المنقبون عن الذهب يكشفون المستور؟! / المرابط ولد محمد لخديم

   أخبار الذهب لا تنتهي وكل يوم تطالعك قصة جديدة ولكن هناك تساؤلات مازالت تحيرني كثيرا عندما قابلت المنقبين الوافدين من خارج تيرس الزمور والذين أكتظت بهم المنازل في مدينة أزويرات بمعدل 20 فردا زيادة على أفراد الأسرة..سألتهم كيف وصلتهم أخبار الذهب حتى يخرج هذا الكم الهائل من الناس؟!

  أجابني بعضهم أنهم تلقوا رسائل عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي : الوات ساب.. والفيس بوك ومن التلفون العادي بالصوت والصورة.. بأن هناك جبل من الذهب الخالص في (كلب أندور) ينتظرهم على الجانب الآخر...قلت لهم ألستم في مدينة أزويرات؟ عاصمة تيرس زمور قالوا بلي...لماذا لا تذهب ساكنة هذه المدينة التي يعيش غالبيتها تحت خط الفقر الى هذا الجبل بما أنه الأقرب لهم ولا يحتاجون لتكاليف السفر ولا لرخصة التنقيب..!!

  قال لي أحدهم لما وصلت الى هنا وتبين لي أن هذه الأخبار غير دقيقة اتصلت على الأهل ممن يتهيأون للحاق بنا وقلت لهم أن الخبر حمل أكثر من حقيقته وأن الأمر عادي جدا أجابوني: هل تريد أن تحرمنا بعد أن أخذت حصتك من الذهب..!!

  وأصبحت في هذه الحالة بين نارين بين اتهام الأهل بأنني أكذب عليهم وبين واقعي حيث أنفقت ماعندي وليس أمامي إلا العبور الى الذهب الموعود...!!

 هذا الواقعة ذكرتني بحالة مماثلة حدثت قبل ثلاث سنوات في مثل هذا اليوم من سنة 2016 م عندما انتشرت كتابات وأخبار مفادها حصول الكثير من الناس على كميات معتبرة من الذهب في صحراء تازيازت بولاية إينشيري، شمالي موريتانيا..

  صحيح أن الشائعة عادة ثقافية متداولة لدى فئات عريضة من الشعب الموريتاني, يجد فيها البعض التأثير على الأحداث في مجتمع يهتم كثيرا بالقيل والقال.. خاصة بعد توفر وسائل خطيرة مثل الموبايل والانترنت ووجود ساحة خصبة لهذه الشائعات..

وهي حدث أعيد إنتاجه عدة مرات وخطورتها أنها لا تعتمد على مصادر مباشرة موثوقة تأتى عادة لتغطى فراغا معرفيا تعذر سده بطرق السليمة..

ولهذا فإنها تنتشر في المجتمعات التي لا تتوفر على طرق شفافة ومحايدة لتناول المعلومات الصحيحة...

استمرت عمليات التنقيب واستفاد من استفاد واستنزف وخسر من خسر...

  ولكن المنقبون كشفوا لنا عن سر الشركات التي كانت ومازالت تستنزف خيرات هذه البلاد وعلى رأسها تازيازت حيث أن الخبراء واستنادا الى المعلومات المتعلقة بالاستغلال    المعدني  في مناجم الذهب اتهموا الشركة بالنهب الممنهج لثروة الشعب وتقديم أرقام مغلوطة للجانب الموريتاني عن حجم الذهب المكتشف.. وأن أغلب شركات التعدين لا تعلن عن إنتاجها الحقيقي....

  بدليل ان الأجهزة الخفيفة والبدائية التى يستخدمها شباب الذهب استخرجوا بها كميات كبيرة وصلت الى عشرات الكيلوغرامات فما بالك بشركة عملاقة مثل شركة "كينروس" تازيازت التي تستخدم آخر ماتوصلت اليه التكنلوجيا؟؟!!

وهذا يعني ضرورة إجراء مفاوضات جديدة وتشديد الرقابة على شركات التعدين ...!!  

واذا كانت تازيازت قد فعلت فعلتها في انشيري!!  فان تيرس زمور كانت هي الأخرى ضحية لشركة أخرى للتنقيب قد لا تقل خطورة عن تازيازت وهي الشركة الأسترالية  (اسفير) فقد أخبرني أحد مخبري الخاصين أن هذه الشركة قد أنهت عمليات التنقيب في المنطقة ، حيث شملت تنومرن و(كلب أندور) والعوج (تنتكرات)- امشكلن تونجرت .. اتواجيل ومن التواجيل الى تورين ثم أجريف في آدرار..ثم واد الشبكة في أنوذيبوا..  

  غير أنها تريد  أن تستغل وحدها منجم (آسكاف)، الواقع بين افديرك واتواجيل، بالإضافة إلى منجم العوج بمحاذاة افديرك بالشراكة مع الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم)

يقول المصدر أنهم مكثوا في هذه المنطقة غرابة سنة كانت شاحناتهم تمتلئ بصناديق متفاوتة الأحجام ويسلمونها لمكان في تفرغ زينة لتشحن عبر البحر..بدون أي وجود لوزارة المعادن أو من يمثلها..!!

 وهذا ذكرني بخبر مماثل حدث في تاودن لما جاءت شركة للتنقيب عن الذهب وقالت أنها ستشيد مطارا هناك وسرعان ما تراجعت عن وعودها لأنها تفاجأت بكميات كبيرة من الذهب السطحي وقال شهود عيان أنهم شاهدوا تواجد غير مسبوق لطائرات صغيرة ومتوسطة وهي تذهب وتأتي بشكل مكثف..ناهيك عن السواح وفرق الصيد التي تأخذ من الذهب الخالص أكثر مما تعطي من العملة الصعبة..وهكذا...

 والسؤال الذي يطرح نفسه من المسؤل عن هذه السرقات؟ اهو غياب الدولة عن هذه الأماكن المهمة؟ ام أنه جهل المواطن ؟ أم هما معا؟

   وبعودة مبرمجة الى موضوعنا يحق لنا أن نتسائل ماذا يريد مصدر الشائعات من هذا الكم الهائل من البشر؟!

   صحيح أن مداخيل مستلزمات التنقيب عن الذهب كالأجهزة والسيارت وغيرها قد بلغت الملايين..وازدهرت الأسواق حتى تلك التي كانت راكدة كسوق أزويرات مثلا... ولكن وحسب رأي الخاص هناك هدف غير معلن ربما يكون منطقي فهذه « منطقة عسكرية مغلقة »، , تنشط فيها شبكات التهريب، وتشهد بين الفينة والأخرى عمليات مطاردة بين الجيش الموريتاني و المهربين..فهل تكون مافيا التهريب والمخدرات وراء هذه الشائعات حتى تنتهز الفرصة لعملياتها التي كانت محدودة؟!

  

26. ديسمبر 2018 - 16:38

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا