بقيام حكومة الوحدة الوطنية وبإصدار المجلس الدستوري لمرسوم يستدعي هيئة الناخبين يوم الثامن عشر من يوليو وانطلاق الحملة، يكون اتفاق دكار قد دخل حيز التنفيذ، فاتحا المجال أمام تنظيم انتخابات رئاسية، تشارك فيها أهم رموز الأطراف الأزمة السياسية التي عرفتها موريتانيا طيلة أكثر من عشرة أشهر مضت.
يقال إن الحيوان الذي يسمى "وحيد القرن" لا يسير إلا في اتجاه واحد يندفع نحوه بجنون ورعونة ولا يلقى هذا الحيوان بالا لأية مخاطر أو عقبات قد تعترض طريقه وهو إلى ذلك حيوان كثير التنقلات والهجرات التي تكون غالبا بلا موئل وبلا وجهة محددة.
أثبتت الزيارة التي قام بها الجنرال محمد ولد عبد العزيز لمقاطعة المذرذرة الخميس الماضي بما لا يترك مجالا للشك مدى ميوعة الخريطة السياسية الجديدة-حتى لا أقول الانقلابية- في المقاطعة والتي تشكلت بعد السادس من اغسطس على أنقاض الخريطة السياسية التي تعود إلي بداية التسعينات.
لقد كانت لوحة رائعة وبديعة تلك التي رسمت يوم 19 ابريل 2007 في قصر المؤتمرات عندما سلم العقيد اعل ولد محمد فال السلطة لأول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في بلادنا، ورغم ما انطوت عليه تلك الصورة من تشوهات داخلية،
بات من شبه من المؤكد أن أطراف الأزمة السياسية بموريتانيا تجاوزت العقبات الرئيسية من أجل إعادة الهدوء السياسي للشارع بعد تقاسم للسلطة أنضج بشكل متوازن علي نار هادئة بالعاصمة السينغالية دكار.
كنتُ أضيق ذرعا بكثرة شكوى الأدباء يَدَ الدهرِ من غياب المماثل وانعدام الجليس المشاكل. إلا أن أياما قضيتها في كيب تاون (أو قل في شعب بوان) جعلتني أعيد النظر في موقفي من شكوى مشايخنا..ابتداء من المتنبي وانتهاء بزكي مبارك.
انتهت الوساطة السنغالية قبل أن تؤتي أكلها رغم تشبث السنغاليين باستمرارها، دون أن يلوح في الأفق أي حل سياسي لإخراج البلاد من أزمتها السياسية وعزلتها الدولية التي باتت تهدد كيانها وحاضرها ومستقبلها.
هكذا شاءت إرادة الله وما لنا إلا الرضا بالقضاء أن نودع الشيخ الإمام بداه ولد البوصيري والمآقي لم تجف بعد والجرح العميق لم يندمل ..فمحمد سالم ولد عدود رحمه الله ما زال يسمع قرع نعال دافنيه- ليتضاعف الألم وتتجدد الحسرة ونمارس الحزن مرة أخرى ...وهو الذي :ي
شيخنا وإمامنا ووالدنا, ها نحن يا سيدي بداه نبكيك بنفس الدموع الحراء التي بكينا بها ومنذ أسبوع الشيخ محمد سالم ولد عدود, نبكيكما في ذروة عام الحزن, هذا الذي نعيشه دموعا ومآتم وشهقات ومصائب لا تقف عند حدود الصبر, ولسان حالنا ينشد مع البر عي:
خطوات سياسية متسارعة تعرفها الأوضاع السياسية في موريتانيا التي تعيش أزمة شرعية حادة في نظامها السياسي، فالانقلاب العسكري يحاول اكتساب الشرعية السياسية من خلال انتخابات رئاسية ينظمها في السادس من يونيو القادم، وتقاطعها القوى السياسية الرئيسة في البلاد، في الوقت الذي تستمر
شيخنا محمد سالم ولد عدود بأية طريقة سنودعك، وأنت تسير عن عالمنا ثابت الخطا، واضح النهج، ممتد الدرب نحو جنة الرضوان؟ هل نبكيك سيدي الشيخ؟.. هل نلطم الخدود ونتوارى أسفا وقد أبيضت أعيننا من الحزن؟
ينظر الكثيرون إلى السيد با أمادو الملقب أمبارى باعتباره رجلا محظوظا لم تمنعه كل المعوقات من تسلق كرسي الرئاسة أخيرا ولو بطريقة شكلية ليصبح أول إفريقي موريتاني يتسلم هذا المنصب في تاريخ الدولة الموريتانية المعاصرة..
تبدو الساحة السياسية اليوم منقسمة بين فسطاطين أحدها يدعو للتمسك بأجندة الأيام التشاورية وما انبثق عنها من تنظيم لإنتخابات تعيد للنظام رأسه الذي فقده جراء انقلاب السادس من اغشت وتحقق حلم العسكر في التمسك بالحكم،
المتتبع لخطاب الجنرال الأخير في ولاية إنشيري والذي لا يعدو أن يكون امتدادا طبيعيا لخطاباته المثيرة للجدل والداعية للاستغراب والتعجب منذ انقلابه على الشرعية.. يتملكه العجب وتحيط به الدهشة من كل جانب .
كشف اجتماع باريس 20 فبراير 2009 عن مشهد سياسي يختلف عما كان سائداً قبل هذا التاريخ منذ انقلاب 6 أغسطس 2008، فقد اعترف المجتمع الدولي بوجود ثلاثة أطراف رئيسية للأزمة الموريتانية، وذلك بعد ما ظل الصراع في الماضي مختزلا في طرفين هما العسكر المنقلبون على شرعية «المؤسسة