عملية تورين محاولة للفهم / سيدأعمر بن شيخنا

altالعنف الملتبس 
منذ سنوات والبلاد تشهد في أوقات متقطعة عمليات عنف و قتل في توقيتات سياسية وفي أجواء يلفها بعض الغموض وتعقبها تطورات سياسية في الغالب ومع أن هذه الأحداث كانت تنسب في الغالب للجماعة السلفية للدعوة والقتال.

ووريثتها القاعدة في المغرب الإسلامي وهو الأمر الوارد جدا بفعل وجود نشاط كبير لهذا التنظيم في المنطقة الصحراوية المتاخمة لحدودنا الشرقية عبر ما يعرف بالكتيبة الصحراوية التي كان يقودها المختاربلعور، لاسيما في ظل وجود تعاطف مع هذه الجماعة من قبل بعض الشباب في عموم شبه المنطقة بمافيها موريتانيا ، ومع هذا فإن هذه الأحداث ظلت مشبوهة ويحيطها غموض كثير ولم تجري فيها تحقيقات رسمية تشفي الغليل وتجيب على الأسئلة المعلقة 
لقد ظلت الساحة الإسلامية في موريتانيا رغم تنوعها المدرسي بعيدة عن العنف وميالة إلى المسالمة التي هي طبيعة وسجية المجتمع الموريتاني لكن نظام الرئيس معاوية وبعض الدوائر المحيطة به كانت شديدة الحرص على خلق إرهاب في موريتانيا خدمة لأهداف وأجندة معينة لاسيما مع التمدد الذي عرفته الساحة الإسلامية وأيضا مع أحداث سبتمبروأزدهارورقة الإرهاب في الأوساط الدولية لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية التي يقودها التيار الأصولي الإنجيلي المتطرف
لقد سجلت عشرات القرائن والأدلة على ذلك التوجه يمكن أن نتناولها في وقت آخر. ونكتفي هنا بذكر مثال واحد عليها لقد تبين في اعتقالات 2005م أن واحد كان من أكثر الشباب السلفي تشددا وتنطعا وتكفيرا للمخالف وهجوما على التيار الوسطي المعتدل ونشاطا في التحفيز على الجهاد وكان محل ثقة الشباب ومركز تجمعهم أنه رجل استخبارات بأمتياز وكان السبب في إيداع معظم ضحاياه في السجون بينما ظل هو حرا طليقا
لقد تميزت أحداث العنف المسجلة في البلاد -رغم وجود بعض مظاهر الغلو الديني - بأمور جديرة بالتوقف عندها وتأملها ، إن العنف الموصوف بالإسلامية وحسب استقراء تجاربه المختلفة يستهدف أهداف معروفة في الغالب يأتي في طليعتها فئة الجلادين من ضباط الشرطة والاستخبارات الذين يشرفون على تعذيب هؤلاء الشباب فيحملون ثارات اتجاههم ولكن الغريب أن أي عنصر من هذه الفئة لم يتعرض له أحد بسوء خلال موجة العنف هذه ، الفئة الثانية المستهدفة هي فئة كبار رجال الدولة من قادة سياسيين وعسكريين وهم بحمد الله يعيشون في أمان ومن دون أي إجراءات أمنية ذات معنى ، الجهة الثالثة المستهدفة هي السفارات الغربية وهي أيضا تعيش في أمان ولم تسجل أي محاولة اعتداء عليها رغم بساطة الإجراءات المتخذة لتأمينها. 
لقد كانت أول عملية في مسلسل العنف هذا هي عملية المغيطي يونيو 2005م والتي جاء في بيان كتيبة بلعورأنها تأتي ردا من الجماعة على ما يتعرض له إخوانهم في سجون موريتانيا، لقد كان من الغريب أن المختار بلعورهذا كان قد كلف من قبل بعض رجالات النظام حينها بالمساعدة على البحث عن قادة فرسان التغيير الذين كان النظام يتوقع حينها أنهم يوجدون في المثلث الصحراوي ،لقد كان من نتائج عملية المغيطي توجه وحدات من الجيش إلى الصحراء فكانت تلك هي الظروف المناسبة التي أفسحت المجال لانقلاب الثالث من أغسطس 2005م وكما يقول الأستاذ محمدن ولد اشدو في إحدى مقالاته أن المغيطي له نصيب من اسمه فهو مغيطي بمعنى أن غشاءا كبيرا لا يزال يحجب الرؤية عن ما جرى فيه بالضبط ،الأكثر غرابة أن أي عملية مشابهة لم تسجل بعد المغيطي كما لم تسجل قبله.
بعد المغيطى بسنتين وفي ظل حكم الرئيس سيد محمد ولد الشيخ عبد الله شهدت البلاد موجة جديدة من العنف الملتبس بدءا بمقتل السياح الفرنسيين قي ألاك ثم عملية الغلاوية ثم أحداث المواجهة فيانواكشوط لقد كانت كل تلك الأحداث مريبة في توقيتها وسياقها وقد تم الربط في الإعلام الغربي وفي بعض الأوساط السياسية المحلية حينها بين تلك الأحداث وبين ضعف وتدين الرئيس سيد محمد ولدالشيخ عبد الله 
لقد مثلت عملية تورين حدثا غير عادي في مسلسل العنف هذا سواء من حيث التوقيت والسياق أومن حيث الموقع والنتائج فقد جاءت العملية في سياق سياسي حساس وفي ظل تداول معلومات حول تحذيرات عن قرب هجوم من القاعدة على البلاد يقال أن الأمريكيين كان هم مصدرها وقد شهدتنواكشوط على إثر هذه المعلومات إنتشارا أمنيا ملحوظا بل وشهدت الحاميات العسكرية في الشمال حالة من الإستنفاركماأفادة الأخبار الواردة من هناك بل ونشر أحد المواقع حينها خبرا مفاده أن منطقة الشمال الموريتاني مهددة بعمليات عنف جديدة وتساء ل كاتب التحليل هل ستظل أحداث تلك الصحراء السبب الدائم في سقوط الأنظمة الموريتانية.
لقد تمت العملية وسط هذا الإستنفارفي موقع تورين على بعد 90 كلم فقط عن أزويرات حيث مناجم الحديد التي تمثل عصب الأقتصاد الوطني وهو موقع بالنسبة لمتسللي للقاعدة المفترضين موقع متقدم جدا حيث يبعد عن خط الحدود أكثر من 1000كلم على الأقل لقد تم نصب كمين محكم للمفرزة وقتل من قدر عليه من عناصرها وانسحب القتلة بسلام من دون أن تعترضهم أي قوة من الجيش المستنفرمنذ أيام وليعثر بعد أسبوع على جثامين الشهداء في نفس المنطقة التي وقع فيها الهجوم وقد مثل بهم فمن نفذ العملية ومن المستفيد. 

جماعة بلعور فاعلة أم مفعول بها : 
المتهم الأول في هذه العملية هو القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبركتيبتها الصحراوية المثيرة للجدل وهي بالفعل جماعة تمتلك الإرادة والقدرة لتنفيذ مثل هذه الأعمال ولها سوابق في هذا المجال وهي موجودة في الصحراء على مسافة ليست بالبعيدة نسبياعن الحدود ولها تشابكاتها في تلك الصحراء مع عصابات التهريب ومافيا المخدرات. 
ويمكن أن تختار هذه الجماعة هذا التوقيت السياسي لتنفذ عملية من هذا النوع في ظل نظام عسكري يتوقع منه أن يكون أكثر شراسة في مواجهتها وهوالذي يعيب على نظام الرئيس المخلوع تساهله اتجاهها وأتجاه المرتبطين بها فربما تكون القاعدة أرادت أن تضرب النظام الجديد في هذا الوقت وتضربه في نقطة قوته المفترضة وهي القبضة الأمنية والعسكرية القوية وإظهاره بمظهرالعاجز والفاشل عن مواجهتها ولاسيما أنه يعاني في هذا التوقيت من إنفضاض حلفاءه الغربيين عنه ويعزز هذا الإفتراض وجود معلومات سابقة لدى النظام عن هجوم متوقع من القاعدة ومن الوارد جدا أن يتجاوز الكماندوز القاعدي حاميات مثل المغيطي وحتى الغلاوية لكونها مناطق أستهدفت في السابق ويفترض أن تكون القوات الموجودة فيها أكثر إحتراز في حين تمثل تورين القريبة من أزويرات دلالة هامة على أكثر من صعيد واخيرا أصدرت القاعدة بيان رسمي بمسؤوليتها عن الهجوم في تورين بعد مضي عشرة أيام عليه. 
لكن مع ذلك يبقى من المحير جدا كيف يمكن أن تضرب الكتيبة الصحراوية في العمق الموريتاني وبهذه القوة ثم تعود إلى قواعدها سالمة في صحراء مكشوفة ولايوجد فيها أي غطاء نباتي كبيرأو غابات أوجبال لاسيما أن الجيش كان مستنفر والمعلومات كانت متوفرة عن الهجوم وقائدة المفرزة المغدورة أخبر قيادته عن الاشتباك. 
إنني منذ مدة ليست بالقصيرة لست على ثقة أبدا بالكتيبة الصحراوية التابعة للجماعة السلفية الجزائرية وهي القناعة التي يقاسمني إياها العديد من المتابعين والعارفين بخفايا الصحراء الكبرى وعوالمها المتشابكة. 
لقد نقل عن رئيس المجلس الأعلى للدولة قبل أيام قوله في لقاء مع بعض البرلمانيين "إن موريتانيا تواجه إرهاب القاعدة لوحدها فالجزائر يدخلون ويخرجون منها من دون أن يتعرض لهم أحد يسوء أما دولة مالي فهي تراعي ودهم خوفا من هجماتهم حتى أنها رفضت طلبا تقدمنا به لها بتسليمنا موريتانيين من أعضاء هذه الجماعة معتقلين في مالي ".
إن الكلام السابق وهو صحيح ثابت النقل يدل على مانشير إليه من وضع مثير للكتيبة الصحراوية ، والغموض الذي يلف مجمل علاقاتها ، لقد كان من حسن الصدف أن المرحلة الإنتقالية التي عرفتها البلاد طيلة قرابة السنتين وكانت البلاد تشهد خلالها حالة من التراخي الأمني الكبير وكان المدنيون والعسكريون على حد سواء مشغولون إلى أقص الحدود ،والسجون مكتظة بالمعتقلين السلفيين ومع هذا لم تشهد البلاد أي عملية مشابهة لماجرى في " المغيطي" و"الغلاوية" وأخيرا" تورين".

إن القاعدة في العراق التي بدأت عملا مقاوما بطوليا ضد قوات الإحتلال الأمريكي سرعان ما تم إختراقها من قبل المخابرات الإيرانية لاسيما بعد رحيل أبو مصعب الزرقاوي وباتت القاعدة ذات الخلفية السلفية أداة لإيران الشيعية الرافضية وأستخدمت القاعدة من حيث تدري أولا تدري في إستهداف وتصفية رموز ورجالات السنة في العراق وهو ماتنبه له الوسط السني بحركاته المقاومة وأحزابه فوقفوا لها بالمرصاد حتى باتت معزولة ثم جاء الإحتلال وصحوات العشائر فأجهزوا على ماتبقى منها.
وفي الجزائر المجاورة تحدثت الكثير من التقارير عن العنف الملتبس الذي جرى في الجزائر خلال العشرية الحمراء وكان ابرز ما كتب حينها حول الموضوع كتاب الحرب القذرة للملازم الأول حبيب سويداوية.

مؤامرة أم مجرد أخطاء قاتلة :

إلى جانب ماسبق من حديث عن القاعدة ومسؤوليتها عن هجوم تورين الوحشي فإن هناك أخطاء أرتكبت من قبل قيادة الجيش في موضوع تورين لاتقل في خطورتها عن جرم القاعدة وهي أخطاء جديرة بالتوقف عندها وطلب تقديم إيضاحات بشأنها بل وفتح تحقيق حولها حتى تتضح الحقيقة ويزول اللبس وسنكتفي بعرض هذه المعطيات والمعلومات المتوفرة حول هذه الأخطاء من دون التدخل فيها:
- كانت توجد معلومات قبل أيام عن هجوم متوقع للقاعدة وعلى ضوء تلك المعلومات لوحظ إنتشار أمني كثيف ليلا في انواكشوط بل وتحدثت بعض المصادر الصحفية عن قرب هجوم في الصحراء الشمالية وتم تعيين والي عسكري جديد في تيرس الزمور، أمام هذا الخطر الوشيك الذي توفرت المعلومات عن تحركاته من غير المنطقي ان تكون كل الجهوزية لمواجهته تتمثل في تشكيل مفرزة على عجل من قيادة المنطقة تحت إمرة ضابط إداري ، أين الوحدات الأخرى أين الإستعداد لعدو خطير على مشارف مناجم الحديد.

- تم الإستنفارفي قاعدة أفديرك ليل السبت مساء الجمعة 12رمضان في الساعة 12 ليلا وتحرك النقيب أج وجنوده القلائل في الثانية ليلا وظل طيلة نهار السبت وهو يتحرك في تلك الصحراء من دون أن يلحظ أي شيئ غريب وعند حلول الظلام نزلوا وأفطروا ونصحهم الدليل المدني الذي يرافقهم بالمبيت في النقطة التي توقفوا عندها وأخبرالشهيد قيادته في المنطقة بالأمر ولكن أوامر صدرت إليه على ضوء تعليمات قادمة من القيادة في انواكشوط بالتحرك ليلا وهو الأمر الذي ظل محظورا منذ حرب الصحراء لاسيما في ظل وجود معلومات تبدوا دقيقة حول تحركات العدو المفترض إن إعطاء أوامر التحرك ليلا لرتل من السيارات بأضوائها المتلألئة في ظل وجود عدو متربص أمر مريب جدا. 
-عندما وقعت المفرزة في الكمين المحكم في تورين أخبرت قيادتها بالأمر ولكن القيادة الموجودة على بعد مسافة أقل من 100 كلم لم تحرك ساكنا ولم تتدخل لإنقاذ المفرزة وملاحقة الجناة بل إن وحدة عسكرية من الجيش لم تكن بعيدة عن تورين يقودها نقيب هوشقيق قائد المكتب الثالث الذي هو قائد العمليات المركزية لم تجد فيما يبدوا الأوامر بالتدخل. 
- رغم تعمق المهاجمين في الصحراء الموريتانية بمسافة تزيد على الألف كلم على الأقل في صحراء مكشوفة لايوجد فيها غطاء نباتي كثيف ولاغابات ولاسلاسل جبلية وفي ظل معرفة هوية الجناة ووجهتهم وفي ظل العلم بحصول الإعتداء بعد اتصال قائد المفرزة المغدورة ومع كل هذا لم تفلح الوحدات الموجودة في الغلاوية أو أطار أوالمغيطي أو وحدات الجمالة ، ولا أي قوات أخرى في ملاحقة الجناة والنيل منهم ، وحتى المصدر الإستخباراتي الذي ظل يزود قيادة الجيش عن تحركات مقاتلي القاعدة وعن تواجدهم قرب أزويرات صمت ولم يعد يعطي القيادة أي معلومات عن تحركات الجناة بعد القيام بفعلتهم الشنيعة . 
- الطيار الذي قادالطائرة التي أرسلت لتعقب سيارات كوماندوز القاعدة حلق فوق رتل سيارات مقاتلي القاعدة حتى قفزوا من سياراتهم خوفا على أنفسهم وطلب الإذن بقصفهم ولكن القيادة منعته من ذلك خوفا على أرواح الأسرى فمن أخبرالقيادة بوجود أسرى وتورين لم تصلها القوات إلا بعد أسبوع. 

-عثر بعد أسبوع في تورين اومحيطها القريب على جثامين الشهداء رغم إن تورين لاتبعد عن 100كلم من أزويرات وهي مكان العملية الذي ينبغي أن يبدأ بتمشيطه قبل أي مكان آخر، 
- لم تسلم الجثامين لذوي الشهداء ولم يسمح لهم بالوقوف على أبناءهم و الصلاة عليهم رغم الإلحاح على ذلك من قبل بعض أقارب الشهداء في ازويرات . 
-في لقاء جمع الرئيس ببعض البرلمانيين في اليوم الموالي للهجوم نقل عنه أحدهم قوله لقد حدث الهجوم ولكن لم يقتل لنا أي جندي وقد أتصل هذا البرلماني على ذوي الشهيد أج يبشرهم بهذا الخبر.

- أتصل مصدر أمني في الرئاسة قريب لحماة الشهيد أج ثلاثة أيام قبل الإعلان الرسمي عن العثور على الشهداء وعزاها في النقيب وكانت السيدة المكلومة تقول له نرجوا أن يكون أسيرا لدى هؤلاء فمن أين جاء هذا المصدر بهذا الحسم حول موت العسكريين.

- لم تصدر أي بيانات تفصيلية عن العملية من الجيش بل أكتفت وزارة الدفاع ببيان عام لايقدم ولايؤخر

إن الأخطاء السابقة رغم كثافتها وتشابكها قابلة أن تكون مجرد أخطاء ولكنها أيضا قابلة أن تكون مؤشرات مريبة على أمر لايمكن أن يصدق أرتكبه طرف ما في النظام أو خارجه التحقيق الشفاف والمسؤول هو وحده القادر على بيان الحقيقة.
على هامش بيان عابر
لقد كان من المريب جدا تأخر كل من قاعدة الصحراء وقيادة الجيش في آن واحد عن إصدار بيانات حول عملية تورين وهو التأخر الذي جعل البعض يرجح كون العسكريين قد وقعوا في الأسر وهو ماعززته معلومات نسبت لمصادر في الجيش تقول بأن الجيش وصل تورين مساء الأحد ولم يجد قتلى ولاجرحى ،ثم جاء بيان منسوب للقاعدة وأكد أسر العسكريين وهو البيان الذي حمل عبارات القاعدة وأدبياتها المعروفة ،وقد كان من المثير جدا ذلك التعليق الذي أنفرد به موقع أخبار انواكشوط حول التشكيك في بيان القاعدة بناءا على آراء بعض الخبراء ،ثم جاءت القاعدة بعد ذلك ونفت صحة البيان الأول وأكدت مقتل العسكريين فمن هي الجهة التي أصدرت ذلك البيان وماهي مصلحتها وهل كان له دور وقد أداه في وقته ،وهل كان للتشكيك فيه هو الآخر دور ا في التهيئة لتقبل الفاجعة مجرد تساؤلات.

فتش عن المستفيد 

- في حالة ماإذا كانت القاعدة هي من خطط ونفذ بمحض إرادتها فإنها بذلك تكون قد باتت من التطور العسكري والإستخباراتي في مستوى يهدد بشكل جدي حكومات المنطقة 
- في حالة ما إذا كا ن النظام متورط في العملية فإن العقل السياسي والأمني له سيكون يراهن على أن العملية ستخدم النظام في تجاوز السجال السياسي الحالي بفعل العودة القوية والمخيفة للإرهاالب الذي بات يشكل تهديد حقيقي للدولة وحوزتها الترابية ، كما ستساعده في محاولة تسويق الموضوع دوليا لعله يساهم في التأثير على المواقف المتصلبة لدول الغرب خصوصا إذا وجد إستعداد بالسماح بإنشاء قواعد أمريكية في الشمال لمحاربة الإرهاب وتأمين ظهر البلد المكشوف وهو التواجد الذي سيمثل الجسر الذي سيعبر عليه النظام إلى دائرة الشرعية كماحمل من قبل برويز مشرف بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م 
-كان من للافت جدا الأهتمام المغربي بعملية تورين فقد نقلت بعض المصادر الإعلامية المغربية أن جنرالات من المغرب زاروا موقع الهجوم وأن تحركات للقوات المغربية لوحظت على الحدود وكان من المثير جدا للإنتباه البيان المغربي الذي صدر عقب عملية تورين والذي تعهد بالوقوف مع موريتانيا ضد أي تدخل أو إعتداء فهل ستفتح عملية تورين التي وقعت في محيط مناجم الحديد الباب لتواجد عسكري مغربي في الصحراء الموريتانية على نحو ماحد ث في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس المختار ولد داداه عندما كانت مناجم الحديد مهددة بفعل هجمات البولساريوا 

-يمكن إن يكون فيه طرف داخل النظام أو خارجه له مصالح في ماجرى لعل ذلك يكون مقدمة لإسقاط النظام كما أسقط المغيطي نظام الرئيس ولد الطايع 
مهما يكن فإن ماجرى جريمة بكل المقاييس وإذا ثبت أن أي طرف داخلي له دور ما فيها من قريب أو من بعيد فإن ذلك سيمثل خطر حقيقي البلد وعلى مؤسسة الجيش وعلى العقد الذي تقوم عليه الدولة وسيفتح أبواب من الصعب أن تغلق بسهولة.

11. مايو 2012 - 18:23

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا