بين بركان التعليم وزلزال المُدرس/ بويايْ سيد أحمد اعلِ

بات تعليمنا قاب قوسين أوأدنى من بركان قد يعصف بماتبقى منه إن لم تتداركه الجهات المعنية  ( نظاما ، وآباءا ، ومدرسين، وطلاب وهيئات المجتمع المدني) فالمناهج مترهلة والمستويات متدنية،  والكتاب المدرسي الحديث غير متوفر ، ووسائل الإيضاح من خرائط ومختبرات لاتكاد تجد لها أثرا ،والسبورات بالية والنوافذ والأبواب متحطمة، والإجرام على الابواب أما المدَرِّسُ الغائب الحاضر  فواقعه المادي والمعنوي لايبعث على الإرتياح إطلاقا راتب هزيل وعلاوات ضئيلة ومعاناة دائمة واصبح يُنظر إليه نظرة دونية فلاهو براتب محترم يجلب له الأحترام فى مجتمع طغت المادة فيه وديست القيم والمبادئ ولاهو فى  بيئة تهتم بالتعلم والتعليم وتولي عناية لللتعلم والمعلمين فيرفع ذاك من شأنه ،فإن أراد استاذ او معلم إقناع تلميذ بالتعليم وأهميته وجدوائيته يرد عليه التلميذ: أخي فلان تخرج ويحمل شهادات عليا وهاهو عاطل عن العمل، أما أختي أوجارتي  فلم تدرس أو قد انقطعت عن الدراسة  وليس لها من الشهادات — بعد الشهادة أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله —   إلا شهادة ختم الدروس الأبتدائية أو الإعدادية وهاهي تتقاضى راتبا محترما ولديها من الإمكانيات ماليس عند حامل شهادة عليا، فكيف إذن تُقنع تلميذا مراهقا تسيطر المادة على ذهنه بقيمة التعليم وهو يشاهد بأم عينيه مفارقات عديدة ،اصحاب شهادات وخبرات عاطلون وبعضهم يصارع البطالة المقنعة كجنود التعليم الذين يتجرعون حنظل الواقع رغم نُبْلِ الوظيفة وسُمُو الرسالة.فى هذا الواقع المتأزم يوشك أن يكون هناك زلزال  رفضا للإستكانة والتهميش لمن قيل فيه قف للمعلم وفيه التبجيلا.    كاد المعلم أن يكون رسولاإن النهوض بالتعليم وانتشاله من التدهور والانحطاط والموت السريري  مسؤليتنا جميعا سلطة وآباءا ومربين وشركاء ، وطبعا  لن  يتم ذلك إلا بالوقاية والعلاج والإستماع بأذن صاغية وعقل حصيف لصيحة أهل الميدان قبل فوات الأوان فالمسؤولية مسؤوليتنا جميعا ، والتعليم هو مانعلق عليه الآمال لبناء دولة قوية ومجتمع واع سدا للباب أمام الخراب والإتكال على الآخرين ومحاربة التطرف .أيها الرئيس تأكد أن التعليم بات إسما على مسمى إذالم تتدخل وتعطى الأومر عاجلا غير آجل للتدخل لإنقاذ القطاع ورد الاعتبار لأولئك المجاهدين ومراجعة رواتبهم الهزيلة أولئك المجاهدون  الذين درسوك ودرسوا ابناءك وكونوا الأطقم الإدارية والسياسية والنخبة بشتى اصنافها وغرسوا القيم والوطنية فى ذهن الجندي الذى لما يعزف النشيد الوطني يشعر بالفخر والاعتزاز انتماء للجمهورية الإسلامية الموريتانية ، ورسخوا حب الوطن فى الأشبال .أيها الآباء وأيها الشركاء تصوروا مدى تدنى مستويات ابنائكم ليس طبعا المعلم ولا الاستاذ هما السبب  ولكن هو نقص الكادر البشري في المؤسسات وغياب وضعف التكوين المستمر  ،فالمعلم يبذل الغالى والنفيس فى سبيل التلميذ ولكن لابد من جهود أخرى توازي جهد المدرس  كالرقابة في البيت والمطالبة بتوفير المدرسين والكتب .أيها المربى مهنتك نبيلة ورسالتك سامية والمسؤولية الملقاة على عاتقك كبيرة والتحديات عظيمة لاتتقاعس عن الواجب و لاتيأس وطالب وجاهد فما ضاع حق وراءه مطالب فعسى الله أن يبعث من القوم من يستشعر حجم المعاناة ويفهم أن التعليم هو أساس وعماد رُقي وازدهار الأمم والشعوب ومنارة قطاع العدالة والصحة والمؤسسة العسكرية وكل القطاعات دون استثناء.انقــــذوا التعليـــم.

18. مارس 2019 - 18:39

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا