تفاجأت كثيرا كغيري بخطاب النائب الأول لرئيس الجمعية الوطنية العربي ولد جدين، ورغم أني قرأت الخطاب أول مرة على أنه تطور جديد في خطاب الأغلبية يتماشى مع المستجدات المتسارعة التي يشهدها البلد على مختلف الصعد،
يعيش مواليد السبعينات في موريتانيا وضعية لا يحسدون عليها في مجالي التعليم والعمل حيث يتملكهم اليأس والإحباط بعد أن ظلمهم التاريخ بمسلسل من السياسات الإصلاحية العرجاء شلت عملية تعليمهم وقطعت الصلة بينها وسوق العمل،
يبدو أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن رحل عن هذه الدنيا كما تمنى تماما، فقد قُتل على أيدي أعدائه وهو يحمل سلاحه مقاتلا، مقبلا غير مدبر، وسلم من الأسر والمحاكمات والتشهير الإعلامي، وغير ذلك من المهانات التي تعرض لها الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
ليس في الظروف المأساوية الصعبة للعمال الموريتانيين اليوم أي هامش حتى لتصنع الفرح والاحتفال_ ولو قسرا_ بالعيد الدولي للشغيلة، الذي يصادف الفاتح مايو من كل سنة.. وإذا كان من بيننا "نقابيون" بمقدورهم تمثيل دور الاحتفال بيوم يمثل بالنسبة للعمال عندنا في هذه الظروف الخاصة مأتما حقيقي.
من حسنات المرحلة الراهنة أن نسمع بعض أفراد الطبقة السياسية يفكرون بصوت مرتفع، بعد ان سئمنا الكلام الفارغ المعد للاستهلاك الشعبي، و بينما تبقى الأفكار الحقيقة لهذه الطبقة ضمن دائرة ضيقة، تعتبر أفكارها من "المضنون به على غير أهله"،
تكشف الأحداث المتلاحقة في الشام عن عمى كبير في عيون طبيب العيون وعجز مستغرب على شاب كان يظن به أن يكون أكثر "إدراكا وفهما ووعيا" من بقية قادة الدول العربية المتهاوية عروشهم بفعل التكلس والإفلاس السياسي ، ووعي الشباب العربي ، وعودة الروح إلى الشعوب بعد نوم طويل.
شكـّل حديث الرئيس محمد ولد عبد العزيز في لقائه بأغلبيته يوم الاثنين 18/04/2011 في القصر الرئاسي نقطة تحول في خطاب الرئيس و رؤيته لبعض مكونات الطيف السياسي في البلد , حيث بيّن رفضه لكل مخالفيه و ازدراءه لهم و اتـّهامه لهم بكل ما يكرهه المرء لنفسه و يأباه لها,
بعد محاولات 25 فبراير في الاحتجاج والضغط على النظام القائم غابت تلك المظاهر بشكل كلي تقريبا!!!، رغم أن أسبابها أي الأزمات وحالة الانسداد والجمود لم تجد لها حلا شافيا.فهل يعود الأمر إلى خوف الموريتانيين من القمع وآثاره المحتملة؟.
كم مرة سمعنا أن رئيسا من رؤساء العالم قطع زيارة، أو عطلة، أو فترة نقاهة، أو نشاطا بالغ الأهمية، وعاد إلى مكتبه لتسوية أزمة مفاجئة في بلده من قبيل كارثة طبيعية، أو عدوان أجنبي، أو أزمة داخلية ذات طابع سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي.
تعاني كل المجتمعات البشرية من انقسامات أفقية كالفروق بين الأغنياء والفقراء، وأخرى عمودية كالانشقاقات الطائفية والدينية. فالتصدع الأفقي في المجتمع مُعين للثورة حافز عليها، بينما يعوق التصدع العمودي مساعي الثورات والتغيير.
ضقت ذرعا ووصلت نقطة الغليان، ولذا قررت أن أبوح بمكنوناتي وهواجسي .. حتى لا أقضي نحبي بسبب تضخم في القلب أو سكتة دماغية، وذالك لحنقي وغيظي من الذين حولوا قضيتي إلى تجارة رخيصة.
كنت صغيرا وأنا المولود في الصحاري الإفريقية في بوادي "موريتانيا" أقرأ عن العرب وأشعارهم وتاريخهم وأرضهم ولا أحسبني يوما أزور تلك الرسوم والأطلال ،لاسيما أرض قريش التي علي أديمها وطئ المصطفي صل الله عليه وصحبه الكرام ،ونزل فيها القرآن بلسان عربي مبين ،
"السلاحف لا تطير"، وربما كانت آخر من يفكر في التحليق، وآخر من يعطي الدروس في تعلم الطيران، وكذلك "العقلية السلحفية" فهي تغمر ضمائر أصحابها بالانطفاء والانكفاء، فتتجاوزهم دورة الزمن حيث هم، لا يتغيرون ولا يغيرون.