عيد المرأة - النجاحات و التحديات / محمد ولد سيدي

مسيرة حافلة بالتحديات خاضتها المرأة حتى نزعت حقوقا من شريكها الرجل فماهي أبرز  النجاحات و  أهم الإعتراضات التي تواجه المرأة حاضرا و مستقبلا وهل يمكن لها أن تتجاوزها ؟
لاجدال أن حقوق المرأة بدأت مع الإسلام :تحريم قتل النفس و المشاركة في الميراث والمساواة في العقوبة إلى جانب الرجل في الحدود و حتى في الجهاد و تحمل المشاق ..

هذا قبل أن تنطلق مسيرة نضالاتها 1857 من الولايات المتحدة  و دول أوربية عدة تنتصر حينا و تهزم  و تعذب و تقتل و تشرد في أحايين أخرى  إلى أن أعلنت  منظمة الأمم المتحدة 1977/3/8 يوما دوليا للمرأة أي بعد مرور 120 عاما على انطلاق أول شرارة على المطالبة بالتحرير .
نجاحات المرأة ..
صحيح أن المرأة تشارك الرجل في كل الوظائف والمهن في جميع دول العالم رغم وجود فوارق تختلف من دولة إلى أخرى وبالتالي ليس من الغريب بمكان أن تجد  سيدات في التعليم أو الصحة أو الجيش أو رئيسات دول أو أحزاب أو منظمات أو هيئات من المجتمع المدني أو مديرات ...
معوقات و تحديات تواجهها المرأة ..
تعاني المرأة من عدة معوقات بعضها من الرجل وبعضها الآخر من محيطها الإجتماعي وبعضها الآخر منها " هي "  ومن هذه المعوقات لا الحصر :
1 - العادات والتقاليد السيئة (المرأة من بيتها إلى قبرها )
2 - إنتشار الأمية في صفوف النساء وبمعدلات مرتفعة
3 - الزواج المبكر
4 - التفرغ للأسرة لدواعي المحافظة على الشرف العام وخوفا من العار .
5 - التسرب المدرسي
مفارقات - المرأة في الغرب و دول العالم الثالث :
يبقى إعتلاء المرأة لوظائف سامية في الغرب مجرد " موضة " حضارية وزيرة أو ناطقة بإسم حكومة رغم أنها من ناحية التنمية البشرية تساوي الرجل ،لكن جل الدول الغربية لم تنتخب ولاسيدة واحدة رئيسا لها حتى الولايات المتحدة ، صحيح توجد رئيس حكومة في بعضها ،ولكن أغلب المناصب و الإدارة وحتى في المؤتمرات الدولية نلاحظ حدا كبيرا بين الشريكين المرأة والرجل .
فمن المفارقات الملاحظة تجاه سياسات الدول المتقدمة والدول السائرة في طريق النمو الإختلاف في الأجور ،ففي فرنسا مثلا يختلف راتب موظفة في التعليم أو أي قطاع عن راتب موظف "رجل " في نفس القطاع بينما يتساويان في موريتانيا مثلا ودول أفريقيا و آميريكا و آسيا فما هو السر في هذه الإشكالية ولماذا يزيد الرجل على المرأة في الراتب  في أكثر الدول وعيا و تقدما ؟
لو قارنا أسلوب المرأة في العمل عندنا ﻷنصفنا الغرب  فقليلات من السيدات العاملات أو الموظفات من تؤمن بواجبها الوطني  و الحقوقي وأكثر حالاتهن في عطل مبررة أو غير مبررة فنسبة 70% من الموظفات في قطاعي الصحة والتعليم لاتعملن في الوقت الذي ينتظر فيه آلاف البراعم و المرضى من يعالجهم أو يدرسهم .
المرأة في المجتمع الموريتاني ..
المرأة الموريتانية يجري عليها ما يجري على نظيراتها في العالم إلا أنها تختلف حسب الإنتماء الثقافي :
* - المرأة في مجتمع البيظان (الناطقين بالحسانية)
سيدة في بيتها ( الأسرة ) و غائبة و مغيبة في الشؤون العامة للقرية أو القبيلة أو العائلة والنزاعات والصراعات مع الغير .
* - المرأة في المجتمع الإفريقي (لكور )
تتقاطع مع نظيرتها العربية في جميع الأشياء ،لكنها لاتسيطر في أسرتها،  بل مازالت تخضع لجملة من الأغلال وتعاني من أبشع الإكراهات : كالضرب ،والشتائم و أشياء أخرى نتحفظ عليها .
الأعمال العضلية و المغامرات :
هنا يكمن ضعف المرأة فقليلا ما نشاهد إمرأة تمارس الصيد البحري و تشييد الطرق واستخراج المعادن ،لكننا قد نشاهدها في عصابات الإجرام و الجريمة المنظمة  والسطو بالحيل واللعب على العقول ،وعبر التاريخ وإلى كتابة هذه السطور لم نسمع عن انقلابات أو محاولاتها أو كوماندوزات تقودها نساء منذ نشأة الدولة الحديثة وتحررها من قبضة الرجل .
تحررت المرأة - أو مازالت - في طريق التحرير ، إلا أنها ستظل تجري وراء سلطة الرجل والمجتمع معا مهما طور المجتمع من قوانينه أو عقلياته .
 

10. مارس 2018 - 1:12

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا