غزة والقادة العرب .. آفاق النصر وعنوان الهزيمة / سيد أحمد ولد باب

altبصدورهم العارية يتقدم مئات الشبان المسلمين ومئات الشيوخ المقاومين إلى الجبهة الأمامية فى القطاع المحاصر والمجوع من قبل مصر والإحتلال ليدافعوا عن آخر معاقل الكرامة الإنسانية والجبهة المتقدمة فى مواجهة العدوان الأمريكى والإسرائيلى وسط انكشاف آخر أوراق التوت عن الزعامات العربية التى أنشعلت بالتبويس عن مرابع العزة والكرامة.

بحناجرهم البحة وعلى أقدامهم الحافية يتقدم مئات الشبان وعشرات الشيوخ و النساء فى موريتانيا دعما للأهل فى القطاع واستنكارا للمؤامرة العربية العبرية على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رأس الحربة فى مواجهة الإحتلال بينما يجلس الجنرالات والعقداء ونوابهم فى انتظار اكتمال المؤامرة معبرين عن إرادة أمة ماتت يوم مات الشرفاء!!.

لم تشفع للجنرال عزلته الدولية واغتصابه للشرعية وتزلف العشرات من النواب والأحزاب والصحفيين والأئمة وغطرسة العدو الصهيونى فى مواجهة أطفال غزة ونساء غزة ليقول كلمة واحدة "أدين ..أشجب ..الخ" أما قطع العلاقات الموريتانية الإسرائلية فهو شرف يحتاج إلى شرفاء وشرعية سياسية لايسعى لها المنقلبون على الشرعية الدستورية وموقف عز لايعطيه الله لغير الموفقين فى الدينا والآخرة حتى ولو عمت التسريبات عناوين الصحف ومجالس السوء التى طالما روجت لإستحالة قطع تلك العلاقات ..ببساطة لأن الجنرال وأعوانه أعجز من اتخاذ قرار قد يرضى الله ويثلج صدور المؤمنين.

قد يقول قائل إن فى الأمر تحامل على المجلس العسكرى الحاكم والداعمين له وهم من بادر إلى استدعاء السفير الموريتانى من "تلابيب" أو عسقلان (لا أدرى ) لكننى متيقن أنها خطوة ما أريد بها وجه الله وإنما لتخفيف أعباء ميزانية شحت مصادرها وتوفير جو أمان لسفير مرعوب يخاف بوائق الزمن المتقلب فى ظل الوضع المنفجر فى الشرق الأوسط.
وإلا فبم تفسرون إصرار الجنرال وأعوانه على علاقات يرفضها الطلاب ويتظاهرون من أجل قطعها، وتأباها الأحزاب وتتوحد للدفاع عن فلسطين المكلومة ببقائها، ويفتى العلماء بحرمة إقامتها، ويكسر الفانون أدواتهم حزنا على استمرارها ،ويكتب الصحفيون طلبا لطرد السفير الذى يعتبر عنوان بقائها..ويتظاهر وزراء الحكومة والولاة والحكام رفضا لها!!! لا أفهم .. 

عنوان الهزيمة 

حينما يجلس عباس فى أنيويرك ليحتسي الكؤوس مع "رايس" ويتابع نشرات الأخبار متشفيا بمئات المجاهدين الصادقين وهم يواجهون أعتى قوة فى المنطقة تكون الكرامة قد ماتت والإنسانية قد ضاعت تحت أقدام الطامعين فى السلطة،ونكون ملزمين وفق مقتضيات الواقع أن نلعن الفراغ القائم فى الضفة ونعلن كل الرؤساء !!

وحسنما ينشغل أبو الغيث بمغازلة "الست ليفنى" على شاشات التلفاز ويوجه العبارات النابية لأشرف من جالسهم طيلة حياته السياسية (حماس)،ويتولى حسن مبارك مهمة الدفاع عن العدو المحرج دوليا وشعبيا بسبب المعارك المفتعلة من أجل كسب الأصوات ويحمل القانون الدولى مالايحتمل ويمنع المساعدات الإنسانية من عبور معبر رفح بينما تسمح بمرورها "إسرائيل".. تكون الكرامة قد ماتت والهزائم النفسية قد حاقت بآخر مظان العزة فى الشرق الأوسط ولو حاولنا تلمس خيوط فجر يحاول الآلاف نشرها شرق "النيل".
حينما يتحول دول ملك مملكة الأردن (ياللخزى) لمجرد متبرع بالدم فى مستشفيات الأردن ويصمت الملك السعودى ويكتفى قضاته بتحريم المظاهرات ووزير خارجيته بالتلاسن مع "المعلم" وننسى أن فى الأمة شيئا اسمه العراق أو الإمارات أو تونس إلا من أخبار قمع هنا أو هنالك تكون الأمة قد ضاعت والخزى قد حل بربوع كانت يوما ما تنسب للعرب!!.
وحدك "حماس" صامدة ..وحدك "حماس " ثابتة على الخط الذى من أجله تأستت وعلى طريقه مات القادة وترجل الفرسان وضحت فلسطين بخيرة رجالها ..وحدك "حماس" تدركين معنى الكرامة وتعشقين الشهادة وتكتبين للعرب والمسلمين سطور عزة هم فيها من الزاهدين ..وحدك "حماس" تستحقين الإجلال والتقدير حتى ولو حاربوك وقاتلوك وخذلوك ..سيرى على بركة الله والمجد للأخوان المسلمين .

8. يناير 2009 - 13:46

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا