إلي شهداء و أسري قافلة الحرية / سيد أحمد ولد باب

altأخيرا وقع المحظور ،وسقط العشرات ما بين شهيد وجريح على متن سفن كسر الحصار عن أمة المليار مسلم وسط صمت عربى غير مسبوق وأنانية دولية بلغت حد المشاركة في الجرم الذي اقترفته دويلة الاحتلال ضد مدنيين عزل في عرض البحر.

وقع المحظور ،وحملت الصور القادمة من بحر المتوسط صورة طالما ارتسمت في أذهان الكثيرين عن واقعنا القادم من وراء الظلام : "عدو غاشم يتشبث بآخر خيوط النجاة،وأبطال يستقبلون الردي وثغورهم باسمة" يلوحون بأعلام الحرية ويدافعون بشموخهم عن أمة هانت على كل الأمم. حملت الصور الواردة من عرض المتوسط مواقف إباء يعز على المرء نسيانه ودماء أمة بكاملها تراق وسط صمت حكام رضوا بالحياة الدنيا وأخلدوا إليها وباتوا جزء من مشهدها القاتم والمذل. أن يصاب الشيخ رائد صلاح أو يستشهد فتلك والله جروح صعيب علي النفس تقبلها ،وشهادة سعي إليها الرجل حتى ولو تأخرت اليوم فهي جزاء يستحقه وخاتمة نسأل الله أن يوفقه لها. لكنها من دون شك جروح وشهادة لن تنسي أحرار العالم أن في فلسطين المحتلة شيخا ارتبط اسمه بالمقدسات والرفض والجرأة في قول الحق والعمل علي تجييش أمة ماتت منذ قرون،لم تثنيه السجون و زنازين المحتل ،ولم ترعبه تهديدات الغاصبين الحاقدين،ولم تقعده أنانية أبناء جلدته،فطار شرقا وغربا ،جوا وبرا وبحرا لحشد الأنصار والدعم لقضيته وقضية كل المسلمين،منتفضا مع رفاقه في الداخل ضد سياسات المحتل تجاه القدس الشريف ،ومتصدرا قوافل الحرية نحو غزة المحاصرة راسما خط مسار أبي أصحابه وصناعه إلا أن يتوجوه بدماء الشهداء الزكية. أن يسقط ربان السفينة التركية جريحا مضرجا بدمائه الشريفة رافضا في الوقت ذاته تلقى العلاج من قتلة "ايمان حجو" فتلك والله صورة متوقعة لأمة بدأت تستعيد مكانتها بين الأمم،وتدفع باتجاه مستقبل زاهر يقوم علي رفض الظلم واثبات الذات. لكن أن تبح حناجر المتضامنين معنا معاشر العرب ،وتراق دمائهم الزكية في سبيل نصرة قضايانا،وتهدر كرامتهم من قبل رفاق "مبارك " وعبد الله " ولا نسمع لقادتنا همسا فتلك والله المصيبة والخيبة !! أما نحن في موريتانيا فراضون بما يقرره القضاء بشأن أبرز قادتنا، وأحب الناس إلينا وممثلنا في حملة العزة عبر البحار أخونا محمد غلام ولد الحاج الشيخ سائلين الله عز وجل أن يحفظه مع رفاقه من كيد جنود الاحتلال وغطرسة الصهاينة الغزاة وأن يعود إلي ذويه ومحبيه بعد أن أدي واجبه في فضح زيف أنظمة التوت الجاثمة على صدورنا،وكشف مع رفاقه زيف ادعاءات الغرب والمنبهرين به. ندرك والله إنها لساعات عصيبة ليست علي الإسلاميين فحسب بل علي كل الموريتانيين الذين عاشروه وعرفوه واختبروا صدقه وحماسه للقضية وجرأته في قول الحق وفعله،ولكن ندرك كذلك أنه لم يخرج لنزهة عابرة بل قرر بمحض إرادته وإيمانه بعقيدته أن يكون ضمن القلة القليلة المضحية بأرواحها من أجل كسر الحصار الظالم عن غزة وهو يستشعر قول الله عز وجل :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ، إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". ونقول له ولغيره من مخلصي النيات ابشروا وأنتم الأعلون ،لكم والله ما طلبتم من أجر وعزة وكرامة ،فلا تهنوا ولا تحزنوا وتذكروا أن ثمن الحرية صعب،والجود بالنفس أغلي مراتب الجود. هنيئا لكم حين خرجت وجرحتم واستشهد البعض منكم واعتقل البعض الآخر شعاركم قول الله عز وجل " ما كَانَ لأَهْلِ المدِينَةِ ومَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أن يَتَخَلَّفُوا عن رسُولِ اللَّهِ ولايَرْغبَوُا بأنفُسِهِمْ عن نفْسِهِ ذلك بأنَّهُمْ لايُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ لانَصَب ٌولامَخْمَصَةٌ في سَبِيلِ اللَّه ِولايَطَأون موطِئاً يَغِيظُ الكُفَّار ولا يَنَالون من عَدُو نَّيْلاً إلا كُتِبَ لَهُم به عَمَلٌ صَالحٌ إنَّ اللَّهَ لايُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِين ولايُنْفِقُون نَفَقَةً صَغِيرَةً ولا كَبِيرَةً ولايَقْطَعُونَ وَادِياً إلا كُتِبَ لهم ليِجْزِيَهُم اللَّهُ أحسَنَ ماكانوا يَعْمَلُون ".

31. مايو 2010 - 8:37

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا