صرخة نــداء / محمد عبد الله ولد أحمد مسكه

لقد أطلقت المعارضة الجادة صرخة نداء استغاثة وإعلان هذه السنة سنة جفاف كما أطلق ملاك الحيوان وأصحاب المواشي العنان في سبيل حمايته وعلاجه من الأمراض والمجاعة علاوة على الرفق به .
ومن الظواهر الملفتة للانتباه ما قامت به الدولة مشكورة من برامج تخدم التنمية وهو انتشار مراكز تربية الحيوانات وهو ما يعرف عندنا 

يتحسين السلالات فقد قامت الدولة بالرعاية الكاملة لهذا الحيوان قبل الإنسان وأنشأت لذلك وزارة كبيرة تحمل اسم وزارة البيطرة ورصدت لها ميزانية ضخمة  هدفها هو الحرص على هذه الحيوانات ورعايتها مع الأخذ بالاعتبار أن هذه الموارد المادية التي تحصل عليها الوزارة المعنية عبارة عن هبات لنجاح برامج ومشاريع ملحة هادفة إلى تنمية هذه المواشي والمفارقة الكبيرة هنا ما تنفقه الدولة وأصحاب الحيوانات أنفسهم من رجال أعمال و ملاك مواشي من القلوب الكبيرة محبي وعاشقي الحيوانات قد يشعرون بالرأفة والرحمة اتجاه الحيوان دون الإنسان ومن ما لاشك فيه أن الرفق بالحيوان واجب أخلاقي وإنساني وديني أوصت به كل الشرائع السماوية ولكن في المقابل فإن هذا العمل الإنساني النبيل يجب أن يترافق مع شعور بالرحمة والمودة اتجاه مخلوق آخر من مخلوقات الله شارك الحيوان في هذا العالم الفسيح ألا وهو الإنسان.
فنحن نعرف جميعا ونشاهد يوميا عشرات الأشخاص الذين لا حول لهم ولا قوة يزحفون ببطء وهم في حالة يرثى لها .. يعانقون المارة وربما السيارات طيلة اليوم في وسط ازدحام الطرق المعبدة  والمنعرجات داخل انواكشوط وخاصة ما بين كرفور مدريد والوقفة الأخيرة .. أين هي وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية!؟
أين الهيئات والمنظمات والجمعيات الخيرية ..!؟
أين أهل الإحسان ورجال الخير وأصحاب القلوب الرحيمة ..!؟
هل نحن في بلد إسلامي ..!؟
هؤلاء الأشخاص المعوقين .. الفاقدي الأعضاء وربما البصر .. يتطاولون إلى أبواب السيارات في حالة بؤس ويأس وهم يمدون أصابعهم المحدودة من أجل دريهمات معدودة قد يلقيها أحد السائقين أو الركاب على عجل فيأخذونها قبل أن تد سها أو تد سهم السيارة الموالية وهكذا دواليك ..!
أين الرفق .. وأين الرحمة .. وأين الإنسانية ؟   هل هؤلاء أشخاص ..؟ هل هم مواطنون أين هي البلدية .. وأين برنامج محاربة التسول ..!؟ والظواهر السلبية والغير حضارية..؟ أين هي المجموعة الحضرية ..!؟ هل نحن مجتمع فقير ..!؟ أين رئيس الفقراء ..!؟
أم نحن مجتمع غني أين هم الأغنياء .. لماذا لا يعطفوا على هؤلاء المساكين يمدون لهم يد الرحمة يد العون والمساعدة حتى يحسوا بأنهم بين إخوتهم وفي حضن ذويهم وعلى أرض وطنهم.
إن على حكومتنا كما على مجتمعنا أن يقوما بمبادرات هدفها الأول الرفق بالإنسان سواء كان هذا الإنسان مواطنا أو حتى من الشعوب الأخرى كما أن على الجمعيات الوطنية والمنظمات التي تنادي بالمساواة الإنسانية انطلاقا من ديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا الحميدة وخاصة على أننا على أبواب قدوم ضيف كبير علينا ألا وهو شهر رمضان المبارك شهر التوبة والغفران والإحسان فلننتهز فرصته ونطعم الجائع ونسقي المسكين ونساعد المريض .. وأن ندعوا الله أن يوفقنا .. وأن يستر عيوبنا .. ويشفي مرضانا وأن يجعل بلدنا بلدا آمنا ويرزق أهله من الثمرات إنه سميع مجيب . 

2. مايو 2018 - 16:30

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا