هل تحولت جائزة شنقيط من جائزة دولة الى جائزة محلية من المسؤل ؟l / المرابط ولد محمد لخديم

   كنت في مقابلة بالإذاعة الوطنية جمعتني بعالم الرياضيات لبروفيسور يحي ولد حامدون رحمه الله وهو الفائز الأول بجائزة شنقيط..قال فيها أخاف أن تتحول جائزة شنقيط من جائزة دولة الى جائزة رمضانية وكأن الراحل رأى بثاقب عقله ماتعيشه جائزة شنقيط في يوم الناس هذا..

   لقد كتبت مقالات عن جائزة شنقيط من بينها:جائزة شنقيط بين الانجازات المعتبرة في الخارج والموت السريري في الداخل..ودعوة الحاصلين على جائزة شنقيط لأداء الواجب الوطني..

http://www.aqlame.com/article36420.html

  كان هذا في السابق ..وقد كنت في كل مرة أحمل الدولة مسؤولية اهمال وترهل الجائزة..حيث أن غياب الرئيس الجمهورية عن تقسيمها سنويا حد من تدويلها بعدم مشاركة السفراء والهيآت الدولية والعالمية...الرابط:

  ولكن اليوم وبعد أن أصبح أهل الجائزة أمة فانهم يتحملون كامل المسؤلية..وهذه دعوة من هذا المنبر لكل هؤلاء بأنه قد آن الأوان الى تشكيل تجمع طوعي لانتشال الجائزة من كبوتها.....

  يعود تاريخ منح جائزة شنقيط لأول مرة إلى العام 2001 م حيث انشأت بموجب قانون ويتولى ادارتها مجلس يتكون بالاضافة إلى رئيسه من تسعة أعضاء يعينون بمرسوم رئاسي لمدة أربعة أعوام، ويحدد النظام الداخلي للمجلس الاجراءات المتبعة لمنح الجائزة ومعايير اختيار البحوث المقدمة لنيلها.

 إلا أن الدولة تناست أن غالبية الأعضاء انتهت مدة تعينهم ثم ان هؤلاء الأعضاء يجب أن يكونوا من الحاصلين على الجائزة هم والخبراء الذين يصححونها..كما هو معروف في جميع الجوائز الدولية...

 وتشكل جائزة شنقيط بارقة أمل امام المثابرين من الباحثين والمختصين في الشأن العلمي والثقافي من أجل كسب رهان العلم والمعرفة واستعادة روح المبادرة والابداع في ميادين التدافع الحضاري في عالم اصبح فيه مستوى مؤشر الاستثمار المستند على البحث العلمي يشكل دلالة على المكانة التي تحظى بها الامم والشعوب..

 ولقد كانت قبلها الجامعات المتنقلة أو ما يعرف اصطلاحا ب:(المحظرة) التي جعلت من هذا البدوي إنسانا كريما محترما معتزا بنفسه واثقا منها غيورا على المثل والوطن مستميتا دون مبادئه النبيلة لا يعرف اليأس سبيلا إليه بني حضارة الدين والدنيا على ظهور أحقاف متحركة كما يجمع العلم ويحصله من شتى أصقاع الدنيا ليبثه قلوب الرجال حسبة لله تعالى..

  وقد كان نبراسا أينما حل يحب العلم والعلماء يعظ الناس ويقودهم بأخلاقه قبل أن يقودهم بأقواله.

  ولإحياء هذا المنهج وضخ دماء جديدة فيه وتطويره بما يلاءم روح العصر و يثمن جهود السلف.. فقد اجتمعنا نحن حاملي جائزة شنقيط في مباني وزارة الثقافة سنة 2006 م وكنا آنذاك 27 فائزا من أصل حوالي 300 مترشحا تقدمت لنيل الجائزة علي مدى سبع سنوات العمر الإجمالي للجائزة …

وبعد جلسات متتالية ونقاشات مضنية توصل الجميع إلي ضرورة إنشاء هيئة علمية ثقافية فكرية تعرف باسم المرصد الموريتاني للعلوم والثقافة, أو                                                                                                                    (مجمع شنقيط للعلوم والثقافة) تهدف لسد الفراغ الناجم عن عدم وجود أكادميات علمية ومعاهد للدراسات الإستراتجية ..وقد اتفق الحاضرون على إنشاء مكتب تنفيذي مؤقت على النحو التالي:

الرئيس: أحمد ولد عبد القادر

نائب الرئيس الأول: الرحل لبروفسور يحي ولد حامد (رحمه الله)

نائب الرئيس الثاني: المرابط ولد محمد لخديم

الأمين العام: الدكتور: الخليل ولد المهدي ولد أجيد

المسئول المالي: الدكتور سيد ولد أحمتي

أعضاء المكتب

لبروفسور: سيد أحمد ولد مكيه

الدكتور: محمد لمين ولد مولاي إبراهيم

الدكتور: محمد أحمد ولد سيد أحمد

الأستاذ: محمد ولد أحظانا

الأستاذ: الأمانة ولد إبراهيم

ولا شك أن اقتراح مشروع إنشاء أكاديمية علمية بمنهجية حديثة هدفها تدريب الأجيال على الفكر المتجدد سينعكس إيجابا على المجتمع من الناحية الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية والثقافية، و يجعله ملما بمعطيات العصر ، مدركا للإمكانيات المتاحة للإصلاح والتطوير، خبيرا بأمراضه ،عالما بسبل علاجه، وإذهاب أدوائه، رابطا كل المجالات بعضها البعض ليكون لديه التصور الكامل لنهضة البلد. كما ستعمل بحول الله نهضة تعليمية شاملة من الابتدائية إلي الجامعة لأننا وصلنا لوقت التعليم فيه يشكل مشكلة كبيرة من أول المناهج مرورا بنظام التعليم نفسه إلي مشكلة الخريج والعمل . . .
*.إن مشروع كهذا سوف يسهم بشكل كبير في أعادة الاعتبار إلى دولتنا بعد ما ضاعت هيبتنا وفقدنا هويتنا في عصر العولمة والمناهج المستوردة وتطبيقها بدون فحص لها...

*الأهداف:
- تطوير مستوى التعليم في موريتانيا من حيث المناهج وطرق التدريس.
- إنشاء جيل من الأدباء والمفكرين والمبدعين والمخترعين الموريتانيين.
- إنشاء جيل طموح هدفه نهضة الأمة و تقدم الدولة ,فالإنسان الموهوب،أكثر فائدة لنفسه، ومجتمعه، من ملايين البشر، ممن لا يتمتعون بالموهبة.

*العوامل التي يجب أن نأخذها في الاعتبار:

1ـ الرصيد الهائل من البحوث سواء تلك التي فازت بالجائزة أو التي لم تفز وتم تقييمها من طرف مجلس جائزة شنقيط في تخصصاتها الثلاثة:

الدراسات الإسلامية: عقيدة , فقه , تجويد.. أصول, فكر إسلامي , تاريخ اسلامي,....الخ

العلوم و التقنيات: , كيمياء, فيزياء, بيو كيمياء, بيولوجيا, رياضيات, هندسة, طب , تخصصات متنوعة أخرى. . . الخ

الآداب والفنون: شعر, قصة , رواية, نحو , نقد, دراسات تاريخية.....الخ

و أن هذه الكتب التي فازت بالجائزة تحمل اسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية وبالتالي أصبحت ملكا لها ويجب طباعتها ونشرها مع احتفاظ الدولة بكافة الحقوق بعد أن سلبتها منها دول عربية وشرق أوسطية لمؤلفين كبار مثل ولد أتلاميذ وآب ولد أخطور ومحمد الأمين الشنقيطي...وغيرهم . 2 - أن تكون الأكاديمية متاحة لأبناء جميع المستويات.
3 - أن ترعى غير القادرين مادياً من النابغين والمتميزين..
4 - اكتشاف المواهب ورعايتها منذ الصغر..كمكمل لثانوية النخبة التي أنشأتها الدولة مؤخرا...

5- إقامة مؤتمر شامل حول المشاكل التي تعترض الثقافة والتعليم والبحوث الإسلامية والعلمية والأدبية ، والتنسيق مع بعض الباحثين والعلماء والأساتذة في هيئة منظمة متناسقة متكاملة فاعلة للمساهمة في وضع الخطوط العريضة للمناهج التعليمية والثقافية التي تمد طالب العلم بما يجعله عارفا مبصرا- بل عالما عاملا - بما يجعل الأمة قادرة على النهوض من كبوتها ، متحررة من الهيمنة الغربية، متصديةً للغزو الفكري .
وذلك يستدعي أن يبدأ الطالب بعدة مراحل تعليمية في تدرج ،وتكامل، وشمول ،وصولا إلى الهدف - وهو الإعداد القادر على التغيير والإصلاح والبناء والتطوير مع مراعاة الأهمية القصوى للجانب العملي، التطبيقي، دون الإغراق في التنظير، ودون الإحجام عن مجال العمل بدعوى الانشغال بالعلم فالأمة ليست في حاجة إلى عالما صالحا بقدر ما هي في حاجة إلى مصلح عالم . .

6 - تشجيع التفوق والتجديد والبحث العلمي:ينظم البحث العلمي والتقني بطريقة ترفع من تماسكه وفعاليته وفق المهام الموكولة لها في تحديد السياسة الوطنية في مجال البحث العلمي  والتكنولوجي ووضع الأولويات الكبرى في هذا المجال ، وتطوير مشاريع البحث وهذا يستدعي من الدولة تخفيض عدد الأكاديميين وهو ما من شأنه أن يسهل عملية اختيارهم وخصوصا في بعض التخصصات العلمية التي هي في طريق بدايتها ، وذلك على النحو التالي :

أ- تحدد الدولة عدد أعضاء الأكاديمية يكون من بينهم موريتانيون يدعون أعضاء مقيمين و أجانب تكون لهم صفة أعضاء مشاركين...

ب- أعضاء مراسلين يمكن أن يكونوا من موريتانيا أو أجانب..

ج- تخفيض عدد أعضاء كل هيئة علمية حسب ما تراه الدولة, و يتم اختيارهم من بين الأعضاء المشاركين أو المراسلين بتحديد مدة ولاية الأعضاء المراسلين في أربع سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة

7- إعداد العلماء والباحثين والتركيز على تنمية مهارات التفكير العلمي وكذلك انطلاقا من نتائج عدد كبير من الدراسات العلمية الموثقة التي أشارت إلى أن صناعة التفوق الحضاري تتحقق بأيدي القلة من ذوي الموهبة والإبداع لتحقيق أفضل استثمار ممكن لهذه القدرات لصالح الفرد والوطن.

وتهدف الأكاديمية إلى المساهمة في التعرف على الطلاب ذوي القدرات العقلية العالية من خلال المقاييس العلمية المقننة وإتاحة فرص تربوية لاكتشاف مواهبهم وتقديم رعاية تربوية وعلمية للفئات الخاصة من الطلاب الموهوبين ذوي القدرات الفريدة في مختلف مناطق الوطن من خلال تقنية التعليم عن بعد كما توفر فرصا تربوية للعناية بكامل الشخصية وإتاحة الفرص لهم للتعمق الدراسي في المجالات العلمية الأكثر مناسبة لقدراتهم للمساهمة في تحقيق متطلبات التنمية في موريتانيا برعاية الكوادر البشرية عالية القدرات في وقت مبكر. وفق مقاييس علمية موضوعية.

   وتتلخص رؤية المرصد الموريتاني للعلوم في أن يكون صرحا علميا متميزا كأحد أهم وسائل الرعاية التي تقدم للطلبة الموهوبين أيا كانت خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية لتحقيق أعلى قدر ممكن من النمو العقلي والعلمي والاجتماعي. برعاية الكوادر البشرية عالية القدرات في وقت مبكر. وهذا هو أساس التنمية في أي دولة خاصة الدول النامية..

  كما يجب أن تتمتع هذه الهيئة العلمية بالاستقلالية في إعداد أنشطتها و أن تكون لها جهاتها الإشرافية المستقلة ولها الحق في بناء مقررات دراسية خاصة بها في جميع المجالات العلمية. وإبرام مجموعة اتفاقات مع أكاديميات عالمية وجهات علمية متخصصة...

هذه بعض الأفكار العملية التي قدمناها حول الموضوع .. وهي بالتأكيد قابلة للمناقشة والتطوير..

     أما الآن ونحن نعيش تقسيم الجائزة في نسختها 18 وقد تخطي الفائزون حاجز الستون فائزا من أصل ما يزيد على 2500 مترشحا تقدمت لنيل الجائزة.. فقد أصبح لزاما علينا أن نأخذ زمام المبادرة وأن نتشكل في تجمع طوعي حتي يكون لنا وجود وأن نساهم في بناء هذا الوطن فهو في أمس الحاجة إلى مثل هذه العقول  لتشخيص المجتمع الذي وجدنا أنفسنا فيه، وكما يقال إذا تزاحمت العقول خرج الصواب...

    وإذا كان البحث العلمي أحد الدعائم الأساسية لتقدم الأمة وتعريفها بمكامن قوتها، وانفتاحها على آفاق النمو والتطور، فإن الكفاءة البشرية هي أساسه وديدانه.وما العالم الباحث إلا رسول المعرفة إلى ركب الحضارة الإنسانية الكبير. ولسان حال أصحاب هذا المشروع البالغ الأهمية يرى أن ضرورة وجودهم كهيأة تكنوكرات بعيدا عن السياسة أصبح ضرورة الآن أكثر من أي وقت. وذالك بهدف المساهمة في بناء موريتانيا الجديدة التي بدأت بوادرها تتشكل..

فهل نأخذ زمام المبادرة ونرفع من الجائزة ونصل بها الى المكان الائق بها كجائزة دولة تمثل الفكر الشنقيطي الأصيل أم نتركها بحالها المزري كجائزة محلية رمضانية؟

للاتصال

[email protected]

3636352 / 48552055

 

6. نوفمبر 2018 - 14:00

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا