من سره زمن ســــاءته أزمان/ المهدي بن أحمد طالب

 المهدي بن أحمد طالبإنّ النّاظر في عالمنا العربي اليوم ليرى تغيرا عجيبا في فسيولوجيا حيانا اليومية ، إذ أنّ الأقدار متقلبة بين الحلو والمر والفرح والسرور وهذا من السنن الكونية التي لا تتغير ما بقي الليل والنهار.

فهذا محمد حسني مبارك آخر فراعنة مصر المُتعجرفين حكم شعبه بالحديد والنار سجن الجميع تحت مظلة أمن الدولة المطاطة لم يسلم من بأسه الشيخ الهرم والمرأة الثكلاء والأرملة والطفل اليتيم ، ليبقى في ملكه حديث سمرِ وأثر بعد عين منقلبا السحر على الساحر وهو الشيء ذاته الذي فُعل بأشياعه من قبلُ وإن لم يك قتلا فمذلة ليرى بعينه الدامعة وبدْلاته الإيطالية سوء فعله وقبيح صنيعه ألا ساء ما يزرون ، مقتديا الابن بأبيه باطشا ومنكلا ، ومن المُفارقة أن الأب أصبح يحاكم في نفس المحكمة التي كان يحاكم فيها قادة الإخوان ، وحتى إن أحد أبنائه ليرفع المُصحف كما كان يفعل الإخوان في عهد عبد الناصر والسادات .
وهذا زين العابدين بن علي أحد القياصرة حكم تونس الخضراء 24سنة كان أشد على شعبه من سلفه ، يسجن على أتفه الأسباب فمُجرد وجود كتاب عندك يخالفه في الرأي والفكر مصيره المحاكمة والسجن المؤبد ، أما ليلى الطرابلسي فهي كل شيء سخرت ثروات تونس في أدوات تجميلها الذهب والحرير والزرجد لأنها زوجت الرجل الأول .
خرج أحد البؤساء بائعي الفواكه في الشارع على عربة له فكان جهازه الأمني له بالمرصاد فأذاقوه نكال الآخرة والأولى ، فكان هذا المسكين هو الطلقة الأولى ،أصبح بن علي طريدا في دولة كان يصفها بالرجعية والدروشة .
أما معمر القذافي فهو بيت القصيد آخر الجبابرة المتغطرسين ، لباسه الحرير والزبرجد مجالسه لا تخلو من جارية ، السخرية من الآخرين هي حديثه فهو ليبيا 
أبناؤه لم يذوقوا طعم البؤس ، سيف العرب يتجول بين جامعات ألمانيا بكل ترحيب ، الساعدي لاعب كرة القدم لا يجرأ الحكم على إعطائه بطاقة صفراء فضلا عن حمراء ، عائشة صاحبة فستان الملايين تمثالها من ذهب تزوجت من ابن عمها 2006م فكانت مضرب المثل ، سيف الإسلام يحضر دكتوراه في العلوم السياسية قصره في لندن لا تسكن ملكة ابريطانيا في مثله ، وهانبعل أشبه ما يكون بالمغني الآمريكي مايكل جاكسون لا يتزوج غير بنات بني الأصفر ، ثُمّ ما لبثت الأيام أن قتل الأب شر قتلة عرفها زعيم عربي ودفنت جثته حيث لا يعلم أحد ، صار أبناؤه يتامى ،عائشة أصبحت تتغذى على صدقات الجزائريين ، والساعد يتكفف في النيجر ، أما سيف فأصبح سكين مسكه جرذان أمس وصار هو الفأر إن في هذا لعبرة للموقنين .
وليس الغرض من هذا التشفي والرقص على أوتار الموت وإنما هو أخذ العبرة من هؤلاء وليعلم الجميع أن لا أحد في مأمن من هذا وأنه لا يدوم غير ملك الله عز وجل  ، فهل أنت أخي من مَن يتعظ بغيره أم من مَن يتعظ من غيره  ؟

12. نوفمبر 2011 - 0:00

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا