اوقفو السباب والشتائم اعني" الصحراء الغربيه" / د.محمدعالي الهاشمي

ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال ولا اريد ان نزل الي هذا المستوي للرد علي هذا النوع من المنشورات المليئه بالسب والشتم والتنقيص التى تصلنا مرارا وتكرارا في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع في الآونة الأخيرة، فأصبحت مرتعا لذوي النفوس الضعيفة ووعاء لتفريغ عقدهم وضغوطاتهم النفسية غير آبهين بما سيترتب عن ذلك من أذى الانفسهم ومصالحهم وذويهم لماذا أصبح هذا الكم الهائل من الحقد والكره العلني يطغى على منشورات الأخوه الصحراويين؟

سنظل نعتبر الأخوه الصحراويين إخوتنا وسنظل نساندهم ونقف معهم في قضيتهم وسنكون صوتا لهم اينما وصلنا وكنا ولن تستفزنا تلك المنشورات دافعنا عن الصحراء في الكثير من المنابر الدوليه وكتبنا عنهم في الكثير من المواقع الاعلاميه الدوليه والمراكز السياسيه وكان آخر ذلك المقال اللذي كتبت بالفرنسيه بعنوان صراع الكركرات وتم نشره في الكثير من المواقع منها جريدة مستقبل إفريقيا والمركر الجزائري الفرنسي للدراسات الديموقراطيه والموسوعه السياسيه والاقتصادية الاردنيه........وسنظل نعتبر أنفسنا سفراء للصحراء حتي تتم حلحلة القضيه

علي عكس ذلك يتفنن الاخوه الصحراويون في توجيه سهام النقد لنا والانتقاص من قيمتنا ، وكأن سبنا وشتمنا هوايتهم المفضلة، وهذا لا يخدم قضيتهم من قريب أو بعيد

الناس بصفة عامة معرضون للخطأ أو القصور ولا يوجد كمال مطلق في جميع الجوانب. وهذا الأمر من سنن الحياة ولم يسلم منه انسان لذلك نرى علماء وفقهاء ومصلحين وحكاما وغيرهم قد وقعوا بالخطأ في بعض الجوانب التي اجتهدوا بها.. ولكن في المقابل حقق أمثال هؤلاء الأشخاص (رجالا ونساء) العديد من الانجازات والنجاحات الواسعة والمفيدة خلال حياتهم التي عاشوها.

 الصواب هو قبول الانتقاد الهادف حول الخطأ الذي قد يقع من أي شخص ، ولكن ما نشاهد اليوم هو السب والشتم والحقد والكراهيه.....  نرى في هذه الأيام في  مواقع التواصل الاجتماعي أشخاصا يتصدرون الكتابة  من باب الانتقاد او من باب التشفي وارسال رساله مغلفه بالحقد والكراهية ، لايهم  كان الاجدر بهم ان بصبو سهامهم وكلماتهم وثقافتهم ومقالاتهم لحلحلة قضيتهم والتركيز عليها 

 ولاشك أن أمثال هؤلاء يشكلون «معاول الهدم» في المجتمع الصحراوي لانهم يساهمون باحباط الهمم وتفتيت العزائم واثارة الشكوك لأي جهد أو قرار سياسي أو عسكري  يُتخذ من قبل اخوانهم اللذين يعملون لصالح شعبهم ودولتهم سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات أو مسؤولين حكوميين. لذلك ترى هؤلاء الأشخاص (معاول الهدم) يسارعون بنشر السب والشتائم والتحريض أو الاساءة لدولة معينه، وفي نفس الوقت يحجمون عن نشر أخبار النجاحات والتآخي والتسامح أو المعلومات الطيبة الكثيرة التي تتوفر لمن يريد الخير ونشر المعروف والأمور الايجابية لتي تساعد في حلحلة القضيه.

نحن شعب واحد وهذا معروف  عربياً وافريقيا وإسلامياً، وعالمياً، شئنا ام ابينا نشترك في النسب والدم والعادات والتقاليد والتاريخ والحاضر والمستقبل 

 والاشكال المطروح ليس تقاربنا اوتباعدنا فالحدود  لا تبعد القريب ولاتقرب البعيد  غير أن قراءات عديدة، بعضها يأخذنا بصورة نمطية وُضعت ، وتأثرت بآراء بعض المثقفين المغاربه أو من كانوا على خلاف أيديولوجي وسياسي مع الشعبين او من دعاة مغربة الصحراء ، جعلت طابع العزلة والتشدد والكراهية هي السمة العامة بيننا  ولا أبرئ في هذا الإطار التربيه والتعليم والعقيده العسكريه الصحراويه لتي تربي عليها الأجيال وتعتبر تجسيدا للكراهيه والبغض والتباعد الاجتماعي والسياسي الموريتاني الصحراوي .

في موريتانيا  تعيش ما بين مليونين اوثلاث ملايين معنا من كل الأجناس، بما فيهم الأوروبيون والأمريكان والافارقه والهنود والصينيين والاسيويين والعرب ولم نسمع يوما اي مضايقة الاي اجنبي من طرف اي موريتاني بالعكس بل نحترمهم ونقدرهم وندافع عنهم وهناك من يوفر لهم السكن والعيش معه في منزله ويعتبرهم جزء من عائلته

وهذا الكرم والتسامح والهدوء له جذوره التاريخية ورواسبه الاجتماعية والدينية، ثم كيف نقبل بقضايا التشدد والكراهيه ونحن أعضاء في المنظمات الدولية ولدينا مثقفين دوليين ولهم تأثير دولي كبير ولنا في دول العالم سفراء وقناصل ومندوبون،  ولدينا علماء من مستوي لفاتيكان، ومؤسسي  حوار الحضارات والأديان، ولدينا طلبة وطالبات وتجار وجاليات في كل أنحاء العالم ، ونتعامل مع الوسائل الحديثة بحرية تامة إلا ما يمس أمننا وثوابتنا، ونملك في وسائلنا الإعلامية رأياً متقدماً وناقداً للسياسات الداخليه والخارجيه، وولنا وجهة نظر في القضايا العالميه بما فيها قضيتكم انتم.

لسنا مجتمع المثل العليا، التي لا توجد إلا في الآخرة، فلنا ظروف وتقاليد وقيم قد تتعارض مع المجتمعات، ولنا تحفظات لم تكن بسبب القرار السياسي، وإنما تراكم أزمنة وتواريخ أصبحت جزءاً من هوية المجتمع، ومع ذلك هناك تطور في جوانب عديدة لا يمكن تناسيها، وهناك سلبيات كأي مجتمع من الصعب اتفاقه على كل شيء طالما هناك وعي وثقافة وبرامج ومشاريع واختلاف.

وإذا كان ما كتبه وسطره  الأخوه الصحراويين من تشويه المتعمد لنا فإنهم من المؤكد يشوهون انفسهم ويظهرون الشمس عليهم  ولعل هذه الحروب الإعلامية لتي كان الأجدر بهم ان يستعملوها كسلاح ضد المحتل ،  تكرس الكراهية بين الشعبين الشقيقين .

ولسنا بحاجة لإعادة ما كتب وقيل عن اسهامنا بالحضارات الإنسانية، لأنها معروفة لمن كتبوا تاريخنا بإنصاف وموضوعية، ونتطلع الآن أن نكون امتا تتواصل مع المنجزات الحديثة بتبني خطط طويلة في بناء الإنسان من خلال تنويع مصادر المعرفة، ورفع مستويات التعليم والدخل الفردي والنمو الاقتصادي  والتدريب حتى نلحق بمن سبقونا من كل الأمم وهذه بإختصار هي موريتان .

وعندما نقول بأننا لسنا بحاجة إلى مصالحة أو اعتذار فإننا نؤمن حقا بأن الاعتذار والمصالحة والعفو لا محل لها من الإعراب بين الإخوان، وليست هناك عداوة بين الصحراويين والموريتانيين ، وكل ما نريده ونحتاج إليه هو الاحترام المتبادل بيننا، وأن يعرف كل واحد قدره دون استعلاء أو  استصغار، ودون  مزايدة  بعضنا  على  بعض  لأننا  لسنا  المنافسين  الفعليين  لبعضنا  البعض .

  نحن  بحاجة  إلى  فهم  بعضنا  البعض،  وأن  يضع  كل  طرف  نفسه  مكان الاخر

  نحن بحاجة إلى وضع الأرجل على الأرض والخروج من قوقعتنا العربية والإفريقية إلى العالمية، والاهتمام بمشاكلنا وهمومنا الفعلية، ومحاولة معالجتها وتجاوزها بالعلم والمعرفة والتربية والأخلاق، لا بلغو الكلام وتوزيع الشتائم.

  نحن  بحاجة  إلى  المزيد  من  الصبر  على  بعضنا  البعض،  وإلى  المزيد  من  الجهد  والحب  بعيدا  عن النفاق  والمجاملات .

  نحن  بحاجة  إلى  إعلام  محترف  مسؤول  يبتعد  عن  الغوغاء  والأنانية  والنرجسية  والكلام  الفارغ، ويقترب  من  جمهوره  ومتتبعيه  ويمنحهم  الحقيقة  ولو  كانت  مرة،  فلا  يكذب  ولا  يفتري ..

  نحن بحاجة إلى إعطاء الوقت للوقت كي يداوي الجراح التي لن تضمد  عاجلا في الصحري 

وحتى أكون منصفا، أجدد تذكير الإخوه في الصحراء  بأن الموريتانيين الأحرار لا ترضيهم أيضا الإساءة إلى سمعة الصحراء ورموزها وتاريخها مهما كان السبب، ودفاعنا عن شرفنا وبلدنا لا يقودنا إلى الاعتداء على شرف الآخرين، كما أن حبنا لوطننا وكرامتنا لا يدعوننا إلى كراهية غيرنا  أو الحقد  عليهم  والمساس  بمشاعرهم،  خاصة  إذا  كان  الغير أخ شقيق وهو كذلك فعلا .

وفي الاخير   لسنا  أعداء  حتى  نتصالح،  ولكننا  أيضا  لسنا  أحبابا  و ” سمناً  على  عسل ” ،  لأن  الحبيب  لا  يجرح  حبيبه، ومن  يقول  غير  ذلك  فهو  كاذب ..

 

 

2. نوفمبر 2020 - 6:12

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا