بحلول يوم الجمعة السادس فبراير تكون موريتانيا قد أكملت شهورا ستة في جو غير مسبوق بالنسبة لها، ستة شهور من العيش تحت وقع "ردات الأفعال"، والتعصب للمواقف مهما كان شططها وضررها على العباد والبلاد.
مقدرة ومفهومة في سياقها تلك الحالة الهسيترية التي انتابت الجذوع الخاوية لسلطة أبي مازن جراء اهتزاز موازين القوى وخارطة التموقع السياسي تحت القصف الصهيوني وصمود المقاومة الإسلامية.
يدرك من تأمل قسمات وجه الجنرال المقال محمد ولد عبدالعزيز وهو يتهجي بصعوبة بالغة خطابه أمام قمة الدوحة يوم أمس ان الرجل يوجد فى حالة تيه لايحسد عليها حيث رمى به حظه العاثر بين مجموعة من الممانعين الذين يتكلمون لغة غير لغته وتحركهم رؤية غير رؤيته.
وأخيرا أيها المجاهد الشهيد قضيت نحبك وأنت تصدق ما عاهدت عليه ربك صابرا مصابرا رابطا في وهج الوغى..لم تنحرف عن الوعد قيد أنملة ولم تنزو عن العهد شروى نقير .. ولم تبدل – علم الله- تبديلا .ولم تؤت الثغور المقاومة من قبلك ...
دموع مدرارة ذُرفتْ على غزة، لكن دموعا أكثر يجب أن تُذرَف على مصر. فقد صرح وزراء الخارجية الأوروبية الذين زاروا إسرائيل من أيام بعد زيارتهم لمصر بأن الرئيس المصري حسني مبارك قال لهم بالحرف "لا يجوز السماح لحماس بالخروج من القتال الحالي منتصرة" (صحيفة هآرتس 06/01/2009).
لاتزال موريتانيا تعيش وضعا غريبا، فهي بلد يحكمه رئيسان: أحدهما مدني منتخَب مصرّ على حقه الدستوري وإن لم يملك قوة لإنفاذ ذلك الحق، والآخر عسكري مسيطر بمنطق القوة وفرض الواقع.
قبل البدء في عرض هذه الفذلكات اللغوية والمعاني الرمزية، أقترح على الصحفي العراقي منتظر الزيدي أن يغير اسمه فورا، ويسمي نفسه من اليوم منتظر الحذَّاء.
تعرف الساحة السياسية والإعلامية في موريتانيا هذه الأيام شدا وجذبا حول شخصية الرئيس المعزول، سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله، وقدراته وسماته الشخصية. وقد تتبعت الخلفية العائلية والأسرية للرجل وماضيه السياسي وتعرفت عن قرب من بعض من كانوا مقربين إليه على سمات شخصيته وما يطمح إليه،
حادثة رشق الرئيس الأمريكي المخلوع (اقرؤوها بالحسانية إذا شئتم) بالأحذية من طرف الصحفي العراقي منتظر الزيدي تستحق كثيرا أن نتوقف عندها للتأمل في معانيها ودلالاتها وقوة رمزيتها..
السلام عليك أيها البطل العراقي المنتفض من عرين بغداد المحتل المكلوم انتفاضة الهزبر الغضوب ،و القابض على جمر الكرامة والشرف بيد تعيد سيرة عرابة الأوسي.
ما فتئت شعوب المغرب العربي تعبر عن تعلقها بالحريات الديمقراطية. وشهدت ثمانينيات القرن المنصرم ثورات وانتفاضات شعبية عارمة مطالبة بوضع حد للحكم الفردي التسلطي الاستبدادي الذي نشأ متكئا على شرعية الحزب الواحد الذي انصهرت فيه القوى الشعبية وقاد جهاد حركة التحرر الوطني من نير
الموريتاني بطبعه ميال إلى اجتناب الاصطدام، عكس سكان الصحراء المعروفين بشدة البأس والثأر للكرامة، وهذه الخصوصية التي ميزت ساكنة هذا الركن القصي من الصحراء الكبرى كانت عاملا مهما في دخول الاستعمار إلى هذه الربوع بسلاسة دون مقاومة تذكر.
إن أحداث 6 اغشت أثبت أن إدارة المرحلة الإنتقالية كانت ترتكز على إستراتيجية أساسها تحكم العسكر في مفاصل الحكم في موريتانيا ولم تكن قطيعة مع الديكتاتورية ولا تمهيدا للتبادل السلمي على السلطة كما أوهمنا أصحابنا بإجرائهم لتعديلات دستورية وما أسموهم يومها بالأقفال الخمسة لمنع الإستمرار في الحكم لمدة غير محدودة والحيلولة دون الإنقلابات.
لعله الانشغال بنتائج الا نتخابات الأمريكية المبهرة هو الذى شغل وسائل الإعلام العالمية عن نقل التطورات المتسارعة فى جورجيا المفضية لامحالة لانقلاب عسكري وشيك فى هذه الجمهورية السوفيوتية السابقة التى قدمت خلال السنوات الأخيرة نموذجا رائعا فى الانتقال الديمقراطي المفروض بقوة الثورة البرتقالية.
ظلت الانقلابات العسكرية إحدى أهم وسائل التغيير السياسي في العالم الثالث، غير أن الانقلابات العسكرية التي قادت في إفريقيا لحروب أهلية طاحنة حملت العديد من المنظمات الدولية، وخصوصا منظمة الوحدة الإفريقية قديما «الاتحاد الإفريقي حديثا» إلى إدراج بند في ميثاق الاتحاد يحظر على الدول