سياسات التعليم ... قِلاع النكسات و الإخفاق / محمد فاضل الشيخ محمد فاضل

 المُعلم أوالتلميذ أوالمنهج الدراسي أم طُرق التدريس أم الفضاء الدراسي !! مِن أين البدء ؟ كُل طَرَف من أطراف معادلة التعليم يَلفظأنفاسه الأخيرة أو يكاد 

لنبدأ من غُرف الإنعاش حيث يتجمد خطاب الساسة و تتضح لنا لُعبة الحكومات و يُبنى خِطابها و يزدانَ بعبارات تطوير التعليم و التفاخُربتَخصيص نِسبٍ عالية من ميزانياتِ الدولة للإنفاق على التعليم و تُخَصَّصَ الأيام الدراسية و السنوات لتطويره و تُبني خِطط النهوض به" و الْمَيِّتُ فأرُُ " 

إن كل حكومة تعتمد خططا تنموية دون الأخذ بعين الإعتبار تأسيس المُعلم و تطوير قُدراته و وضعه في ظروف تُناسب الهدف منرسالته و توفير بئة تعليمية مُناسبة له و لِطلبته و لا تهتم بإرتباط المنهج الدراسي بالمحيط لن تكون مُساهَمتُها في النهوض بالتعليم و لابالتحسين من جودته سوى صَيْحة بوادي غير ذي زرع تُحيط به جبال من حَجرٍ تُعيد صَدى الصوت و لا تُسْمِع غير صاحبه.

لقد تآكل كل شيء حتى أصبحنا في حاجة لإستيراد من يُدَوِّن يَومِيّاتنا 

لقد باتتْ شهاداتُنا مجروحة و مُستوياتنا مُنهارة و إنتاجاتنا الفكرية و العلمية طاقة مُنْصهرة دون أن يتحرك ساكنُُ عند وُلات الأمر رغمأن الْخَطبَ جللُُ و يستحق إعلان طوارئٍ أكثر من رفض تمويل الحائط الأمني بين آمريكا و المكسيك.

سنوات عجاف في العطاء و وُزراء سَادوا في الديار يَجدونَ مُتَّسعا من الوقت للحديث و التدْبير و التعْيين و التحويل و التخطيط مُؤهلونلكل شيء إلا في التفكير في المستوى المُخيفِ للرسوب و رداءة الفضاءات التعليمية و ضعف التكوين بشقيه الأولي و المُستمر في النموالمُتسارع و غير المضبوط للتعليم الخاص في البنية التحتية في عدد الأقسام في الكم في النوع لا يستمعون و لا يسْتَشِيرون قادمون بجَرةقلمٍ من عالمٍ آخر غير مَعْنِيِّين بالوقوف للمعلم و لا بتبجيله لا يهتمون بالمصادر البشرية و لا يعتبرونها ركيزة أساسية  في نجاحهمْ فيالمُهمة المُوكلة اليهم ... و رغم هذا يجلسون بهدوءٍ في مجالس الوزراء تحت يافطةٍ كُتب عليها وزير التعليم

لقد كانت خطط اصلاح التعليم التي انتهجها العسكر عام 1979 بعد انقلابهم وَبَالاً عَلى المجتمع و مكوناته حيث تضمنت خطة الإصلاحتغييب هيمنة الدولة و رقابتها فقررت تخيير الطلاب بين التحصيل بإحدى اللغتين الفرنسية و العربية مما تسبب في إنتاج أجيال غيرمُتماسكة و غير مرتبطة بوشائج اللغة التي تُعتبر أهم وسائل الترابط و تزاوج العادات وا لمفاهيم و طرق التفكير

لقد ظلت السياسات التعليمية المتعاقبة على المنظومة التربوية  تَلْبس الحذاء الْخَشِن منذ مُحاولات الإصلاحات الأولى و أستمرتْ في ماعُرف بإصلاحات 1999 التى أقرها ولد الطايع و كانت الخطة تقتضي الإعتماد على المواد العلمية و برمجة دروس الإعلاميات فيالمقرر لكنها عَملتْ على أن تكون اللغة الفرنسية طاغية على حساب العربية مما سبب شرخا كبيرا بين هؤلاء و أولئك. 

لم تستطع الحكومات المتعاقبة أن تستوعب أن إصلاح المنظومة التربوية يجب أن يبدأ بتوافق وطني شامل و بدعوةٍ لِأيامٍ تفكيرية خارجأوقات الأزمات السياسية و بمشاركة جميع الفعاليات الوطنية و كل وزراء التربية السابقين و الهيئات النقابية و المفكرين و أصحابالإختصاص و وضع خطة خماسية أو عشرية يتم تقييمها كل ثلاث سنوات و تُراعَى فيها وضعية المدرس و تحسين ظروفه بما يضمن لهرفاهية العيش و رغد الحياة و تخصيص ميزانيةَ استثمارٍ تُعادل في سنواتها الأولى ميزانيات القطاعات الأخرى مُجتمعة إضافة الىمُراجعة المقررات و غَرْبلتها من الحشْو و مَوْرُوث الإرتجالية طيلةَ العقود الماضية

،إن الإصلاح لا يقبل الانتظار و بينه مسافة شاسعة جدا مع النهضة و الإنبعاث و لا يُمكن أن يكون نظرياتٍ و لا أمانِي بل هو سَرْدلطموحاتٍ و نجاحاتٍ و لا سبيلَ اليه اذا تم تجاهل الإخفاقات و تمّ القفز فوق المُسببات  " فما أشبه التعليم بالمِجداف إن لم تتقدم للأمامعاد بك للوراء " مثل صيني.

21. فبراير 2019 - 12:29

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا