إلى متى سنظل نسلك مجاهل الضياع و لا نرعوي؟
إلى أي مدى سنظل نسير بضبابية في عكس تيار الانتماء للوطن دون سواه؟
إلى متى سنبقى عاجزين عن استخلاص الدروس من كل الأحداث التي تطرق أبوابنا و تنغصعلينا رتابة أوضاعنا الصعبة؟
مرة أخري تجد المذرذرة العهد والوفاء لرجل التغيير البناء السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز بعد ما تحقق من انجازات فاقت كل التصورات في سباق مع الزمن فبعد أن تحولت البلاد إلي ورشة كبيرة من شرقها إلي غربها ومن شمالها إلي جنوبها وفي كل مناحي الحياة بدون استثناء.
هناك حقيقة يكاد الموريتانيون أن يكونوا مجمعين عليها، وهي: ضياع النخبة السياسية الموريتانية وانصياعها الأعمي وراء كل نظام، مهما بلغ من السوء أوالنبل، لا لشيء سوي الرغبة المرضية في المحافظة علي " المصالح" المستحقة وغير المستحقة،
كثيرا ما نسمع ضمن فضائنا الشعبي حكايات تسخر من النعامة في أسلوبها ومن "كابون" في تهوره وجشعه ونستمتع بها، لكوننا نري أننا في واقع أفضل ونمتلك مؤهلات تخرجنا من دائرة البلهاء عديمي الدراية والمسؤولية اتجاه المعضلات التي تمر بنا في حياتنا الخاصة والعامة.
استحقت سنة 2011 وبجدارة لقب سنة الثورات العربية دون منازع وتميزت كذلك بكونها سنة المفاجآت علي مستوي الثوابت العربية القديمة، سنة استعاد خلالها المواطن العربي كرامته وكرس هيبته في مقابل أنظمة شيدت علي البطش واحتقار كرامة الإنسان غير المنتمي إلي فضاء الغرب ،
استيقظ سكان مدينة نواكشوط صباح الخميس الماضي علي وقع معركة، اعتقدوا- بفعل دوي انفجاراتها- أنها انقلاب عسكري وأن العاصمة تعيش معركة بالذخيرة الحية، لا يمكن أن تحدث فجرا إلا بين أطراف عسكرية تتصارع علي السلطة.
بعد رحلة تزيد علي نصف قرن، هي عمر الدولة الموريتانية، من المنطقي أن نتساءل عن حصيلة الإنجازات وعن حجم ما تحقق علي الأرض ونقارن بين حالنا اليوم وآمال الجيل المؤسس، لنتمكن من الحكم الموضوعي علي مسيرة لم تكن دائما من صنعنا ولا كانت خطوطها العامة تعبر
المراقب المنصف لأوضاع موريتانيا اليوم، سيصاب بالدوار وعدم تصديق مايحدث: في الظاهر حكومة تترنح ومشاكل تستعصي علي الحل وشعب حائر يبحث عن حل لمعضلات بلده، أوعلي الأقل التخفيف من معانا ته المتشعبة، ونظام يسير في ظلمة، لايعرف الصديق ولا العدو ماهي أهدافه؟
طفح الكيل وبلغ السيل الزبى وتجبر الطغاة وتطاول المفسدون وانكشف القناع الحقيقي للجنرال وأعوانه وبدأت العودة بخطى متسارعة الى المربع القديم الذي ظن هذ الشعب المسكين أنه جعله وراء ظهره وبدأت حقيقة هذ النظام تتكشف للعيان بكل وضوح .
من سوء حظ الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أنه تسلل إلى سدة الحكم في ظلمة فجرٍ عربي شفَّاف، سرعان ما تكشَّف عن ثورات عاصفة، بينما جاء زملاؤه الذين دشنوا الحكم العسكري لبلادنا عام 1978 في غسق من الليل البهيم أعانهم على البقاء في السلطة مدة مديدة.
أجل! إنها نصيحة إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز.. دوافعها متعددة وأسبابها متنوعة؛ أولها أن فخامته رئيسُ بلد أعتز بالانتماء إليه وأذوب من الشفقة عليه.. وثانيها ما يربطني به من روابط أسرية ووشائج اجتماعية..