قوة الساحل والضربات الاستباقية الموجهة / حناني ولد حناني

قوة الساحل والضربات الاستباقية الموجهة... 
منذ انشاء قوة الساحل في مالي علي غرار القوة المتعددة الجنسيات التي شكلت في النيجر لمحاربة ما يسمى"بوكو حرام" وتم انشاؤها باقتراح من فخامة رييس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في قمة باريس بحضور قادة عشرين دولة افريقية واروبية وممثلين عن الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والاروبي و السعودية والإمارات وبعد تشكيل هذه القوة بقيادة جنرال من الجيش المالي، بدات الانظار تتجه نحو القائد  الذي سترشحه موريتانيا لقيادتها من بين خيرة ضباط جيشنا ... لكن مهمة قيادة القوة المذكورة تحتاج إلى قائد عسكري من طراز خاص (شجاع‘ متمكن بالخبرة والكفاءة العسكرية، يعمل في صمت وكارزمية خاصة...)  نتيجة لكل تلك المعايير والخصائص... وقع الاختيار على  الفريق حنن ولد سيدي، وعندما تسمع هذا الاسم تلقائيا تستحضر التميز والعسكرية الخالصة والتواضع الجم...
قوة الساحل القوة الوليدة او حديثة النشاة قوة بتعداد خمسة الاف جندي ذات طابع خاص ومهام اخص... من اجل تامين الدول هذه الخمسة وتسهيل عملية انسحاب القوات الفرنسية "برخان" تدريجيا وامام هذه القوة تحديات جسام رغم الاعداد الجيد لها باختيار احد اكفا الضباط في موريتانيا بل وفي افريقيا لقيادتها...
وتتوزع هذه القوة في خريطة الانتشار على  ثلاثة مناطق : المنطقة وتؤمنها اتشاد والنيجر والوسطى وتؤمنها بوركينا فاسو والنيجر ومالي والمنطقة الغربية موريتانيا ومالي. 
 وعندما نتكلم  في اطار الاعداد والجاهزية والتحديات والعواقب التي تواجهها القوة من الضروري ان نستحضر  التساؤلات التالية: ما الاسباب التي دعت لانشاء قوة الساحل؟ وماهي 
القدرة  العسكرية التي تتميز بها لردع الارهابيين ومن شاكلهم من اصحاب الجريمة المنظمة العابرة للحدود؟ ما اهم التحديات التي تواجه هذه القوة لتلعب دورا محوريا في الامنين الافريقي والعالمي؟ ايضا ما الدور الذي ينبغي ان تلعبه الدول المؤسسة لهذه القوة؟
للجواب علي تلك التساولات من الضروري استنتاج فرضية "الضربات الاستباقية" و"الهجوم قبل الدفاع" نتيجة للكثير من الاحداث التي وقعت في الدول المؤسسة, وافريقيا بشكل عام بسبب وجود تنظيم القاعدة في افريقيا وبلاد المغرب الاسلامي (امارة الصحراء المكونة من ستة الوية) تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي هذا بالاضافة الي "كتيبة الملثمين" والموقعين بالدم" و"سرية الفرقان" و"سرية الانصار" و"كتيبة طارق بن زياد" و"انصار الدين"و"انصار الشريعة" و"حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا"  "... كلها تنظيمات تنشط علي الحدود الشاسعة بين مالي وموريتانيا والجزاير وبوركينا فاسو والنيجر واتشاد(2000 كلم مربعة) وشكل وجود هذه الحركات تحديا كبيرا لافريقيا والعالم وخاصة الدول الخمس وتجلي ذلك في سيطرة الحركات الجهادية على العديد من المدن في الشمال المالي  كحركة انصار الدين وحركة التوحيد والجهاد والحركة الوطنية لتحرير ازواد... الامر الذي جعل من التدخل الدولي امرا ضروريا فتدخلت فرنسا بعملية "سرفال" سنة 2012 وعملية "برخان"2014 لطرد تلك الحركات من المدن المالية وهو ما تم بالفعل واستلزمت الضرورة المحافظة علي نتيجة ذلك التدخل بانشاء القوة الافريقية المذكورة. 
ومن اهم التحديات التي تواجه قوة الساحل هذه تغلغل عناصر الحركات المسلحة في المجتمعات التي تسكن المناطق الحدودية في هذه الدول، الامر الذي سهل عليها القيام بتجنيد العناصر المسحلة لتنفيذ  العديد من التفجيرات والعمليات ... وسرعة الانتشار والتحرك في حدود شاسعة ومعقدة. 
 وعندما نريد معرفة قوة الردع لهذه القوة من السهل استحضار الدور الاهم للجانب المالي في ذلك‘ من حيث التمويل الاروربي الذي يبلغ 450 مليون يورو(ثمانية منها من فرنسا) اضافة الي خمسين مليون يورو في القمة الاوروبية المنعقدة ببلجيكا اخيرا...وما قدمته الامارات من 30 مليون يورو وتعهدت به السعوية  100 مليون يورو والولايات المتحدة  60 مليون دولار وكذلك توفير  التجهيزات العسكرية المتطورة... وجاهزية سند القوات الفرنسية المسماة "برخان" وتمتلك  فرنسا في قوة برخان ما يقارب سبعة عشر مروحية عسكرية وثمانية طايرات ميراج وخمس طايرات بدون طيار "رايبرز" ، وثلاثماية مدرعة عسكرية، هذا بغض النظر عن تكثيف التعاون الاستخباراتي والامني المتبادل بين الدول الخمسة واروبا ممثلة في فرنسا والمانيا'الدولتان اللتان تشاركان في دعم واسناد هذه القوة جوا وعلى الارض، عن طريق عمليات عسكرية منسقة دقيقةو موجهة لاهداف خاصة...
يجب ايضا ان لا ننسى  ان هنالك تحديات كبيرة تواجه قوة السالحل من بينها : ضرورة استمرارية التمويل والدعم والاسناد والتعاون الاستخباراتي اللازم... واستحداث برامج تنموية في المناطق التي تؤوي العناصر الارهابية او التي تتعاطف خطا او طمعا اوخوفا مع الارهابيين اضافة الي الاخذ بعين الاعتبار لضرورة الوعي السكاني واستحضار ثقافة التوعية والتحسيس من اجل الحد من خطورة الارهاب الفكري والعسكري ويتجلي ذلك في ادماج ثقافة التوعية والتحسيس في البرامج التنموية لمجموعة الساحل الموجهة لمناطق الخطر. 

20. يناير 2019 - 15:24

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا