كنت قد كتبت هذا المقال قبل خمس سنوات. وهو يرسم لوحة لبعض مئاسي البلد، وفوجئت لدى عودتي قبل شهر لبلدي أن هذه الصور لم تتغير رغم أن ثلاثة رؤساء وعدة حكومات أشرفوا على البلد بعد عام 2005. المقال نشر في المرصد في 21 من فبراير 2005..
أنا من المولعين بالقاموس المحيط، لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، لأني أرى فيه من الخصال ما لا أراه في غيره من معاجم اللغة. فهو يعرف لك الكلمة عادة تعريفا يكاد يكون «جامعًا مانعًا» على لغة المناطقة.
على الرغم مما يلف حادثة الرئيس الموريتاني من غموض ،وصمت مطبق من قبل الحكومة تسببت في تسرب الشائعات وتشكيل القصص حولها،فيما عجزت الدولة عن تقديم رواية مقنعة للحادث.
"ليس في حياة الإنسان أصعب من البوح بانتصار الموت علي الحياة..لحظة لاتقاس بأى لحظة أخري ..أن تعترف بالهزيمة وتلقي سلاحك وترفع الراية البيضاء مكلوما منكسرا،وأن تكون الجسر الذي تعبر منه الموت نحو الأحياء"..
رغم أن الحياة السياسية في موريتانيا شهدت الكثير من عمليات الشد والجذب السياسييْن؛ كرستهما الأحكام الأحادية والانقلابات العسكرية والانتخابات المزورة.. إضافة إلى الترهل البنيوي لكيان الدولة وعمليات الفساد وقمع الحريات..
"ارحل" صوت حر دون شك، موقف صريح من حالة الاستبداد، أوضاعا وأشخاصا. إن قبول حالة الاستبداد ضعف في المستوى، وعيا وممارسة، ولا شك أن المعيار الأول لوعي الشعوب هو طبيعة أحكامها وأنظمتها في الحكم والتسيير.
المتتبع اليوم لما تشهد الساحة الوطنية من أحداث متلاحقة يلاحظ أن القيم الأخلاقية التي كانت وإلى وقت قريب المميز الوحيد لأهل هذه الأرض ، بدأت تضمحل في ظل حكم الجنرال وبدأ ذلك الداء العضال يتسرب من أعلى الهرم ، وهي مفارقة غريبة
العنف الملتبس
منذ سنوات والبلاد تشهد في أوقات متقطعة عمليات عنف و قتل في توقيتات سياسية وفي أجواء يلفها بعض الغموض وتعقبها تطورات سياسية في الغالب ومع أن هذه الأحداث كانت تنسب في الغالب للجماعة السلفية للدعوة والقتال.
يرفع الشعب الموريتاني بقواه الحية هذه الأيام سقف المطالب في وجه النظام الفاسد بدعوته بصراحة وجرأة إلى لملمة أغراضه والرحيل بأسرع وقت، مستلهما روح العصر الذي دخلته أمة العروبة والإسلام بحلول ربيعها الطلق وانكفاء فصول الهوان إلى غير ما رجعة بحول الله.
بعيدا عن الخلافات السياسية والنعرات القومية يُطل علينا : نجم الأمة والسياسي المحنّك والكاتب النحرير والمحلل السياسي والفيلسوف الوجودي والمفكر الإسلامي ومفسر الأحلام وقاضي تكساس ومُفتي قطر ومحرر نشرات الجزيرة