للإصلاح كلمة تناقش مصير العرب البائده وهي أحياء فوق أرضها / محمدو بن البار

كلمة الإصلاح هذه المرة موجهة إلى كل من يهتم بقضايا العرب أو عنده مثقال ذرة من التعاطف مع هذا الكيان البشري الذي يسمى العرب ـ ومعنى ذلك أن كلمة الإصلاح موجهة إلى داخل موريتانيا ولكن بجميع مسمياتها الدالة على أنها تميز العربي من غيره سواء كانت بعثية بفروعها وتاريخها أو قومية أو ناصرية أو قذافية بفروعهما أيضا الخ .

والكلمة الموجهة تعنى أنـنا نحن الأحياء الآن فوق الأرض إذا نظرنا إلى ما يمكن أن نسميه العرب في أصولهم أو يسميه العالم حولنا بالعرب فسنجد خريطته تتكون من مسميات بعضها يطلق عليه تنظيم وبعضها مجرد أرض ينتسب أهلها إليها .
والمسميات التنظيمية هي دول الخليج العربي والمغرب العربي ـ أما المسميات الأخرى فهي: مصر والشام والسودان والدول العربية الإفريقية في شرق إفريقيا الخ .
وقبـل أن نشرح ما سوف نسأل عنه الموريتانيين الموصوفين أعلاه أوضح للجميع عقيدتي الدينية والقومية ليعرف الجميع أو حسب اعتـقادي أن عندي الحق في أن نسأل بني وطني في موريتانيا المنتمين أو عهدي بهم كذلك عن مصير هذا الجنس من العرب البائده وهي أحياء فوق أرضها في أسوأ حالة يمكن للبشر أن يرى البشر الآخر يعيشها فوق الأرض .
فأنا في قضية الدين مسلم ومعنى مسلم أنني جلست وحدي مع القرآن حتى تيقنت أن كل ما في القرآن حق وأنه سيقع لا محالة ، وأن كل شخص عنده حياتين اجبارتيـن عليه: الأولى محدودة والأخرى لا نهاية لها وهو يجهل دائما متى تـنـتهي الأولى وتبدأ الأخرى وسوف يعيش ما في الأخرى تحت ظل ما حصله في الأولى طبقا لما جاء في القرآن ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى (( من عمل صالحا فـلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبـيد )) .
وهذا الصالح المعمول به المجازى عليه هو الصالح المفصل في القرآن من أبسط الفعل إلى أعلاه وهذا السوء المجازي عليه هو السوء المفصل في القرآن من أبسط السوء المفصل في القرآن إلى أعلاه ، والجميع بعيد جدا من المرور بأي بشر كان فلا زيادة ولا نقصان ، وهذه العقيدة أخذتها من قوله تعالى من سورة الفاتحة (( أهدنا الصراط المستقيم )) وفي نفس الوقت أدركت أن تكرارها في كل ركعة سواء كانت فرضا أو نفلا مفصود من طرف المولى عز وجل لذاته ولأجل امتـثاله ، وأدركت كذلك أن هذا الصراط المستقيم لا يعنى الاستقامة المادية الهندسية على نمط خط الطول أو العرض عند المهندسين فهو طريق مستقيم حسب النصوص القرآنية المتحكمة في هذا الكون دنيا وأخرى .
فالمسلمون والتزامهم بالطريق المستقيم أنواع والقرآن يذكر ذلك كله ويذكر التعامل مع المنحرفين عنه منهم في الآخرة ، وغير المسلمين أنواع ويعاملهم القرآن كذلك كل حسب ما يقابل عمله عنده ، ومن هنا أقـــول (( وإن اهتديت فيما يوحى إلي ربي إنه سميع قريـب )) .
هذه هي عقيدتي الإسلامية أما قوميتي فلم أفهم من القرآن كما ذكرت أعلاه عن طريق الصراط المستقيم تناقضا بين أن أحب الجنس العربي في الدنيا إلى النخاع وينشرح صدري عندما يصدر من أي عربي قبل إبادتهم لأنفسهم عمل مشرف يحسب على الجنس العربي .
فأنا قطعا عربي بمعنى إن لم نـكن من العرب العاربة فأنا من العرب المستعربة لأني تـكلمت العربية في المهد من أمي ومحيطي دون أن تكون عندي لغة أخرى ، بمعنى أنه لا يمن علي أحد بالعروبة زيادة على أني عندما عقلت الفرق بين الألوان فإذا قلبي فيه حب العرب تـلقائيا وعندما نظرت إلى ديني فأقرب مرجع إلي فيه هو القرآن الصادر من رب العالمين محمول من طرف الرسول القوي المتين إلى الرسول الذي لا ينطق عن الهوى .
وهذا القرآن  لاشك فيه بأن الدين ومصير من تمسك به قد حاز الفوز الأعظم في الدنيا والآخرة ولكن موضوع الدين والقرآن هو البشر ومن بين هذا البشر العرب الذين نحن جزء منهم ، وفي هذا القرآن إشادات بالعرب كما أشاد قبلها أولا ببني إسراءيل فقد خصهم بكثير من النعم طلب منهم أن يذكروه ويعترفوا به ولكن أيضا أعاد ذلك للعرب فأشاد بهم أولا باختصاصهم بأن أبيهم إبراهيم طلب من الله أن لا يبعث فيهم رسولا من غيرهم فأجابه لذلك فلم يرسل إليهم رسول من غيرهم قال تعالى (( لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم )) الخ الآية وكذلك قوله تعالى(( لتـنـذر قوما ما أتاهم من نذير من قبـلك )) زيادة على أن العرب اختيروا لآخر رسالة لجميع البشر وباللغة الخاصة بهم .
وقد ذكرت ذلك لأبرر موقفي الإسلامي  العربي في الحياة الدنيا والذي أعتقد أني أخذته من قوله تعالى : (( اهدنا الصراط المستقيم )) فعندما كنت في آخر الستينات وأولى السبعينات في ليبيا في الجامعة الإسلامية في مدينة البيضاء كنت منهمكا آنذاك في قراءة كتب عمالقة الإخوان المسلمين تلك الكتب التي أنقذتـني من العقيدة الموريتانية التي كنت منحرفا بها فكنت أحمل في قلبي كثرا من العقائد ينهاني عنها الإسلام ولكن بيئتي تستر عني موضوع القرآن في العقيدة الصحيحة وعندما اكتسحت تلك الكتب من قلبي عقيدة البيئة الموريتانية غير المنقحة ووجدت التنقيح الواضح للعقيدة الإسلامية وفهم القرآن كأنه يتنزل في الحين كما فهمه الصحابة في تلك الكتب عضيت بنواجذي على الطريق المستقيم الموجودة في القرآن ، ولكن من المفارقات هو أني وجدت أكثر العاملين في الساحة السياسية قد تخندق في شكل أحزاب فيها مسميات إسلامية وأخرى عربية متفرقين في الدنيا مع أن الموت وتجبرهم على اتحاد المصير في الآخرة حسب عملهم .
وبما أنني كنت في ليبيا لا حزب فيها ومنها رجعت إلى موريتانيا فيها حزب الشعب وحده وبعد ذلك جاء الحكم العسكري الخ ، فبقي قـلبي من الناحية الإسلامية متخندق مع المسلمين أيا كانوا سواء في الدول العربية أو في غيرها بمعنى أن قـلبي مع كل مسلم في جميع المعمورة نتمنى له من قلبي أن يكون له ربه  في وطنه نعمى المولى ونعم النصير كما يأمرني القرآن  .
ولكن في نفس الوقت تخندق قـلبي مع جميع قادة وزعماء العرب والأحزاب العربية المسلمة تخندقا دنيويا ، بحيث يسرني وينشرح صدري عندما نسمع عن أي جهة عربية قامت بأعمال مشرفة ، ومن هنا أقول أن هذا التخندق دنيوي لأن عقيدتي القرآنية تؤكد على أن كل اثنين اجتمعا وفرقتهما الموت يستحيل تواجدهما في مكان واحد إلا بعد لقاء الله لهما إن كان اجتمعا على ما يرضى الله فهما الإخلاء المتقين وإلا فهما الإخلاء الأعداء، وكل معروف مصيره  .
وبما أنني لم أفهم القرآن فهم الأحزاب سواء كانوا إسلاميين الذين يكرهون غيرهم مهما كان مسلما خارجا عن تـنظيمهم وسواء كانوا عربا يكرهون غيرهم مهما كان تجمعهم معه العروبة والإسلام فإني أصبحت كأني منفردا بموقفي الأخروي هذا  .
فأنا أدرك جيدا أن مصدر الكراهية من الجميع لم يستجلبوه قطعا لا من الإسلام ولا من العروبة لأن الطريق المستقيم في الإسلام معاملتها مع المسلم العاصي في نظرها هو طلب الهداية مادام حيا وطلب المغفرة له من الله إذا مات حتى ولو كان الاعتداء على شخص المسلم نفسه(( وأن تعفوا أقرب للتقوى))
هذه هي المعاملة التي بقيت أنا فيها حتى الآن ، بمعنى أنـني أحب كل جميع المسلمين الآخرين فوق المعمورة وفي نفس الوقت أحب كل عربي حبا أعتـقد أن الإسلام يطلبه من كل مسلم دخل معنى الإسلام إلى قـلبه لأنه مادام حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن الله خلق البشرية فأختار منها العرب إلى آخر الحديث فعلى المسلم أن يختار ما اختار الله له ، أما بعد مصيره الذي صيره الله عليه فذلك لا يعنى المسلم في الدنيا واستدل أيضا على هذه الطريق التي أعتـقد أنها هي روح الإسلام أنني بعد إعدام السيد قطب رحمه الله عن طريق أوامر جمال عبد الناصر فقد ترحمت عليه وأعترف أنـني لم أعرف حقيقة الإسلام إلا عن طريق تفسيره للقرآن " الظلال " ولكن تركته شخصا أعطاه الله من العلم ما أعطاه وأن له علي أن أدعوا له دائما بقبول عمله فقط  ويكفيه ذلك إن حققه الله له .
وفي نفس الوقت عندما توفي جمال عبد الناصر ترحمت عليه ودائما نسأل لله أن يجعله هو وقطب في أعلى عليـين لأنها تسعهم جميعا وكذلك جميع زعماء العرب وجميع الرجال العاملين لأجل الإسلام  نرجو من الله للجميع التوفيق في العمل والعفو عن الجرم وذلك عن كل من مات منهم مسلما.
والآن حان أن نعود إلى موضوع المقال وهو التذكير بأن قراءة التاريخ العربي من أول مبادئها هو أن العرب على شكلين عرب بائده وعرب هي التي انقسمت إلى عرب عاربة ومستعربة ، ولكن العرب سبب وصفها بهذه الإبادة هو أنها لا يعرف من تاريخها إلا الأسماء وهي طسم وجديس الخ مصيرهم  .
ومن هنا نرى الشبه الكامل بين تـلك العرب المجهولة المصير إلا الأسماء والعرب الموجودة الآن لا يعرف لها إلا أنها أسماء تركب عربات أرضها وخيراتها ليجرها غيرها إلى أرضه وتحت سمائه .
وبناء على هذه الحقيقة فإني كما طلبت من كل من يهمه سمعة العرب أو يعرف شيئا عن حقيقة ما أصابهم من المسخ أحياء أمام العالم كله أن يكتب عن سبـبه وكيف عمهم جميعا في زمن واحد .
فلسان حالهم يقول الآن إذا كان المولى عز وجل قد فضـل بني إسراءيل على العالم في قوله تعالى (( يا بني إسراءيل أذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتـكم على العالمين )) وبعد ذلك لسوء فعلهم مسخهم الله قردة وخنازير فإنه فضل كذلك العرب كما تقدم ولكن ربما لسوء فعلهم مسخهم بهائم فوق أرضهم عندما حادو عن الطريق المستقيم فسلك بهم طريق أهل الكتاب في قوله تعالى(( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا )) .
فلاشك أن الله لعن الآن جميع الحاضرين من العرب فوق أرضهم ، فإن أكبر لعنة تصيب الشعوب هي قتـلهم للنساء والأطفال والشيوخ من طرف زعمائهم وإن اللعنة تكون أكبر وأشنع إذا كان زعماؤهم يستدعون الأجانب ليقـتلوا معهم النساء والأطفال والشيوخ مهما كان المبرر كما فعل بشار في الشام .
وأود هنا أيها الإخوة القراء أن أشرح الموضوع أكثر لتـتـفكروا مع أي مفكر في هذه اللعنة التي خص الله بها في هذا التاريخ الأسود ما يسمى بالعرب .
فالعالم الآن فيه كيانات : الاتحاد الأروبي ـ الإتحاد الإفريقي ـ إيران ـ تركيا ـ الصين ـ الهند إلى آخر كيانات العالم .
والعالم العربي فيه :
أولا : المغرب العربي وفيه الجزائر والمغرب اتصلت بهم لعنة العرب فهم متجانسون على جميع المستويات شعبا ولغة الخ ومع ذلك قفلوا الحدود فيما بينهم لأكثر من عشرين سنة ومازالت محتقرين شعوبهم فحرموهم من التلاقي فيما بينهم لا لشيء منظور إلا لهذه اللعنة ومازالوا مصرين على مضمون هذه اللعنة .
فالجزائر وجدت نفسها تلقب بمليون شهيد وعندما نجح حزب يسمى نفسه بأنه إسلامي قام جنرالاتها فيه بالقـتـل والتشريد لأبناء وطنهم حتى قـتـلوا أكثر من مليون قـتـيل وأيتمو الأبناء  وأيمو النساء الخ.
والآن كثير من الضباط والحزب الإسلامي أمام الله يتخاصمون وكل ذلك سببه الوجود في الحكم 5سنوات فقط كان يمكن أن يتغير كل شيء بعدها كما في العالم .
ثانيا : الخليج العربي : رائدته السعودية عندما نجح البهلواني اترامب استدعت له السعودية العرب ليركعوا أمامه واستدعت له الأمة الإسلامية ليترتب على ذلك إعطاءه هو وابنته وصهره ملايير الدولارات ليكون عونا لها على تدمير اليمن وعزل جارة لها هي قطر مجرد آلاف من البشر ذرية بعضها من بعض معها مصممين على تلك المعاداة كأنهم فاتحين بذلك " مكة من جديد" .
أما أكبر لعنة على العرب التي أصابتهم في الصميم هو البلاء الذي صبه الله على مصر صبا حيث نصب عليها من لا يكاد يفقه أي قول حيث جاء يتهيأ ليسلم جنازة العرب المحنطة في بلده "الجامعة العربية" لإسرائيل بما في ذلك فلسطين " القدس" وذلك بعد أن أثخن القـتـل والأسر والسجن في سكان سيناء والمصريين الآخرين ، ومعنى هذا فإنه لم يبق الآن من العرب من يطلق عليه هذا الاسم فاستحقوا قول الشاعر العربي :
ودعني والفخار بمجد قوم ** مضى الزمن القديم بمجدهم حميدا
وقد ابتسمت وجوه الدهر بيضـــــــا ** لـــــــهم ورأيـــــــــــــــــــــــــــــــــنـنا فعبسن سودا
فهل إن كان حاضرنا شقـيا ** نسود بكون ماضينا سعيدا

فالمطلوب إذن : أن في هذه الأيام القادمة ستعقد فيه المهزلة المعروفة التي لا تغني من جوع وهي اجتماع الجامعة العربية فنرجو من كل كاتب عربي أن يمطر بريدها وأرضها وسماءها وجميع أدوات الاتصال فيها وفي جميع العالم أن يمطر أسماء أولئك العرب البائدة أحياء فوق أرضها بأنواع النثر والشعر بما يستحقون من الإهانة التي أهانوا بها شعوبهم فأصبح لا ينسب إليهم من الأفعال إلا قـتل الأطفال والنساء واستدعاء الأجانب لذلك وتدمير مدنهم كما قال تعالى (( يخربون بيوتهم بأيديهم )) وهنا بأيدي الكافرين معهم حتى أهانوا اسم العرب والإسلام ولطخوا هذين المسمين فتركوا تاريخ العرب مزبلة لهذا التاريخ الأسود حتى جعلوا أنفسهم مكان اليهود (( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى )) وعلل القرآن ذلك بقوله (( ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ))    
 

21. مارس 2018 - 15:52

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا