كيس النبي البسك / ذ.محمد فاضل الهادي

الشعوب الكريمة و الحرة لا تقبل المهانة و لا ترضى بان يتم احتقارها من قبل اي كان، و كرامة الانسان فوق كل اعتبار.
الا انه في الوقت الحالي و في هذه الظروف القاسية و المؤلمة التي يمر بها شعبنا بدءام ن بالاساءة الى خير البرية محمد صلى الله عليه و سلم، و مرورا بحالات الاغتصاب المنتشرة قي الاحياء، في المدارس و حتى في المحاظر، و انتهاء بتعرية مواطن في الشارع و ضربه و امتهان كرامته من قبل ثلة من الشرطيين الفاسدين، و لسان حالهم يقول :

 "كيس النبي البسك" (فليلبسك من تنتصر له)، بات لزاما علينا ككتاب و مدونين و حقوقيين و سياسيين و كشباب، بغض النظر عن انتماءاتنا السياسية، ان نقول و بصوت عال هذه يجب ان لا تمر، كما مر افلات المسيء من العقاب، كما مر افلات المغتصب من العقاب، كما مر افلات سارق المال العام من العقاب، كما مر افلات القاتل، كما مر هروب اللصوص من السجن، كما تمر يوميا مئات الجرائم دون عقاب.
ان الجريمة الشنعاء التي ارتكبها كل الئك تهون كلها امام الجريمة النكراء التي وقع فيها الشرطيون الفاسدون.
و لان هذه الجريمة تحتاج الى تدقيق و استيضاح، ساقدم هنا تحليلا حول صدق الفيديو و صدق و حقيقة ما مر به ذلك الشاب الذي و للامانة لا اعرفه و لم يسبق لي ان التقيته.
و خلافا لبعض الكتاب المعارضين و الذين للاسف لم يستطيعوا ان يتجردوا من انتماءاتهم السياسية سبيلا الى تقديم القضية بشكل موضوعي يسمح لقراءهم باستيساغ ما يقدمونه بغض النظر عن تخندق الئك القراء في المعارضة او في الموالاة.
و الحقيقة انني قرات كثيرا من الملاحظات التي قدمها النشطاء و المدونون من الاغلبية و المعارضة حول هذا الفيديو اعقب على هذه الملاحظات نظرا لاهميتها و ضرورة الاستناد عليها كاستنتاجات فردية.
الملاحظة الاولى :
الشارة الموجودة على كتف الشرطي :
هذه الشارة ليست خاصة بشرطة المغرب عن موريتانيا لذا ليس من الوارد الاخذ بها كدليل ضد سلامة الفيديوا
الانقطاع في الفيديو و الذي اعزاه البعض على انه تركيب
للاسف ذلك لانقطاع يمكن ان يحدث في اي فيديو باللضغط على زر الايقاف المؤقت (pause)، لذلك احتمال تركيب الفيديو ليس مؤكدا و الفيديو المركب عادة يكون فيه تحول او انتقال بين الصورتين اكان سريعا ام بطيئا ام متداخلا فسيبقى اكثر وضوحا من الايقاف المؤقت.
الرجل الذي يضع سلهاما على منكبه،
يمكن ان يستخدم لصالح من يقول بان الفيديو مصور في بلد اخر، لكن الراجح ان مرور شخص بهذه الطريقة امام الشرطة و هي تجرد شابا من ملابسه لا يمكن لأحد ان يقدم عليه الا اذا كان في سن معينة تسمح له ان يكون خارج دائرة الشبهات، كبير في السن مثلا، اجنبي واضح من ملامحه انه ليس معنيا بالامر، و في كل الحالات نفس الشخص بنفس المعايير يمكن ان يمر بهذه الطريقة في موريتانيا او في اي بلد اخر.
حجم رجال الشرطة
البعض ذهب الى ان حجم رجال الشرطة لا يتناسب و حجم الانسان الموريتاني عموما، و هذا غير صحيح لانه في الاعوام العشر الماضية اصبحت الاجهزة الامنية اكثر حرصا على اكتتاب اشخاص بحجم اكبر ضمانا للهيبة و الشكل المتناسب مع المهمة، خاصة شرطة حفظ النظام (معيار الطول اقله 1.70 سم).
لون بشرة الشرطيين
للاسف لون بشرة الشرطيين دليل ضد الشرطة الوطنية لانه في المغرب من النادر وجود اصحاب بشرة سوداء بين الشرطيين، بيد انه في مجتمعنا متعدد الاعراق، و لله الحمد، فان تنوع البشرة بين افراد الشرطة امر طبيع و جميل.
الاحذية و الصك،
الاحذية متداولة بشكر كبير بين الموريتانيين و خاصة الاطفال، و الصك بطبيعة الحال المراة عموما و خصوصا في موريتانيا غالبا ما تضع  الصك امام مقعد الركاب الامامي.
صورة المكان في لكصر
للاسف الشديد فان صورة المكان في لكصر تطابق بالفعل الفيديو خاصة حينما مر الشاب مسرعا فان كل المعطيات الموجودة في الصورة متطابقة بشكل تام و هذا للاسف دليل على ان الشرطة متورطة في هذا الحادث البشع.
مقابلة موقع الاخبار انفو :
الفيديو الذي قدمه موقع الاخبار و الشخص الذي قدمه على انه المجني عليه، لا يتطابقان  اطلاقا مع حجم الشاب في الفيديو و لا قصة شعرهما متطابقة، و للاسف الشديد فان هذا الفيديو يظهر بان الحالة التي قدمتها الوكالة، رغم ادانتنا الشديدة لما تعرض له الشاب الظاهر في فيديو وكالة الاخبار، ليست هي نفسها الحالة التي تعرض فيها الشاب الاخر للتعرية من قبل الشرطة.
اشكال يعترض قانونا هذه القضية :
اذا لم يتم العثور على الشاب و رفعه لشكوى رسميا امام وكيل الجمهورية و استدعاء الشرطيين، الذين من السهل معرفتهم عن طريق سجلات الشرطة، و استنطاق الشرطيين المسؤولين عن الحادث، فان القضية ستبقى مستعصية على الدولة عموما و على  السلطات القضائية خصوصا.
و اذا تحرك الراي العام لصالح الكشف عن ملابسات الحادث، فيمكن الضغط على الحكومة للقيام بما يجب، فتحويل القضية الى قضية راي عام قد يعطي صورة ايجابية عن مستوى الوعي.
الحالة النفسية للضحية (الشاب)
ربما يكون الشاب وقع تحت صدمة نفسية جعلته غير قادر على الحديث عن الموضوع حتى مع اهله، فالفعل الذي وقع عليه ذو تاثير بالغ على النفس و له تبعات اخلاقية و قد يؤثر على نظرة المجتمع له، مما يجعله ربما فضل كتمان الامر، رغم سلبية ذلك، او ربما وجد الشرطيون وثيقة اثبات هوية في ملابسه و تمكنوا من استرضاءه او تخويفه او ربما تهديده بالسجن، هذه كلها احتمالات واردة، و اذا لم يتمكن الاهل من الاطلاع على الامر او تتمكن المراة التي صورت الفيديو من وصف المعني بشكل دقيق فان قضيته ستؤول الى النسيان مع ما يصاحبها من افلات من العقاب للجناة الذين و للاسف يتمتعون بصفة تمثيل القانون في مجتمع محافظ و خواف.
خلاصة القول :
ليس من الجيد ابدا السكوت عن هذا الفعل و انصح الشاب بالتوجه مباشرة الى وكيل الجمهوية لتقديم شكوى، و الدولة و الحكومة لن تقفوا ضده، على العكس من ذلك تماما فان فخامة الرئيس لن يكون راض عن افلات الجناة من العقاب فهو ارسلهم لحفظ الامن و لم يرسلهم لامتهان كرامة الانسان.
و ابقى عند وعدي عند نهاية هذا الاسبوع اذا لم يتم استيضاح المسالة من قبل السلطات فانني شخصيا ساتخذ اجراء يتعلق بعلاقتي بالنظام.
و الله اسال ان يوفقنا جميعا لما فيه خير هذا الشعب و هذا الوطن.
 

20. نوفمبر 2017 - 17:08

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا