الحديث عن "تعليمات الرئيس" بضرورة توفير العلاج المجاني للملاريا ليصبح متاحا للمواطنين أسيء فهمه من طرف الجميع.. فالرئيس كان عليه أن يتحدث عن "الجرعات الوقائية",
شهدت الفترة الأخيرة سلسلة إجراءات تم بموجبها تجريد بعض الإداريين من وظائفهم واعتقال بعض المسؤولين بتهمة اختلاس المال العام ..وقبل ذلك شهدت فترة الانقلاب التي سبقت الانتخابات الرئاسية مثل ذلك .
ليغفر لي الشيخ أبو حامد الغزالي، عدواني على عنوان كتابه الرائع الماتع "إلجام العوام عن علم الكلام" فلقد بت معه على سنن واحد وسعي إلى إلجام العوام ليس عن علم الكلام فقط، وإنما عن الكلام كله، فلعل في ذلك خيرا للعامة والخاصة على حد سواء.
قال أبو سعيد البصري يعظ زوجا له سليط اللسان ما تكف عن الخصام إلا لتعود إليه - وهو شيخ حدبت عليه مصائب الدهر فما يبرحن بابه، وما تكله صغراهن إلا إلى الكبرى،- وإن لم يسلبنه إيمانا وعزما فتيا على مغالبتهن – وهن الغالبات- ما وجد لذلك سبيلا- :
لقد صدمت نواكشوط وأصاب أهلها من الذهول والحيرة والاستغراب ما لو وزع على القارة السمراء لوسعها دون تطفيف أو نقص ...أجل لقد رأوا بأم أعينهم وبين ظهرانيهم ما كانوا يستعيذون بالله منه وهم يسمعون الحديث عنه في الأنباء العالمية هنا أو هناك..
مع تنصيب كل رئيس جديد، وميلاد حزب مقرب من هذا الرئيس، تتجه "بطون" المنتفعين بالسياسية، المفكرين بأمعائهم، صوب هذا الحزب، تتوالي هجراتهم من كل حدب وصوب، في بيانات ومؤتمرات صحفية ومسيرات راجلة إن تطلب الأمر..
المثل التي يحملها حنفي والقيم التي يحلم الفتى حنفي بسيادتها هي التي قادته إلى السجن، وهي التي يمكن أن تقوده، أو تقودني أو تقود غيرنا غدا إلى حبل مشنقة طاغية، أو لهيب نار طاغية، أو أعواد صليب طاغية.
بقيام حكومة الوحدة الوطنية وبإصدار المجلس الدستوري لمرسوم يستدعي هيئة الناخبين يوم الثامن عشر من يوليو وانطلاق الحملة، يكون اتفاق دكار قد دخل حيز التنفيذ، فاتحا المجال أمام تنظيم انتخابات رئاسية، تشارك فيها أهم رموز الأطراف الأزمة السياسية التي عرفتها موريتانيا طيلة أكثر من عشرة أشهر مضت.
يقال إن الحيوان الذي يسمى "وحيد القرن" لا يسير إلا في اتجاه واحد يندفع نحوه بجنون ورعونة ولا يلقى هذا الحيوان بالا لأية مخاطر أو عقبات قد تعترض طريقه وهو إلى ذلك حيوان كثير التنقلات والهجرات التي تكون غالبا بلا موئل وبلا وجهة محددة.
أثبتت الزيارة التي قام بها الجنرال محمد ولد عبد العزيز لمقاطعة المذرذرة الخميس الماضي بما لا يترك مجالا للشك مدى ميوعة الخريطة السياسية الجديدة-حتى لا أقول الانقلابية- في المقاطعة والتي تشكلت بعد السادس من اغسطس على أنقاض الخريطة السياسية التي تعود إلي بداية التسعينات.
لقد كانت لوحة رائعة وبديعة تلك التي رسمت يوم 19 ابريل 2007 في قصر المؤتمرات عندما سلم العقيد اعل ولد محمد فال السلطة لأول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في بلادنا، ورغم ما انطوت عليه تلك الصورة من تشوهات داخلية،
بات من شبه من المؤكد أن أطراف الأزمة السياسية بموريتانيا تجاوزت العقبات الرئيسية من أجل إعادة الهدوء السياسي للشارع بعد تقاسم للسلطة أنضج بشكل متوازن علي نار هادئة بالعاصمة السينغالية دكار.