قطر عنوان الأزمة هذه المرة / سعداني بنت خيطور

يظن قادة دول الخليج أنه بامكانهم إستغلال الأزمة الأخيرة لإشفاء غليلهم السياسي في دولة شقيقة يفوقونها من حيثيات طبيعية  عدة كالمساحة الجغرافية وعدد السكان وحتى المقدرات الطبيعية لكنها تجاوزتهم ـ في غضون عقود قليلةـ  في مختلف  مجالات ومؤشرات النمو أشواطا كبيرة من حيث جودة التعليم والصحة والأصول البنكية والأهم والأخطر الذي بات يغيظهم حتى لم يعد بامكانهم التحكم في اعصابهم 

هو سياساتها الخارجية المحترمة التي تجمع الى جانب الحفاظ على السيادة الوطنية والإستقلالية في القرار مكانة مرموقة ودورا رياديا في المنطقة ومنهجا دبلوماسيا محترما يوفق بين مسايرة المنظومة الدولية والحفاظ على الخصوصية الثقافية وهوية البلد في وقت أصبحت فيه دول الخليج عبارة عن كرة في يد الأمريكان , أما التسريبات الأخيرة لمحادثات السفير الإماراتي لدى  واشنطن فتعتبر القرينة الناطقة الأقوى على حجم الغيظ الخليجي الذي تنكؤه القاعدة الجوية الأمريكية في قطرو الذي لم يزل يساورهم حتى تلفظوا به في شكل لوثة واضحة وإن بطريقة ساخرة , من البديهي جدا أن قادة دول الخليج يعلمون أكثر من غيرهم براءة قطر من أي تمويل للمتشدين لكنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنه لن يكون بوسعهم تسويق حملتهم الشعواء الممهدة لمحاولة تغييب نجم الشرق الأوسط الصاعد إ قتصا ديا و سياسيا وإنسانيا وأخلاقيا ... النجم الذي يشع في كل مرة ليسلط الضوء على بقية أجرام الخليج المظلمة والتي لاتزال ترفل ـ رغم الثراءـ في التخلف والإستبداد وإنفاق المليارات على خطط تدمير الدول والشعوب العربية حتى لاتقوم للوطن العربي قائمة , أزمة قادة الخليج مع قطر لاتعود لادعائهم الأجوف بتمويل الإرهاب كما يروجون ولكنها نشبت عندما ركزت قطر على إصلاح منظومتها الداخلية وطورت نظامها التعليمي حيث أصبحت الأولى عربيا والرابعة عالميا وحسنت من منظومتها الصحية فاصبحت الأولى عربيا والسادسة عالميا وإستثمرت عائدات البترول وفق قنوات إستيراتجية مفيدة وليس على مجرد الإستهلاك الأعمى والجنس والفساد الأخلاقي من خلال اعلام الرذيلة  وتشجيع بؤر الإستبداد في الوطن العربي  كما دأب على ذلك قادة الخليج... لكنها تفاقمت وظلت كذلك  عندما قرر قادة قطرإنشاء الصوت العربي الصادق الذي يحترم حق المشاهد العربي في تقاسم المعلومة بلا رتوش ليلتحق بفعل ذلك العالم العربي بركب العالم المتقدم ويحدث قطيعة مع حقبة التيه والوعي المزيف , ولقد كان القرار الأخير الذي القيادة القطرية بتحمل المسؤولية الأخلاقية ـ التي تمليها أخلاق الإسلام وأعراف الجاهليةـ إتجاه الشعوب العربية التي أطغى المال والقرار الخليجي جيوب الإستبداد فيها فدمرت الدول وقتلت الشعوب وشردتها ... كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس حيث عجزت قرائح وجيوب ومطارات عجائز الخليج عن إستقبال مشردين أخرجوا ظلما وعدوانا من بلدانهم بقرار وتمويل خليجي واستقبلوا وأكرموا من قبل دولة من أصغر دول الخليج وأقلها مقدرات يحكمها شاب من احدث قادة المنطقة سنا ولم يتحملوا مواقف الأمير الشاب الشجاعة الموالية للشعب الفلسطيني المقاوم الذي تطحن دبابات الكيان الصهيوني  أشلاء أطفاله البريئة بمباركة ضمنية من أكابر مجرمي الخليج وربما بتمويل سري لاندري , لتكون الخاتمة النتنة مع نتائج القمة الآمريكية الإسلامية التي مارس فيها قادة السعودية والإمارات كل أنواع الضغوط على قطر لتقبل بقرار الثلاثي المشؤوم إعلان حركة المقاومة الإسلامية حماس منظمة إرهابية, إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني , نقل السفارة الآمريكية الى القدس علاوة على إلزام قطر بالتوقف عن جهودها الرامية لإعادة إعمار غزة فرفض قطر كل القرارات المشؤومة جملة وتفصيلا وتوعدت بالرد القوي في المقابل لتتلقى عشية انتهاء القمة تهديدا خطيرا من احدى أكبر دول الخليج . 

بقلم: السعداني منت خيطور 

[email protected]

9. يونيو 2017 - 2:14

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا