الرئيس والجراح و دوائر النفوذ (3) / سيد محمد الامام

 اسوء انواع القلق ذلك الذي يكون بدافع الخوف من المجهول وحقيقة لا اعرف ايهما اكثر اثارة للقلق المجهول ام الخوف منه لان الخوف نوعان خوف يبعث علي الاستكانة والخنوع وخوف يحفز في الكائن الحي غريزة حب البقاء هذا الاخير اعتقد بكل تواضع انه وقود المجهول الذي يخيف اي شخص  منطقي... سبق ان اشرت الي ان من يصنعون الملوك هم ملوك بشكل اوباخر ان تلك النوابض التي طالما امتصت ارتداد هفوات واخطاء عظماء 

التاريخ ماهي الا بفعل رجال مخلصين يعملون بجهد وهدوء وروية وتناغم يحيطون بمكامن الخطر المحدق بالقائد لصده عنه لا بمظان الاستفادة والمنفوع للاستحواذ عليه .
بدهاء منقطع النظير تم ترسيخ فكرة ان اي نقد لاحد من افراد  حاشية الرئيس(الرجال والنساء الذين نبتوا حوله) هو نقد له شخصيا  ..من يحميهم ذلك حرصوا  علي تكريسه...حقا ان القناعة الراسخة اكثر خطورة علي الحقيقة من الاكاذيب... عندما ازاح السيد محمد ولد عبد العزيز الرئيس السابق السيد معاوية لم يزل نظام حكم كامل بل ازال نمط حكم من المؤكد انه ادرك ذلك :رجل واحد اطلق ثورة بدون اكسسوارات..بمعني ان الاسباب الوجيهة والاخلاقية للانقلاب متوفرة لكن لاحد من البلاط امتلك الشجاعة الكافية عداه كان وحيدا لكنه كان مدركا تمام الادراك ان كل خيوط اللعبة ترقد بيده لذلك لم يكن في عجلة من امره ...هنا بدأت مهمته العويصة الرامية الي صناعة نخبته الخاصة  :صانعي ملوك( اصليين).من صنعه هو ..من صنع الملك..كان صادقا باعتماد ديمقراطية نزيهة لكن آمنة،  اخفق في ذلك.
احاطت الذئاب بالرئيس المدني  السيد سيد ولد الشيخ عبد الله ..الحكم الذي انتزعه ولد عبد العزيز  من براثن معاوية و سلمه لسيد ولد الشيخ عبد الله اصبح فريسة تتقاتل عليها ذئاب السياسية مما اضطر ولد عبد العزيز  الي التقدم خطوة اخري الي الامام  يقول ابراهام لونكولن  : عندما ينتزع احدهم عنزة من بين براثن الذئب تعتبره العنزة بطلا بينما تعتبره الذئاب دكتاتورا ...هل كان علي ولد عبد العزيز ان لا ينقلب؟ و الدبابات لازالت تزمجر !!..كونوا واقعيين.. .لو فعل لكن ذلك اشبه بالامتناع عن اطفاء الحريق بحجة ان المياه عكرة.
لم تتوقف( النخب) عن مفاجأة السيد محمد ولد عبد العزيز  ، الحزب الذي خطط ليكون قطب سياسيا خالد يحمله بقوة الي الحكم بعد انتهاء مؤمورياته اصبح بامتياز مجرد كولوسيوم والبدائل التي لجأ اليها لصنع نخبة من الشباب تشظت كبقيا كوب منفجر ..فمن بقي حول الرئيس الان من النخبة المدنية ؟الوزير الاول الاول ؟ الوزير الاول الثاني؟ رئيس الحزب الحالي ؟ وزير المالية ؟وزير الخارجية استاذ الرياضيات  ؟ هل هؤلاء فعلا نخبته ؟ ماذا يا ترا ستكون اجابة هؤلاء السادة المحترمون كنخب والمقدرون بقوة مراكزهم  والمهابون بقوة القانون عنما نسألهم كمواطنين بسطاء  :من انتم؟
رغم ما يشاع عن تناحر هؤلاء السادة وامثالهم نتيجة لعدم التجانس اوالتنافر فان هناك امر مشترك بينهم جميعا انهم بدون السيد محمد ولد عبد العزيز رجال منا كانت امهاتهم تأكلن السويق بمكة .. انهم حقا بدون اجنحة الصقر فوقهم مجرد بدلة جنرال معلقة علي مشجب :نجوم براقة علي قميص من الكاكي. القائد الذكي هو من ياخذ بعين الاعتبار المواهب الفردية ويستخدم كل رجل حسب قابليته ولا يطلب الكمال من غير الموهوب  هذا ما يفعله ول عبد العزيز ولا يفهمه من يضيعون وقت ومستقبل البلد في خلافاتهم علي مصالح ربما ليست من حقهم اصلا ، من يحمل من هنا ..المنتظر من هذا النوع من النخب هو الاداء المميز ذلك سيكون ثمن عادلا يقدمونه لمن صنعهم ...لكن علي ما يبدوا يتجه هؤلاء بتنافسهم علي المال و النفوذ نحو الفخ الذي وقع فيه السيد سيد ولد الشيخ عبد الله .
عندما تطيح آلة حادة بذراع احدهم فان المشهد يكون مربك لكن عندما لا ينفجر الدم من مكان الجرح فان الارتباك يكون اعظم ...احاول هنا ان اعطي فكرة عن حالة الارتباك التي نعيشها الان ..وتعيشها الساحة لا بد ان لسكوت الرئيس معني ما ...لابد انه يرتب لقرار هام .. يتواصل.

23. يناير 2018 - 18:18

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا