استحقاقات 2018 وتحدي احترام مبدأ الإنضباط الحزبي / محمد سيدأحمد

تستعد بلادنا هذه الأيام لاطلاق حملة انتخابية هي الأسخن في تاريخ المسلسل الانتخابي، نظرا ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺑﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ التي ستستخدم في العملية والعدد الهائل من المترشحين واللوائح والضغوط القبلية والاجتماعية والطائفية التي ستلعب دورا مها سيكون تطبيق نتائج الأيام التشاورية حول اصلاح الحزب وتجديد هيئاته هو صمام أمان وضامن أساسي لاحترام مبدأ #الانضباط_الحزبي،

 و رغم ذلك فيجب على الحزب الحاكم وقياداته عدم التساهل مع المجموعات المتنفذة داخله التي تعودت على الاستثمار في المواسم السياسية واستغلال النفوذ وتخريب الإستيراتيجية العامة والجهوية والوطنية للحزب من خلال العمل على دعم لوائح مرشحة ومنافسة بدعوى كون هذه الأحزاب من الأغلبية أو المعارضة المحاورة(أوليدات الحزب/ أبناء الحزب) وهي خدعة ودعاية رخيصة من أجل الاستفادة من الموسم الانتخابي كل مرة وتقسيم الحزب وانهاكه وتشتيت جهوده وطاقات.
لقد كشفت نتائج الانتخابات البلدية والنيابية التي أفرزت لنا نواب وعمد لا يهتمون بغير استغلال مناصبهم الانتخابية من أجل الحصول على امتيازات معنوية ومادية فلا هم من حاملي مشعل التغيير البناء ولا هم جاهروا الحزب الحاكم بالعداء لذلك وجب التنبيه بضرورة تفعيل ما تقرر في الأيام التشاورية لاصلاح وتجديد هيئات الحزب وهي الشمعة التي نعلق عليها ٱمالنا من أجل وضع حد للفوضى التي تربك المواطن وتجعله في حيرة من أمره وهو يرى ويتابع مناضلين وقيادات بالحزب والأغلبية تدعم من هم من المفروض منافسين سياسيين وخصوم و أعداء وليسوا أصدقاء.

لقد تكدس المواطنون في طوابير لا حصر لها أمام مقرات حملة الانتساب للحزب الحاكم، فكيف يستقيم موقف من ينتسب خوفا وطمعا لحزب لا علاقة تربطه به لا من ناحية الأهداف ولا الاستيراتيجيات ويوم يحاسبه الحزب بحسب ما تحصل عليه في انتساب مغشوش (كانتساب ابليس للملائكة) يثور ويفور ويسقط في عفوان ثورته على كعكة من لا يطير الرئيس في حملاته وخرجاته إلا معه عونا وسندا ورسالة عميقة لؤولائك الثوار أن هذا حسبنا أن نستظل بظل معارضة محاورة ونكون أعضاء بنظام حاكم بقوة وإرادة الشعب اقتناعا بالبرنامج والانجازات على الأرض التي تشهد بأن هذا النظام هو الأكثر انجازات منذ استقلال البلد حتى اليوم.

على من حاولوا إيهام المغرر بهم وحمل شعارات الثورة والتغيير النظر لمواقعهم ومواقفهم اليوم وأمس فمن لا يرى خيرا في نظام وحزب تقاتل وتنافس مع نخبته ومناضليه وقياداته في حملة الانتساب أن يدخل المنافسة من مواقع أكثر إقناعا وتوصيلا لرسالته وتحقيقا لأهدافه كالترشح مثلا من حزب التكتل أو حزب الصواب أو الانخراط في اخطبوط رجل الأعمال المعارض، أما الترشح من داخل بطون النظام وافرازاته من معارضة الحوار وأحزاب التنكيت والطيور والحمام فمضيعة للوقت وعدم انسجام مع النقس والضمير والأهداف والشعارات المعلنة والقائلة بأن هناك نية للتغيير وخروج من البعبع وهروب من القطيع ومغاضبة للحزب ومحاسبة للنظام ومحاولة للفت انتباه الرئيس وطلبا للتوظيف والتعيين.
وهي حقائق سيثبتها التاريخ والمستقبل بأن لا يوجد هناك رؤية ولا برنامج هادف وإنما أشخاص ومشاريع شخصية وإديولوجية وفئوية في النهاية ستختزل في منصب مستشار لفلان وترقية هنا وتوظيف هناك وامتيازات لعلان ويبقى الواقع المعيشي للساكنة كما هو وينسى الثوار ثورتهم حين يحصدون نتيجة غباء الحالمين والواهمين بأن هناك من يهتم للمصلحة العامة، وسوبرمان لا يعجزه عن حل جميع مشاكل الساكنة إلا النجاح في الوصول للمستشارية بالترشح للعمدة، وبين هذا وذاك يوجد من لا يهتم لبرنامج ولا هم يحزنون وإنما ينظر بألوان المترشحين فما قارب هواه اعطاه صوته وثقته وما دون ذلك لا يعنيه فهو في مهمة مقدسة تجعل من العين المميزة للألوان رأس الحربة.
#سياسة_لخيام_وثورة_الوهم   #سياسة_لخيام

6. سبتمبر 2018 - 15:58

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا