رأي بخصوص إصلاح التعليم / بويايْ سيد أحمد اعلِ

مامن شكٍ بأن مقياس تقدم الدول والأمم ورُقيها يشكل التعليم أحد معاييره الأساسية التى لابد من الأخذ بها فى إطار تصنيف الدول المتقدمة و تنقيطها وترتيبها فى مجال التنمية البشرية المستدامة بإعتبار الاستثمار فى الثروة البشرية من خلال التعليم والتكوين والتأطير دعامة صلبة لبناء  دولة مدنية حديثة تستطيع مسايرة رَكْـبِ التحولات الأقتصادية والإجتماعية التي تنشدها الحكومات والشعوب والأمم.
إن فساد وإفساد التعليم وتَجاهُل نواقصه واختلالاته والقفز عليها يعنى فشل وإفشال السياسات الحكومية فى أي بلد من بلدان العالم ورُسُو  سفينة الطموح  والأحلام فى ميناء الفشل والخسارة على سواحل محيط الوحل.
منذ سنوات وقطاع التعليم فى موريتانيا وهو يعانى بعض الاختلالات الجوهرية  بإجماع  واعتراف المُدرسين والآباء والحكومة على حد السواء رغم المُراجعات والإصلاحات التى تقوم بها الدولة والتي وللأسف لم تؤتِ أُكْلها خاصة من الناحية البنيوية ولعل مردُ ذلك يعود إلى عدم وضع الأصبع على مكمن الخلل والأخذ بآراء أهل الميدان ( المعلم، الأستاذ ) قبل أهل الإختصاص (الجميع  وخاصة من يجلسون تحت المُكيفات ) من بابِ أهل مكة أدرى بشعابها.
وبما أن مستقبل أمتنا  يتوقف على التعليم ومدى جودته والعناية به اكثر لنرتقى إلى مصافِ الشعوب المتعلمة والمتحضرة فأرى أن إصلاح التعليم يمرُ من خلال:
ً– تشكيل لجنة غيرِ مُسيسة أو مؤدلجة من المُدرسين والحكومة لِتُعاين وتُباشر المؤسسات وتقف على حجم النواقص وتسجيلها 
—  تسمية لجنة موازية من السلطة التنفيذية لمعالجة الاختلالات الواردة فى تقرير اللجنة المشتركة فورا ومنحها كامل الصلاحيات دون قيد أوشرط للشروع فى تنفيذ  مهمتها .
— تخصيص ميزانية مُعتبرة للتعليم تكون من أكبر الميزانيات حتى يتسنى للمعنيين إكمالُ ماينوون إصلاحه 
— مُراجعة المناهج مراجعة شاملة وغربلتها والتفكير بتدريس المواد العلمية باللغة الأم ( اللغة العربية ) لأن الطالب لايمكن أن يُبدع ويبتكر إلا  بلغته وإن كانت هناك استثناءات ، طبعا مع الإهتمام بتدريس اللغات الأخرى
— رفع ضارب مادة التربية الإسلامية حتى تتبوأ مكانتها وحرصا على زرع وتعزيز القيم الإسلامية النبيلة
— تفعيل دور المفتشية واعتماد علامة التفتيش والإدارة فى معايير الترقية 
— مراجعة راتب  المدرس ورفع سقفه موازاة مع ارتفاع تكاليف الحياة ومتطلباتها  وجعله فى ظروف ملائمة ماديا ومعنويا بإعتباره هو لُبُّ العملية التربوية وأساس إصلاح الأمم ، إذ أنه ليس من المنطقي والوارد والمستساغ  أن يكون هناك من ليس لديه الباكلوريا أو الباكلوريا على الأقل وراتبه يفوق من يحمل شهادة الباكلوريا فما فوق وتقع على عاتقه مسؤولية تكوين الأجيال 
— تحفيز الطلاب على القراءة والابتكار وتوفير اللوازم المدرسية والمختبرات فى المدارس
—أن يكون هناك رالى أدبي موازاة مع رالى العلوم تحفيزا وتشجيعا لأهل الآداب حتى تكون هناك نظرة متزنة بإتجاه التخصصات وعدم المفاضلة  فيما بينها، فالعلوم متكاملة وليست مُجتزءة .
— مراجعة اكتظاظ الأقسام  وبالمناسبة سأوردُ مثالا فمن بين الاقسام التى اُدرس فيها قسم السادس علمي ويحتوي على 102 تلميذ.
—توفير حُراس وشرطة مدرسية
—توفير غطاء مالى كمِنح للتلاميذ الناجحين من القرى والأرياف التي لاتوجد بها إعداديات .

16. فبراير 2019 - 9:18

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا