عيد الاستقلال|على أية حال عدت ياعيد؟ / أحمد سيلوم عبد الرزاق

بعد ﺃﻳﺎﻡ ستحتفل موريتانيا بالذكرى السابعة ﻭﺍلخمسين لاستقلالها، وتعتبر ذكرى الاستقلال ذكرى عظيمة يخلدها جميع الدول لما ترمز له من حرية وانعتاق.. ﻭ بهذه المناسبة السعيدة  أهنئ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ الأبي فردا فردا راجيا من الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه الذكرى سنوات عديدة والشعب الموريتاني في أمن واستقرار.
وتأتي هذه الذكرى بعد تغييرات جذرية حصلت في الجمهورية طالت الرموز الوطنية.
فالنشيد الوطني لم يعد:

"كن للإله ناصرا   وأنكر المناكرا""
لم يعد نشيدنا تلك القصيدة الرائعة التي قالها بابه بن الشيخ سيديا، وحفظها الأطفال في المراحل الأولى من الدراسة.
بل صار "بلاة الأباة الهداة الكرام     وحسن الكتاب الذي لا يضام"
النشيد الذي قاله جمع من الشعراء ومع ذلك لم يجد القبول في الأوساط الثقافية...
وقد ﻗﻮﺑﻞ هذا ﺍﻟﻨﺸﻴﺪ الجديد ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ، ورأى عدد من الشعراء والكتاب أن ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﻝ من شعراء شنقيط التي توصف ببلاد المليون شاعر، ورأى آخرون أنه يعبر  عن الاعتزاز بالوطن و يوطد الوحدة الوطنية..,
والعلم الوطني لم يعد: علم أخضر يحمل رسم هلال ونجم ذهبيين، بل أصبح محمر الشفاه ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺷﺮﻳﻂ ﺃﺣﻤﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﺍلأﺳﻔﻞ إليه، ويقولون إن سبب هذا التعديل على العلم هو تخليد ﺩﻣﺎﺀ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﻭأنه ﻳﺮﻣﺰ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺬﻟﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ مقاومة للاستعمار لم تذهب سدى ..
ولعله قول حق أريد به باطل، فتكريم شهداء المقاومة لا يكون بهذا فقط بل يكون بأمور أخرى كثيرة لا تجدهم يهتمون بها.
وجاءت هذه الذكرى  أيضا في خضم  الحكم على المسيء للرسول الكريم بحكم لم يرض الشعب الموريتاني.
وأصبحت الشرطة الموريتانية تفعل الأفاعيل بالمواطنين آخر ذلك ما حصل مع الشاب الذي جُرد من ثيابه أثناء خروجه في مسيرة لنصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
بعد هذا لم يبق لنا إلا أن نقول على أي حال عدت ياعيد؟ مستحضرين بيت المتنبي الرائع:
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ     بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
ويقول أحد المبدعين متحدثا عن نوفمبر شهر الاستقلال والتغييرات التي حصلت قبله:
نُوفمْبَر شِدُّورْ انتَ بيكْ  ///   التَّرشَه مَاذَ وَقتْ امْجِيكْ
هَذَ مـــاهُ دهْـــرْ اهَاليك ///  وَامجَادكْ ذيــــكْ التَّليدَه
ؤهَذِ مَــــاهِ مُورٍيتَانــيكْ  ///   ذِ مُوريـــتَانْ الْـــجَديدَه
تغيرت الملامح لكن تبقى موريتانيا في قلوبنا، حتى ولو غُيرت الرموز الوطنية موريتانيا باقية في وجداننا إلى الأبد لا يزحزحها شيء.
دامت موريتانيا حرة مستقلة ودام شعبها في أمن واستقرار .

24. نوفمبر 2017 - 12:16

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا