توضيح الإشكال في مقال " شكار " ولاء الجنرال / محمدالمصطفى الولي

إن من كريم الخصال وشريف الأفعال ، وصواب الأقوال ، ماوافق الحق وجانب الكذب ، وحر بكل شخص يخفاف الله ويعمل بمقتضى رسالته ، أن ينظر ويتئد قبل أن يتخذ قراره ويطلق قوسه التي قد لايكون باريها ، حتى لايقع في ذالك النهي القرءاني الخالد ، والمأسوف على عقبى صاحبه .
( ولاتقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا . صدق الله العظيم ) .

وفي الحديث الشريف :
ولايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عندالله كذابا.. ولقد أحسن من قال :
والسمع والبصر يشهدان وعنهما يسأل كالجنان .
ومن صميم ذالك ماوقع يا — أسفا— من ارتكاب تأويل ماورد في مقال  يحمل وجهة نظر وجهها صاحبه للرأي العام ضمن مواضيع عامة ، جسد فيها واقعا شاهده بأم عينيه ، وليس راء كمن سمع .
ولم يوجهه لشخص بعينه إلا إيجابا  في بعض فقراته " فأتوه رجالا وعلى كل ضامر ... لأن الحديث عن إنسان في منزلة معينة ومكان معين ، لايستسيغه الجميع ..
فمايروجه البعض من كتابات حملها شحونة من النقد غير البناء والتطويع الخاطئ ، لغرض لاله وعليه ، هو أمر لاعلاقة للمقال به . فالجنرال ( محمد ولد مكت ) شخصية سياسية وازنة ، وأحد رجالات الدولة الكبار ، والحديث عنه يندرج في إطار الحديث عن الشخصيات العامة. ولم يذكر إلا على سبيل النجاح السياسي لاسوى ، اعترافا له بمكانته في المنطقة ، ونفوذه المرغوب لدى من يتفق معه في رؤية البناء وعند بعض من يختلف معه .
وإثارة الشبهات بالتشهي لاتخدم أحدا بقدر ماتثير التشهير به سلبا على اناس تجمعهم به وتربطه الأواصر والوشائج القديمة — قدم الإنسان — ، لاسيما إذاكان صاحبها تسرع في إبراز ها بلحافة لاتخدم الحقيقة ولا الرأي المستضيء ، وصدق المناطقة إذ يقولون " الحكم على الشيء فرع عن تصوره .
فشباب شكار لم ينصبو من ينوب للحديث عنهم  برمتهم ، إنما على من يشاطروه الفكرة نفسها ، ويتجهون معه في نفس الطريق المعبد .
وحتى لايقع نوع من الخلط والتشويه على ذهن  المتلقي النابه ، وحتى نضع النقاط على الحروف . فقولنا شباب شكار يقاطع التعديلات الدستورية ، لايعني ذالك إدخال أولئك المؤيدين من شبيبة البلدية ، إذ الازم يطلق ويراد به الملزوم ، فليراع القارئ ذالك حتى لايكون الكلام متناقضا وغير مقبول عند ذوي العقول النيرة .
ونظرا للمغالطات المتباينة التى حادت بالبعض عن شكل المقال ومضمونه ، وماشاكلها من ابهامات تنتاب الأطر والوجهاء الذين اتصلوا علي وطلبوا مني شرح مضامين ما قد التبس فهمه لدى الكثير ، أود أن أصحح للقارئ الكريم مايلي :
— أن ولاء ساكنة شكار وتكريسهم للمواقف النظامية أمر لن يكون بدعا بالنسبة لهم ، وسبق وأن بينوه ونحن نسلمه ونقبله لهم ، إن خلا من التحجر الفكري والأرستقراطي المرفوض لدى الشباب ، ولهم مايبررون به مواقفهم تجاه من يرضون عن قيادته ويرونه القبطان المناسب لسفينة النجاح .
— تعدد الوجهات واختلاف النظرة لدى صنوان تجمعهم أنجاد البناء ، وتظلهم سماء الوحدة والتماسك ، أمر كوني لامناص منه ، والتطابق على الكامل بين المفهوم والواقع لايمكن أن يوجد بأي حال من الأعمال في الطبيعية , أوحتى في البشر طالما أنه أجسام أوكائنات حسية . على حد تعبير " فريد ريك هيجل " سيما إذا لم يكن على حساب الإستهداف المفهوم — خطأ— لدى من يشاغبون بكل شاردة وواردة ألمت برقعتهم التليدة .
وأخيرا أقول : لمن يريدون التمييع للمصطلحات وتخصيص ماهو عام من الألفاظ ، وتعميم ماهو خاص من المفاهيم ، يريعون الرأي بمقاتيرهم الرقطاء ، أن يغمدوا جفون النيل بحرابه وحرافه ، بمافيه مجازفة وإساءة أدب ومؤاخذة ، لأن ذالك يرهب البهائم الرتع ، ويبكي الصبيان الرضع ، ولايتماشى مع أذواق الشيوخ الركع ، وحرية التعبير تبقى معالمها وضاءة لمن يقول الحق بإخلاص ، كما يدنسها التقوقع فيما هو أشد مضاء على المرء من وقع الحسام و السرد .
فإن كنت لاتدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم ..
وجرأة الإنسان على الطعن في انتساب شخص لأرض ولد فيها وشب وترعرع في ربوع نيطت عليه تمائم المحبة والإخلاص على أديمها ، عقوبة يعاقب عليها القانون ، ويحرمها الشرع ، كتابا وسنة وإجماعا .. لأنها تقول وافتراء ، فأنا لاأعرف إلا ماأنا من جلدته ، وبن بجدته ، فشكار موطني وحضني الأول والأخير ، ورجاله آباءي ونساؤه أمهاتي ، وأبناؤه إخوتي ، والكل لاأبغي به بدلا ولاأرضى سواه في البشر .
ديار حبها أشرفت طفلا. فصدري إن ذكرن أخو انشراح ...
فلايتشنج أحد من ساكنة البلدية ، ولايوسوس له التأويل ولايعكر عليه التلفيق ، فالمصلحة براح الجميع ، وتمريرها هدفنا المنشود ، فعلى المتسرعين أن يفهمو المقال في إطاره الصحيح ، وألا يحيدوا به عن جادة الطريق ، وأن يتوبوا ويعتذروا ، مع أنه لاتثيرب عليهم اليوم يغفر الله لهم وهو أرحم الراحمين . صدق الله العظيم .

15. مايو 2017 - 5:49

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا