اتفاقياتُُ مُجحفة في حق الثروة السمكية و شاطئ لا يدفعُ الزكاة / محمد فاضل الشيخ محمد فاضل

على طول 574 ميلا من دلتا نهر السنيغال حتى خليج الرأس الأبيض كَتب التاريخ الموريتاني الحديث عجز الحكومات المُتعاقبة عن توزيع عادلٍ لثروة المُحيط و إنعكاساتِ منافعه على الناس

فرغم الإتفاقيات الدولية و البُنود الكتابية و العائدات المادية ظل هذا القطاع يُمثلُ لَعنة الفرعون و يرْمز لأبشع أنواع الفساد وضعف الضوابط والْقوانين و النُّظمِ الإدارية المتخلفة و انتشرتْ أنواعه واتخذَ أشكالا مُختلفة من اتفاقياتٍ غير مُعلنة الى أخرى مُبْهمة و توزيعٍ دون معاييرٍ لرُخَصِه و تدْبيرِ مصالحه عبر سياساتٍ غير مُمنهجة عشوائية و غير مدروسة .

الواقع المُرُّ هو أن سياسة التجهيل التي انتهجَتْها الحكومات و تغييب المعلومة شجعتْ الشركاء الصينيين و بُلدان الإتحاد الأوروبي و غيرهم من إنتهاج سياسة تفاوُضية تعْتمدُ على المرور تحت الطاولة و لم تعد تَمَلُّ طول مُدَد الجولاتِ و لا ترغب في قواعد الحفاظ على النوع و لا حماية الثروة

فرغم أننا نَجْنِي من اتفاقيتنا مع الاتحاد الأوروبي أكثر من أربعين مليار أوقية ( قديمة ) سنويا إلا أننا كشعب لا نمتلك أي طريقة للإطلاع على آلية الحكومة في مراقبة 225000 طن التي تسمح  الاتفاقية للجانب الآخر باصطيادها و لا ما تُوفره من مناصب شغل مباشرة

و لا يستفيد المستهلك الوطني عمليا من نسبة 2% التي يجب على السٌّفن التنازل عنها بموجب الإتفاقية لتعزيز الأمن الغذائي بالطريقة المنصوص عليها و هو بيعها بأسعار رمزية حيث من المفروض أن تصل هذه الكمية الى 4.500.000 كغم سنويا من كل الأصناف المصطادة إلا أن الملاحظ أن النوعيات الجيدة غير معروضة و الأصناف الأخرى - و التي يُوفرها الصياد التقليدي أصلا - تُباع على بعد 400 كم من العاصمة أنواكشوط ( بلد المنشأ ) بما يعادل 5 أورو/كغ  و هو أعلى مِمّا تُباعُ به في كثير من دول الإتحاد الأوروبي 

الأخطبوط صيده ليس مشمولا في بنود الاتفاقية مع الأوروبيين و رغم أنه ثروة تكفي لتحسين ظروف الكثيرمن العاطلين و المُتسكعين بحثا عن فرص التوظيف الا أن سياسة الوزارة في السنة الأخيرة أرادتها قِسمة ضِيزي فجعلتها رُخصا بمثابة مِنحٍ  للمحظوظين و النافذين و حَرمتْ منها الغارمين و المؤلفة قلوبهم .

إن أسباب الفساد في هذا القطاع الحيوي تعود إلى إنتهاج مَسلكيات تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة رغم كونه ثروة وطنية متجددة تكفي لإستيعاب أنّاتِ الجياع و إيواء المُتشردين و تحقيق طموح الحالمين و قد كان بالإمكان أن تُوفر الدولة من خلاله للْمستثمر الوطني ما تقْتلعُه ابٌّوليْ هونْدونْ الصينية من أعماق المحيط دون معرفةٍ لِلْكم أو النوع و دون أي رقابة أو مُساءلة أو حتى نصوص اتفاق .

ستظل الأرواح يَقظة و ستَنتهي في عصرٍ من العصور لُعبة كِتابة التاريخ بلغة أهل الحجاز و تفسيره بلغة بني تميم 

فالفصل المظلم من روايةِ لَعنة الفرعون قد أُضِيئتْ زواياهُ بعد رحيلِ البطلْ .

18. فبراير 2019 - 18:56

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا