إلى معالي وزير التعليم العالي بعد التحية.. لماذا تقتلون حلمي ! / محمد سيد أحمد

سيدي الوزير : كان من المفترض أن أكون اليوم خريج ماستر علم الاجتماع، ولكن ملفي تعثر في أروقة جامعة انواكشوط العصرية، أعرف ومتأكد أن طلبي لدى جامعة الرباط أو السودان أو الجزائر أو داكار ماكان ليكون ضحية للتميز حيث أن الدول التي بها جامعات متعددة الشخصيات والتخصصات لا تمارس الحرب النفسية ضد جامعاتها ولا تميز بين معاهدها إلا بخصوصية كل جامعة وكل معهد على حدة فجامعة التكنلوجيا والطب مهمة والجامعة التي تشتمل على مجموعة

 من التخصصات القانونية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية مهمة هي الأخرى كما هو حال جامعة أرادتها الدولة بشخصية متميزة حيث جعلتها جامعة للعلوم الإسلامية وتضم تخصصات اجتماعية مهمة كالاقتصاد الإسلامي واللغة العربية وٱدابها وعلوم الإعلام وتقنيات الاتصال، كما أن معاهد اللغات الحية ومعاهد الدراسات الإسلامية ليست هي الاخرى أقل أهمية من غيرها، إلا أنه وللأسف بسبب خلل ولعله فني يمارس في هذا الوطن منذ فترة التمييز السلبي والغير مبرر ضد طلاب وخريجي هذه المؤسسات العلمية لا لشيء اقترفوه غير أن هناك من ينظر لمخرجات هذه المؤسسات نظرة دونية رغم الاستغلال الكبير لفكرة فتح جامعة للعلوم الإسلامية على غرار إطلاق إذاعة القرٱن الكريم ضمن استيراتيجية البلد ومقارباته الأمنية والاستيراتيجية التي ميزته بين دول منطقة الساحل والصحراء، فهل زالت التحديات وتحصنت البلاد بما فيه الكفاية لنرمي بهذه الجامعة وغيرها من الانجازات في سلة المهملات!
أكتب لكم هذه الكلمات وأنا في طريق العودة من محاولتي الثالثة للتسجيل لماستر علم الاجتماع بجامعة انواكشوط العصرية، والسبب هو نفسه.
دعوى مسؤولي الجامعة هي أن لديهم اتفاق بموجبه لا يستقبلون إلا طلاب ترسل ملفاتهم من جامعة العلوم الإسلامية بلعيون.
عذر أقبح من ذنب فبعد مفاوضات شديدة ومساعي كثيرة استطاع الرئيس الأول لجامعة العلوم الإسلامية الدكتور محمد ولد أعمر أن يفرض على جامعة انواكشوط قبول عدد يسير من خريجي جامعة لعيون عدد واحد أو اثنان على الأقل من كل تخصص، غير أن هذا الإجراء كان دليلا واضحا للتمييز الممارس ضدنا كخريجي جامعة العلوم الإسلامية الشيء الذي يجعل الدراسة في ذلك الصرح بلا معنى ولا جدوى ما دامت سياسة الاقصاء والتهميش هي التي يستحق خريجي جامعة العلوم الإسلامية، في تفرج تام من الوزارة الوصية ووزارة التعليم العالي وهو اشكال ٱخر حيث أننا نتبع بشكل مباشر للوصاية من وزارة التوجيه الإسلامي وهي علاقة لم أستطع فك طلاسمها حتى الٱن مادامت صرح علمي بصفة جامعة يدرس مختلف التخصصات الدينية والاجتماعية دون أن يكون هناك تبعية مباشرة لوزارة التعليم العالي رغم أن تدشين هذه الجامعة بلعيون حضره وزيرا التعليم العالي ووزير التوجيه الإسلامي يومها، كما زاراها في مناسبة أخرى رفقة رئيس الجمهورية مؤسس الجامعة!

لعنة خريجي التخصصات المقصية تنزل بأعداء مختلف تخصصات العلوم الإنسانية الغير مرغوب فيها برأي صناع أهل الرياضيات المتنفذين داخل أروقة صنع القرار بموريتانيا.
عندما تتدخل الولايات المتحدة بمنطقة بالساحل والصحراء وهي لامحالة ستتدخل سيصمت ويختفي صوت المطالبين باشتغالنا بالسمك والخضروات وكأننا رفضنا ذلك، الاشكال يا سادة هو أنكم لا تتيحون أي فرصة لنا لا في البر ولا في البحر.
لا أحتاج لأذكركم أن  استيراتيجيات الدول لا تتجاهل أي مجال ومبدأ تكافؤ الفرص يكشف حجم الكارثة المستمرة في حقنا كخريجي علوم إنسانية واجتماعية، فكيف يميز بين تخصصات تنطلق كلها من جذر واحد، وكيف تكدس المئات من الطلبة وتستمر خدعتهم بتدريسهم في جامعة يتم ممارسة التمييز ضدها!

وكيف تفسر السلطات التمييز ضد طلاب و خريجي جامعة العلوم الإسلامية بلعيون الذين  يتم إقصاؤهم وابعادهم من التسجيل بماستر بجامعة انواكشوط، بذريعة أن هناك اتفاق قديم بموجبه استطاعت جامعة العلوم الإسلامية انتزاع مقاعد قليلة جدا كتشجيع للمتفوقين فقط في حين أن منع وابعاد البقية رغم مؤهلاتهم الجيدة هو فضح لسياسة التهميش لهذا الصرح فجاءت اتفاقية الجامعتين كنوع من التفاهم ومبررا للمحافظة على استمرار الطلاب بها، حقيقة صدمت للأمر وعليه تحركت تحركا سلميا للمطالبة بحقي وحق غيري من الخريجين في المتابعة بدراسات عليا بانواكشوط، ونعول على رئاسة جامعة العلوم الإسلامية في البحث عم حل لنا أو فتح دراسات عليا بلعيون وقطع العلاقة ببقية موريتانيا فلا معنى أن يتم التمييز بين جامعة موريتانية الاصل والمنهج والفكر ومتميزة الرسالة والشخصية بهذا الأسلوب المهين

1. نوفمبر 2017 - 7:08

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا