الشكر لله خصلة منسية /عبد الفتاح ولد اعبيدن

تتضافر النعم علينا ،فما  ننتبه غالبا إلا عند تحولها .و ربنا القائل :" و لإن شكرتم لأزيدنكم"،و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير،و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ،إن أصابته سراء شكر كان له خير و إن أصابته ضراء صبر كان خيرا له".

العاقل جدير باحتساب النعم ،و المؤمن الذى يعرف أن مصدرها المنعم الرحمان الرحيم،أجدر و أحق بالشكر ،بصرف النعم فحسب ،فيما يرضى الرحمان جل شأنه،و الحرص على الابتعاد عن الطغيان و صرف النعم فى غير وجهتها الملائمة ،أخلاقا و شرعا و مروءة ،و الابتعاد عن الكبر و المعاصى و الغواية.

أما أن نغفل عن الشكر و الحمد و لا نتبه إلا حين تنضب و تضيق الأحوال ،فذلك محض الغفلة و جمود القلب .فلنصرفها فحسب فى الوجهة الائقة و لتلهج ألسنتنا بحمده و شكره،فتلك علامة الهداية و الحكمة و الرخاء و استقرار العافية.قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" تعرف إلى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة".

وقف أحدهم عند الكعبة ذات مرة ،و قال الحمد لله على نعمة الإيمان،و كفى بها نعمة".و لما حل نفس التوقيت من السنة الأخرى ،كرر نفس صيغة الحمد ،فنودي أن ما قال السنة الماضية،لم ينته بعد كتابة قدره من الحسنات!.

و قال آخر :الحمد لله كما ينبغى لجلال وجه الله و عظيم سلطانه"،فلما حاول الملائكة كتابة ما يقابلها من أجر ،عضلتهم.

فصعدوا لربهم لسؤاله عما يفعلون،فقال لهم اكتبوها كما هي،لحين ألقاه ،فأثيبه .

فالحمد لله على نعمة الإيمان و كفى بها نعمة،و الحمد لله، كما ينبغى لجلال وجه الله و عظيم سلطانه.

نعم الله علينا تترى ،فالحمد لله وفق ما يريد .

و لنجرب بالحمد و مداومته و الإدمان عليه،فستزيد العافية و البركة و خيرات المنعم ،بإذنه و قبوله.

أما التمادى فى الغفلة و عدم الاكتراث لهذه النعم الربانية،التى لا تعد و لا تحصى،و الاستهزاء و الاستهتار بها،فذلك مؤشر غير مفيد إطلاقا.

الحق أحق أن يتبع ،فلنجتهد على حمد الله و صرف نعمه، فيما أمر به .

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس:الصحة و الفراغ".

و قال صلى الله عليه و سلم:"لا تزل قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع:عن عمره فيما أفناه،و عن شبابه فيما أبلاه،و عن علمه ماذا عمل به،و عن ماله كيف اكتسبه و فيما أنفقه".

و قال سبحانه و تعالى :"و لتسألن يومئذ عن النعيم".

إننا مدعوون لمحاسبة أنفسنا،قبل أن نحاسب!.

اللهم رضيت بك ربا و بالإسلام دينا، و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا .

5. فبراير 2019 - 16:52

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا