الانتساب والانتماء:تضاد أم تقاطع؟ / محمد يحيي ولد العبقري

حبذا لو لم أشهد الجامعة وأدرس علم الأصوات والدلالة والمدلول ولم أتعرف علي سوسير وغيره من علماء اللسانيات فأستريح من التفطن فلا أفصل بين انتسب وانتمي ,وحدهم الذين لم يدرسوا في راحة بال !
الموضوع:
الأحزاب بطبعها مشغوفة بالاستزادة من المناضلين وهذا هو الطبيعي لأنه زيادة في المصوتين الذين بهم ينال -بضم الياء -الفوز.

ومن الرشاد في الأوقات العادية وأعني بها –خارج أزمنة الحملات _أن يتفطن كل حزب إلي الداخلين فيه فيميز بين :الوافدين تحت تأثير اللحظة والطامعين في ما في اليد العليا وأعني السلطة والعاملين علي حماية الموجود من الامتياز وهم بصراحة المعينين في وظائف بامتيازات معينة.
بعض التفصيل :
من هم بدافع اللحظة مرتزقة والطامعون في الترقيات شطاري –من الشطارة – وأما من يحافظ علي الامتياز فهو المتمصلح ومذهب التمصلح ذائع لا يحتاج الشرح  .
والحقيقة أنه يصعب أن تجد مسلكا آخر يصطف فيه المرء عدا ما ذكرنا ولئن كان لا بد من استثناء فهم المنتمون إلي الاتحاد  لا يحيدون عنه رغم عدم حيازة أي معروف ,لا يتزحزحون :هؤلاء وحدهم عليهم التعويل ,فهل قدر القائمون علي الأمر لهم ذلك ؟
حملة الانتساب:
إن الانتساب والانتماء ليسا ضدين لكن أحدهما يحوي الآخر :كل انتماء انتساب ولا ينعكس .
ومن حيث الترتيب نجد الانتماء يسبق زمنيا الانتساب إن كان لا بد شكليا من عملية الانتساب بعد الانتماء.
المنتمي ليس بحاجة إلي الانتساب الذي هو تعبير عن الانتماء:أن تنتسب بعد الانتماء:تكرار أو بعض هزل .
الانتماء -الانتساب:وزن الافتعال.
هذه الصيغة :الافتعال -لها دلالة علي عدم الجد بل اللعب وكأن ما يقام به يطبعه الاصطناع وهو ما ينطبق علي الانتساب ,فأن تنتسب عبر دفع مبلغ وتسجيل اسم من دون قناعة ,هذا هو الافتعال .
وفي المقابل تجد أن الانتماء الذي هو دال علي اعتبار المرء جزء  لا يتجزأ من المنتمي إليه يصعب فيه دخول الرياء إذ هو أقرب إلي الصدق من أي شي ء غيره وعليه أعتبر أن المنتمي منتسب فعلي بينما المنتسب قد لا يكون منتميا.
لاحظ أني تعمدت إهمال وزن الانفعال المتحد في الوزن وذلك لكونه لا يخدم البحث أو علي الأصح شبه البحث .انتسب –انتمي :
إن نظرة أولية إلي الفعلين تظهر أن انتسب حافظ علي وزن :افتعل التي تدل علي الاصطناع بينما خرج الفعل :انتمي عن القاعدة حيث انتمي ليست بوزن افتعل علي الأقل في الجانب الصوتي.
ومع أن هذا المبحث بحاجة إلي توسع لساني ولغوي فلا أعتقد أن الاختلاف في التصريف علي هذا النحو جاء صدفة.
وبخروجنا عن الأفعال ودلالاتها وأوزانها وتجنب الخوض في الدال والمدلول ومذاهب سوسير وغيره من فقهاء اللسانيات نري أنه علي الجميع التمييز بين المنضويين الحقيقيين للحزب وبين أصحاب المصالح المتحولين من جهة إلي أخري تبعا للحال والوضع القائم وهو الميل مع النعماء .
إن الانتساب الذي هو عملية غير شكلية ينبغي أن يخضع لمراقبة لفترة معينة قبل الاعتماد حتي يتم التأكد من صدق التوجه الذي هو بحاجة إلي دراسة السلوك في أول اقتراع .
الاعتقاد أن الحزب مسرح اعتقاد خاطئ :
وعلي الذين يعتقدون أن الحياة مسرح نتقلد فيه أدوارا بحسب الحال وأن الحزب مثل الحياة نتلون فيه حيث نشاء ,عليهم مراجعة هذا المذهب وإدراك أن الانتماء للحزب التزام أخلاقي تجب صيانته .
الانتساب الأخير :
رغم ما يدور حوله من الأسئلة فقد انبري كثير من الموريتانيين فيه والذي لا يزال شبه معدوم هو أن يعي أهل الاتحاد من أجل الجمهورية ضرورة العمل جنبا إلي جنب وإدراك أن مصالحهم تتقاطع عند مبادئ الحزب الواجب التقيد بها من لدن الكل .
آمل أني قدمت ما قد يفتح شهية الأكاديميين ويذكر بدروس اللسانيات والأصوات والعلاقة بين الصرف و الصوت  والوزن والمعني .
والي أن تترسخ الثقافة الديمقراطية والحزبية في القطر فان الذي علينا فعله في الاتحاد من أجل الجمهورية أن لا نقبل التلاعب والدخول فينا بلا تعب والخروج عنا بلا سبب .
أدام الله عافيته علي الجميع ...
     

 

1. مايو 2018 - 18:32

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا