه الفاضلة ونتشبث بوحدته ونحمي حوزته. وقد دافعنا الاستعمار متماسكين عربا وزنوجا سودا وبيضا تحت راية موريتانيا المتعددة الأعراق المتوحدة المساعي المتشبثة بقيمها الدينية.
هذا التنوع الذي لا يتوفر في كثير من البلدان علينا أن نعمل من أجل جعله مصدر رخاء وسعادة وتقدم وازدهار لا عامل شقاء وفرقة وجفاء.
ونحن اليوم وإن كنا مكونات عدة فإن الدين يجمعنا والوطن يجمعنا والتقاليد والعادات تجمعنا والمساكنة والمعايشة القديمة تجمعنا ومصيرنا المشترك يجمعنا والقربي والرحم تجمعنا والمصلحة العامة تجمعنا فلماذا الدعوة  لتفريقنا ؟.
إيماننا بديننا الإسلامي يسمو علي كل شيئ ولا يمكن النيل منه وحدتنا مقدسة لا مساس بها وتآخينا مصان لا يمكن النيل منه وتلاحمنا قدرنا ولا نفر منه ولا يمكن الوقوف في وجهه وهويتنا العربية الافرقية محمية ومصانة محصنة من كل الأدران والشوائب. فنحن شعب واحد في وطن واحد ديننا واحد وهدفنا واحد العيش الكريم والتآخي الحميم في وطن رحيم. هكذا كنا وهكذا سنبقي. 
وفي هذا السياق نقول لهؤلاء نحن شعب واحد دين واحد وطن واحد لا تفرقة أيها البائسون الحاقدون فأنتم تعزفون سيمفونية مكشوفة تخون الوطن وتتخلي عن المصلحة العليا للبلاد.
 

25. أبريل 2017 - 15:03

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا