الأغلبية ما لها وما عليها / محمد سيد أحمد

يسعدني ويشرفني كمناضل في صفوف الأغلبية الداعمة لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وفي هذا الظرف التاريخي المتمثل في مراجعات شجاعة يجريها حزبنا "حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم" بوصفي أحد منتسبيه البالغ عددهم 700 ألف وزيادة أن أتقدم بكل فخر واعتزاز لأدون مجموعة من الأفكار والملاحظات التي لا أريد لها أن تبقى حبيسة رأسي المحدودب بفعل دراماتيكية الحياة والأحداث المتسارعة والمتغيرة بفعل

 عوامل التحالفات تارة  والاختلافات تارة أخرى، وهو ما يهدد مستقبل تماسك الكيانات السياسية الموجودة سواء في المعارضة أ الموالاة،  بفعل عوامل عديدة لعل من أهمها ضيق الأفق وانعدام خطط وبرامج محصنة  بحيث تضمن لهذه الكيانات الاستمرار والحياة، وهو ما أدركتموه في القيادة الوطنية وبادرتم إلى وضع خطط لتصحيح المسار وتجديد الخطاب ووضع الاستيراتيجيات الكفيلة بجعل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية يتمكن من جميع الوسائل الفكرية والعلمية والبرامج والخطط التي تجعله حزب يملك عقيدة وبرنامج يتجدد ويتطور مع تطور الزمن ويساير الديناميكية التي تحكم العالم من حولنا، وهو ما شجعني أن أكتب هذه القصاصات لألخص فيها جملة الملاحظات والأفكار على شكل رسالة إلى رئيس الجمهورية مغلفة بالمحبة والمواطنة. 
سيدي الرئيس لقد عودتمونا على الاختصار المفيد والمصارحة والطرح الجدي والوطني دون مغالطات ولا مجاملة.
لا ينكر حجم الإنجازات التي تحققت لهذا الشعب إلا مكابر، حيث أنكم حرصت منذ توليكم مقاليد الحكم على العمل الجدي وتنفيذ مشاريع وانجازات كبرى شملت  جميع الأصعدة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بالإضافة إلى الإنجازات في مجال الأمن وتسليح الجيش وصيانة كرامة البلد وبناء علاقات دبلوماسية مع العالم الخارجي على أساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار، وأمنتم البلد ضد الإرهاب وخطر الجريمة العابرة للحدود، كما عززتم من حضور الدولة الموريتانية في المحافل الدولية حتى أصبحت مهبط للوفود من كبريات الدول طلبا للاستشارة الخبرة الموريتانية في مجالات الأمن والسياسات الاجتماعية كمكافحة الفقر ودمج الشباب وغيرها من المجالات التي حققت فيها موريتانيا نجاحات كبرى.
وعلى الصعيد السياسي عملتم سيدي الرئيس على اطلاق فلسفة الحوار مع المعارضة والأغلبية وجميع القوى السياسية والاجتماعية والمجتمع المدني وذلك من أجل التفكير في جميع المشاكل المطروحة للبلد، وهو ما توج باتفاق بين المتحاورين من مختلف المكونات السياسية والاجتماعية والفاعلين في المجتمع المدني، وفي مجال التشاور رسختم مبدأ الرجوع لسلطة الشعب في استفتاء وطني ودستوري شامل على مجموعة من النقاط شملت ادخال تحسينات على العلم الوطني بما يخدم صيانة تضحيات الآباء والأجداد والأجيال المتعاقبة بالإضافة لنشيد جديد ينطلق يثمن كل تلك التضحيات ويؤكد على حرمة وصيانة استقلال وعزة وكرامة هذا الوطن واستعداد الجميع لبذل الروح في سبيله، وفي مجال ترسيخ اللامركزية ومبدأ التوزيع العادل للثروة وتثبيت السكان، استحدثتم مجالس محلية وجهوية والقضاء على مجلس الشيوخ لينصهر الجميع في غرفة واحدة بدل تشتيت الجهود ومركزتها بالعاصمة أنواكشوط على حساب ولايات الوطن.
كما كنتم سيدي الرئيس أول من كرس التبادل السلمي على السلطة في الأحزاب الموريتانية فكنتم أول من يستقيل من رئاسة حزب ثم حرصتم على هذا المسار فكان هو الحزب الوحيد الذي تعاقب على رئاسته بشكل قانوني أكثر من ثلاث رؤساء.
ومن أجل مسايرة التجديد أكدتم في أكثر من مناسبة على ضرورة تجديد العقليات وتجديد الخطاب السياسي والطبقة السياسية، وفي الأيام القليلة الماضية حرصتم على تطوير الحزب وامداده بعقول وأفكار ودماء جديدة، عن طريق إعطاء التعليمات بتشكيل لجنة تشخيص واقع الحزب وتفعيل هيئاته، إلا أنه وللأسف لوحظ أن هذه اللجان المنبثقة عن هذه اللجنة طغت عليها الصراعات الشخصية بين أقطاب الأغلبية وهو ما عكس بشكل جلي وفاضح المحسوبية والزبونية والولاء للأشخاص بدل المشروع والمتمثل في برنامجكم وطموحاتكم وآمالكم بجعل المعيار الأوحد في تشكيل هذه اللجان هو الولاء للمشروع والقناعات والمبادئ وليس الشلة ولا القبيلة ولا المصالح والتحالفات داخل بيت الأغلبية الحاكمة.
سيدي الرئيس إن هذه اللجان التي اعتمدت يجب أن تفرض عليها آليات لضمان أداء عملها بكل تجرد وتسليم تقاريرها وخاصة نتائج الاستمارة الالكترونية والتي ستحمل الكثير من المعلومات الهامة دون إضافة أو نقصان.
سيدي الرئيس إن تجاهل القوى الجادة من مدونين ونشطاء مجتمع مدني واعلاميين واعتماد وجوه أفسدت لجان القمة العربية بالتصارع وحب الظهور وقطف الثمار قبل أن تنضج، بل ذهب البعض إلى القول بأن هذه اللجان مخترقة من قبل المعارضة حيث أشار البعض إلى أنها ضمت عناصر محسوبة على تواصل حيث تزخر صفحاتها بالهجوم على النظام والدفاع عن "تواصل" وهو ما جعل هذه اللجان مناسبة للتنكيت والسخرية.
سيدي الرئيس إنه من غير المنطقي ولا الصحي أن تظل القوى التي ترفع شعار "الأغلبية الداعمة لكم ولمشروعكم" مشتتة الطاقات والجهود متقاعسة في العمل الدعائي لمشروعكم، بدل الانصهار في جهد واحد ووفق خطة موحدة من أجل إقناع وكسب داعمين جدد إلا أن أكثر هؤلاء للأسف أشخاص متلونون يعملون على إعادة انتاج الأفلام والمسرحيات الفاسدة التي كانت السبب في الإطاحة بالرئيس الأسبق حيث تتوزع مجموعات الأغلبية وأطر الحزب إلى مجموعات كل  مجموعة يتزعمها شخص ويفتح مجموعة على الواتساب أو الفيسبوك ويصنع من نفسه حزب أو كتلة من أجل المغالطات والتكسب الشخصي في إطار لوبيات تعمل على الاستثمار في كل المجالات.
سيدي الرئيس إن مجموعة منقسمة على نفسها تجري وراء مصالحها الشخصية وتستخدم التهريج والمهرجين تسيئ لكم ولمشروعكم وصورتكم كزعيم وطني وزعيم عربي وإسلامي وقائد أمة.
سيدي الرئيس إننا نطالبكم بدعوة قوى الأغلبية وتوجيه التعليمات لها بضرورة الانصهار في بوتقة واحدة وفي جسم واحد خدمة للمشروع والبرنامج الطموح الذي نال ثقة الشعب الموريتاني.
وفي الأخير نذكركم سيادة الرئيس أننا نحترم إرادتكم إلا أننا نطالبكم باحترام إرادة الشعب والترشح لمأمورية ثالثة، واستفتاء الشعب عليها حتى يتأكد للجميع أن الشعب هو أكبر السلطات وهو من يقرر من يحكمه.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

 

21. فبراير 2018 - 16:13

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا