القاعدون مع الخوالف / سيدي محمد ولد ابه

altكثرت في الآونة الأخيرة المبادرات "الشعبية" واللقاءات "النخبوية" الهادفة إلى ترشيح الجنرال محمد ولد عبد العزيز لمنصب رئاسة الجمهورية، يقود هذه التظاهرات أشباه مثقفين، وفاعلون اجتماعيون، وساسة، وغيرهم ممن أدمنوا التلون والظهور في المواسم السياسية بوجوه وجلود تختلف باختلاف الأزمنة..

***
مساء الأربعاء الماضي كانت دار الشباب القديمة على موعد مع تجمع "شعبي" يقوده وزراء سابقون وموظفون سامون، وشعراء وطفيليون، كان عنوان التجمع "لقاء النخبة" وكان مضمونه أقل من متواضع، امتلأت الدار تقريبا بالفضوليين، تميز اللقاء بمشادات بين الصف العاشر من أئمة المساجد، كاد أن يتحول إلى عراك بالأيدي، والسبب هو التنافس على الأحقية بالحديث أمام الحضور.. كما تميز اللقاء بأن صور المجلس الأعلى للدولة كانت تفوق عدد الحاضرين، وهي رسالة من "النخبة" إلى الجهاز الحاكم، فهمها دون شك..
***
في مساء اليوم الموالي انبرت إحدى العجائز الفاعلات في "المجتمع" بتنظيم تظاهرة مماثلة، كانت هذه المرة في دار الشباب الجديدة، على الرغم من الفارق الزمني الكبير بين مهندسة التظاهرة وجيل الشباب.. هذه السيدة كانت أكثر شجاعة من "لقاء النخبة" فقد أكدت بصريح العبارة أنها تريد ترشيح الجنرال محمد ولد عبد العزيز وتعلن دعمها لهذا الترشح، فيما بات النخبويون يدورون حول الفكرة بأسلوب أهالي "إكيدي" الذي يفضل التلميح على التصريح..
***
قبل ذالك بأشهر قليلة كان مدير أحد القطاعات الهامة في الدولة يصرخ في التلفزة الوطنية وعلى شاشة قناة العربية بعبارته التي أصبحت مشهورة "رئيسنا إلى الأبد الجنرال محمد ولد عبد العزيز" وعلى منوال هذا الرجل المدير سار الكثيرون ممن ساروا في نفس الركب سنوات خلت، وبدلوا جلودهم اليوم بجلود غيرها، هؤلاء القاعدون مع الخوالف، ينتظرون من يخوض المعركة نيابة عنهم على أن يشاركهم الغنيمة..
***
طبعا لسنا ضد أحد من هؤلاء ولا هؤلاء، لكننا نعتقد أن قليلا من الحياء ضروري للإنسان في بيته وأمام أطفاله الذين يسعى لتربيتهم على الفضيلة والمبادئ النبيلة.. 
من حق أي كان أن يختار النهج الذي يراه مناسبا، وأن يمارس هذا الاختيار بالطريقة التي تعجبه، ومن حقه أيضا أن يحتفظ لنفسه بقليل من الكرامة والحياء.. حتى يحافظ على المسافة بين الانسان كإنسان حباه الله عقلا راجحا وبين الحيوان الذي يفكر بأمعائه، وتتحكم في توجهيه الغرائز الطبيعية.

2. فبراير 2009 - 11:08

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا