خطاب الكراهية والتمييز.. ومسيرة الأربعاء / عبد الرزاق سيدي محمد

أصبح خطاب الكراهية والتمييز شائعاً في الأيام المنصرمة في مواقع التواصل الاجتماعي ، وقد أصبحت هذه المواقع بيئة ضارة لهواة الشهرة المنغمسة بالحقد ونبذ الآخر..

ومن نافلة القول هنا أنه على الجميع أن يصب جل اهتمامه على التوعية و التحسيس بخطورة خطاب الكراهية والتمييز لما له من تأثير على السلم الاجتماعي واللحمة الوطنية، والذي يقوض سير البلد إلى الأهداف المرسومة لبناء مجتمع وطني ومتماسك.

ومنذ تولي رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز مقاليد الحكم في البلاد تم التركيز على مفهوم اللحمة الوطنية والوحدة ونشر السلم والمحبة في أكثر من مهرجان جماهيري، وأكثر من مناسبة، وبواسطة مشاريع حكومية وبرامج عملت على أكثر من صعيد بغية بث وتقوية روح المحبة والسلام بين أبناء الشعب الواحد، و في هذا الاتجاه تندرج المسيرة المرتقبة، و التي ستنظم في 9 من الشهر الجارى.

ولعل تكريم رئيس الجمهورية ومنحه جائزة مانديلا الدولية للأمن يعتبر دليلا على أن موريتانيا شرعت في وقت مبكر للحيلولة دون نشوب أزمات وحروب أهلية في القارة الأفريقية وخصوصا في محيط موريتانيا العربي والإفريقي، وهو ما مثل انعكاس الإرادة الجادة داخليا لإدارة البلاد، وتقوية شؤون المجتمع وتأمينه وتحصينه ضد خطاب الكراهية والتمييز.

و من الوارد أن نشعر جميعا بروح الوطنية كلما تعلق الأمر بالوطن، ولا نقبل المساومة على الحفاظ على بلادنا آمنة ومزدهرة، تماما كما تلاحمت سواعدنا وشعرنا جميعا بفرحة ذكرى عيد الاستقلال كلما أطلت علينا، وإنه لعمري ما كان المواطن يشعر به قبل حكم رئيس الجمهورية الذي جعل منها مناسبة ينتظرها كل الموريتانيين للخروج محتفلين في الشوارع حاملين الأعلام الوطنية التي بدأت تعبر عن تاريخ البلاد وجهاد المخلصين للوطن.

إن هذه المسيرة رد صريح وصارم على كل الماكرين والعنصريين الذين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأفكار الشعوبية، الموتورين المتلاعبين بعقول الآخرين المتفننين في زرع الكراهية والحقد والتفرقة بهدف تسميم الجو والنيل من السكينة والسلم الاجتماعي وإثارة تفكك الروابط الاجتماعية وخلق الاضطرابات السياسية والاجتماعية التي يأملون الاستفادة منها على طريقتهم.

فبمشاركة الجميع نؤكد تمسكنا وحفاظنا على الوحدة الوطنية و اللحمة الاجتماعية الذي يشكل الأساس الصلب الجامع لكل مكونات الشعب.

وبخروجنا جميعا في هذه المسيرة نعبر أيضا عن رفضنا الأكيد لكل تمييز عنصري وشجبنا الجماعي القوي لما تنطوي عليه النيات السيئة لمروجي هذه الأفكار من عار وخداع، ومحاولاتهم الرامية إلى خلق التوترات بين المواطنين والعمل على إفشال مؤامرات هؤلاء.

لنشارك جميعا في مسيرة الأربعاء ونقول لا لخطاب الكراهية ..و لا للتمييز ...ولا للتفرقة بين المجتمع الواحد..

 

8. يناير 2019 - 0:38

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا